لايف للإغاثة والتنمية في اليوم العالمي لحقوق الطفل: أطفال السودان بين النزوح والجوع والتعليم المفقود …نداء للإنسانية يتجدد!
يواجه أطفال السودان تحديات هائلة تهدد حياتهم ومستقبلهم، فالحرب المستمرة أدت إلى تشريد مئات الآلاف، وتدمير المدارس والمرافق الصحية، ونقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة، كما أن العديد من الأطفال يعانون من صدمات نفسية نتيجة فقدان الأهل أو تعرضهم للعنف، بينما يضطر آخرون للعمل في ظروف قاسية لدعم أسرهم، كما أن انتشار الأمراض، وسوء التغذية، والافتقار إلى التعليم المستمر يجعل من مرحلة الطفولة في السودان فترة محفوفة بالمخاطر، مما يفرض على المؤسسات الإغاثية بذل جهود عاجلة لحماية حقوقهم وتأمين مستقبلهم.
كما يواجه ملايين الأطفال حول العالم في الدول النامية أوضاعاً إنسانية صعبة تتفاقم بسبب الحروب والفقر والكوارث البيئية، مما يهدد حقوقهم الأساسية في الحياة، والصحة، والتعليم، والحماية، حيث وتشير التقارير الدولية إلى ارتفاع كبير في أعداد الأطفال المتأثرين بالنزوح وسوء التغذية وانعدام الخدمات الأساسية. ومع هذا التدهور تزداد فجوة الحماية والتمكين للأطفال في المناطق المنكوبة حول العالم حيث تستهدف اليونيسف مساعدة 109 مليون طفل، منهم حوالي 11 مليون طفل من ذوي الإعاقة.
أكثر من 473 مليون طفل (طفل من كل ستة أطفال في العالم) يعيشون في مناطق متأثرة بالحروب، ففي نهاية العام الماضي تم توثيق حوالي 41 ألف انتهاكاً خطيراً لحقوق الأطفال في النزاعات مثل القتل أو التعذيب، الهجوم على المدارس أو المستشفيات، تجنيد الأطفال وغير ذلك، وهذا أعلى عدد تم تسجيله منذ بدء رصد انتهاكات الأطفال في النزاعات المسلحة، كما أن هناك أكثر من 1 مليار طفل (أي نصف أطفال العالم) يعيشون في بلدان تعاني من مخاطر التغير المناخي، مثل الجفاف، الفيضانات، العواصف، التلوث، مما يهدد أمنهم الغذائي والمائي.
ليسوا أرقاماً.. بل احتياج إنساني عاجل
في اليوم العالمي لحقوق الطفل تواصلنا مع د. عبد الوهاب علاونة المدير الإقليمي في الشرق الأوسط لمؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development والذي يوضح معاناة الأطفال حول العالم قائلاً: ” نعمل على رصد أوضاع الأطفال المحتاجين في 60 دولة حول العالم على مدار 33 عاماً مضت، فنحن نتكلم الآن عن حوالي 49 مليون طفل نازح، والحروب للأسف هي سبب 80٪ من جميع هذه الأزمات، كما أن هناك 118 مليون طفل يعانون من الجوع القارص، من بينهم 63 مليون طفل في مناطق الحروب، و19 مليون هم لاجئون في مخيمات النزوح في دول غير بلادهم، وهؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقاماً، بل نحن نواجه كوارث إنسانية، فقد أعلنت اليونيسيف رسمياً أن العام 2024 كان من أسوأ السنوات للأطفال في مناطق النزاع، وقد تكون تقارير هذا العام أكثر قسوة!
وعن دور لايف في تخفيف معاناة الأطفال يضيف قائلاً: ” لايف تعمل على كفالة حوالي 13,000 يتيم في 22 دولة حول العالم، حيث ندعمهم بالغذاء والملبس والدعم التعليمي والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات، كما تعمل لايف على دعم سبل عودة الطلاب لصفوفهم الدراسية في الدول النامية والفيرة، وتقدم أيضاً سبل الرعاية النفسية والدعم من خلال حفلات الأيتام والهدايا الموسمية لمئات من دور الأيتام حول العالم، وهذا يعتبر تعد من أكثر الوسائل الفعّالة لتمكين الأطفال والمجتمعات من الخروج من دائرة الفقر حيث نركز على تغيير حياة الأطفال لصناعة قادة المستقبل بهذا الدعم العاطفي والنفسي لبناء روابط عالمية، ومنح الأطفال والمجتمعات الأمل في التعايش”.
السودان وبورما أكبر موجهة نزوح للأطفال حول العالم
أما في السودان فقد عملت لايف على دعم أطفالها داخل البلاد، وتتبعت النازحين منهم إلى مصر وتشاد وأثيوبيا وغيرها من الدول حيث تقول سيدرا بكير منسقة مشروعات لايف السودان: ” تضاعف عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إلى 15 مليون طفل هذا العام في السودان، وهناك انتهاكات جسيمة ضد الأطفال بالإضافة إلى بدء انتشار المجاعة مع الحصار في الفاشر، والنزوح لمناطق ما زالت تخضع للحرب، تشير التقارير إلى إن نحو 90٪ من الأطفال في مناطق النزاع هم خارج المدارس، كما أن أكثر من 15٪ من الأطفال في هذه المخيمات يعانون من نوع من سوء التغذية الحاد، ومع قلة المساعدات الإغاثية سوف يتعرض 14 مليون طفل إضافي لخطر انقطاع الدعم الغذائي بنهاية هذا العام كما أشارت اليونيسيف.
وتعمل “لايف” على توفير دعم مستدام يلبي الاحتياجات الأساسية للأطفال، ويشمل ذلك ضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المأوى والتعليم والرعاية الصحية والدعم النفسي الاجتماعي، خصوصاُ في ظل الأزمات الحالية من خلال دمج الاستجابة الطارئة مع التنمية المستدامة في جميع برامجنا.
حق في السعادة … حق للحياة!
وكان للأطفال رغم آلامهم أملاً بالتشبث في الحياة حيث تقول فاطمة 9 سنوات: “توفير الطعام ومياه الشرب منحني النوم الهادئ بعد معاناة حتى وصلنا إلى المخيم في التشاد”.
ويتفق معها سامي 11 عاماً من قائلاً:” كنت خائفاً من تحمل مسئولية أخوتي بعد موت أبي وأمي، وجودنا في مصر ورعايتنا خففت عني”.
وكانت فاطمة 10 سنوات قلبها يتقطع بسبب بكاء أمها الحامل أثناء النزوح إلى مصر حيث تقول: ” وفرت لايف لأخوتي الاثنين في بطن أمي الفيتامينات والطعام اللذيذ والماء ومأوى آمن، لذلك هدأ قلبي معها”.
أما خولة 8 سنوات كان أثر خوف الفقد يملأ وجهها حيث عبرت عن سعادتها فقط بحضن دافئ لمن أهداها ملابسها الجديدة وطرد غذائي وألعاب!


