الهلال… جرعة فرح في زمن الوجع

الهلال… جرعة فرح في زمن الوجع
  • 24 نوفمبر 2025
  • لا توجد تعليقات

جملة مفيدة - ياسر فضل المولى

وضع الهلال قدماً في دوري المجموعات بعد فوز مستحق على مولودية الجزائر في كيجالي الرواندية بهدفين لهدف، في مباراة كانت بحق جرعة فرح في زمن الوجع.
التفوق الفني حمل توقيع المدرب ريجيكامب، الذي لعب المباراة بعين خبيرة وهدوء نادر؛ قراءة سليمة، قرارات محسوبة، وتبديلات جاءت في وقتها وأحدثت الفارق.
الهلال لم يكن وحيداً في كيجالي، فقد حولت الجالية السودانية هناك المدرجات إلى بحر أزرق صاخب منح اللاعبين طاقة وثباتاً وحماساً، حتى بدا الهلال وكأنه يلعب في أمدرمان.
إن الفوز من هذا النوع يحتاج مقالاً بطول المسافة من كيجالي إلى دامر التمهيداب، لكننا نمر سريعاً نحو نجم الملحمة الجان البورندي، الذي واصل هوايته المعتادة في “بطح” الباكات على السرير الأخضر أقصد النجيل الأخضر.
ولأن مسلسل الضحايا مستمر، انضم الظهير الجزائري بوقرة للقائمة، ولو كنت مكانه لبحثت من الآن عن حرفة أخرى قبل مباراة الرد.
الجان أصبح خصماً معلناً لأربطة المدافعين، حتى أن أطباء العمود الفقري في أفريقيا يعتزمون رفع مذكرة احتجاج ضد الهلال ونجمه النفاثة، الذي تخصص في “تمزيق غضاريف” نصف مدافعي القارة. لكن العليقي، محامي الهلال، أنهى الجدل قائلاً: “جاهزين للمحكمة الدولية… بس أدونا رقم ملف الإصابات.”
جماهير المولودية لم تحتمل هزيمة فريقها وأتت بسلوك رياضي مشين حين تعدت على جماهير الهلال التي لاذنب لها غير أنها تعشق فريقا يعرف كيف يسعدها.
ماحدث من إرهاب جزائري يجب أن يتضمنه تقرير المراقب، ليجد العقاب الرادع من الكاف فلا أخلاق الرياضة، ولا لوائح المنافسة تبرر هذا السلوك المشين. كما أن هذا التصرف لا يشبه العلاقة التاريخية بين سودان الثلاثين مليون هلالابي وجزائر المليون شهيد.

الهلال كان في مهمة وطنية تتمثل في صناعة السعادة لكل من تاه في دروب النزوح والشتات.
غسال وغربال رسما لوحة جمال، وروفا الحريف قونك جميل زي بسمتك.
يبدو أن حب الهلال تمكن من القادم الجديد صنداي الذي ظل يرقص حاملا علما مكتوب عليه هلالابي وهكذا كل المحترفين الذين عرفوا قيمة الهلال فأحبوه كما أحبه أخوان سادومبا ومازالوا.
المطر في كيجالي كان كريماً، فقد رسم مع الجماهير لوحة نادرة فلاعبو الهلال ظلوا يرقصون تحت زخات المطر، والعشاق يرددون أهازيجهم، في مشهد يفتح القلب ضلفتين ويمسح شيئاً من تعب الأيام الحزينة.
في طرف خفي من الملعب جلس مدرب المريخ يراقب ويستمتع ولسان حاله يقول ده حظ شنو الرماني في التمهيداب.
بالمناسبة قالوا المريخ كسب نقاط مباراته مع شباب بربر الذين غابوا عن الملعب وسمعنا تحت تحت إنهم رفضوا يجوا الملعب خايفين تفوتهم كورة سيد البلد.
جملة أخيرة:
في الدامر، في العزازي، في ألاسكا، في نواكشوط… أو كيجالي… الهلال غالب طوالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*