سنوات الزهو

سنوات الزهو
  • 01 ديسمبر 2025
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

أبصرت الدنيا في حلتنا القصية شمالي سعدنكورتى المحس، الصغيرة سكانا، الكبيرة في طموحي، مفطوما بحبها.
شاء القدر أن أرتبط بها طويلا بحكم عملي بالتدريس وكان واجبي أن أسعى للنهوض بمجتمعنا العظيم المتماسك بإخلاص وتجرد علي أرد بعض جمائله الفائقة.

1

الطاحونة
كلف والدي بقيادة مشروع سعدنكورتى الزراعي التعاوني ربع قرن حقق خلاله المشروع فائضا ماديا مجزيا فاقترحت في الجمعية العمومية الإتيان بطاحونة تعاونية تعد الأولى من نوعها بالمنطقة فأسندت لي مهمة إحضارها فجئت بها من بحري فربحت مالا، وقبله كانت راحة الناس فوزها الأعظم.

2

النادي
شيد شبابنا المتقدة همتهم ناديا يلم الشمل فتوليت رئاسته زمنا وكان منطلقا لبرامج متنوعة شملت منافسات رياضية لاتزال إبداعات نجومها في الذاكرة لامعة وحفلات مسرحية طربية فقراتها الترفيهية براقة.

3

العلاج
شيدنا نقطة غيار لتقديم العلاج محليا فجلست مع د. عبد القادر شلبي مدير طبي الشمالية الرائع في مكتبه بعطبرة أبسط له طلبنا مشفوعا بضرورته فأبرق بالتصديق فظلت إضافة خدمية نوعية زمنا تولى صديقي الأستاذ سامي بدوي بخطه البديع إبداع لافتتها وكذا الخاصة بالنادي.
4

الدكان
نسبة لبعد سوق دلقو وأهمية توافر الضرورات بالحلة تبنيت مشروع دكان الأهل التعاوني، الذي تولى إدارته عمي الحاج أحمد بدري برزانته ثم ابن عمي بيومي عبدون محمدين .. ابن الضفتين بحيويته فسد لمجتمعنا حاجة عالية أهميتها.
5
الإنارة
تكفل مغتربونا بإرسال مولد كهربي كبير بالتنسيق البيني فتولينا بالمكون المحلي ” كاشا وتمرا ” التركيب والشبكة فكان أول مشروع كهربي تعاوني بالمنطقة وكانت إشاعة النور في كل بيوتنا فرحة هائلة لا توصف، أشبه باندياح مهرجان جماهيري هادر لدى فوز فريق كروي كبير بقذيفة رأسية في الدقيقة الأخيرة.
6
الماء
توليت مع العزيزين فضل بشير ومحمد سيد همت مشروع مياه دلقو النيلي وكان التالي لعبري غير أن مياهه تقاصرت عن حلتنا لاحقا فلهثت وراء المسؤولين في دنقلا والدامر والخرطوم عاما وبعض عام وأخيرا حصلت على التصديق بمحطة مياه سعدنكورتى المستقلة، التي سقت وفاضت.

النقل
نقلت لعطبرة إشباعا لطموحي الوقاد في دراسة أكاديمية متقدمة وبوصولنا قلت لأسرتي:
ثلث وقتي لكم، وثلثه لشغل الحكومة، وثلثه للبلد ” كل المنطقة ” امتدادا لما تقدم وقد كان، وتلك كالأتبراوي كانت فياضة مرحلتها فقد كان شأني كنخلة مورقة اقتلعت من جذورها ووضعت في بيئة جديدة لتتابع إثمارها.
الشكر لله علا شأنه على أنعمه ولأهلي سادتي، الذين تتلمذت فتعلمت من طيبتهم وتكافلهم ومثابرتهم ومساندتهم أبلغ دروسي، مفعمة بالثقة السامية التي أحاطوني بها وكانوا عبير الأنسام وعطر الإلهام.
ويا بلدي القيافة لكم أعشقك!

الوسوم أنور-محمدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*