حكام وتحكيم.. ظلم يستدعي الدموع

حكام وتحكيم.. ظلم يستدعي الدموع
  • 08 ديسمبر 2025
  • لا توجد تعليقات

جملة مفيدة – ياسر فضل المولى

في ليلة كروية حبست أنفاس المتابعين، تلقّى منتخب السودان هزيمة مفاجئة أمام نظيره العراقي في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة التي جمعتهما في الدوحة ضمن منافسات كأس العرب.
فبعد شوط أول مثالي سيطر فيه صقور الجديان وأمتعوا سكان المدرجات، ومن هم خلف الشاشات بأداء رجح كفتهم ورفع احتمالات فوزهم، قبل أن تنقلب الصورة تمامًا في الشوط الثاني، حيث ظهر منتخبنا بوجه مغاير، لتبدأ رحلة الانهيار التي انتهت بخسارة موجعة.
المدرب الغاني كواسي أبياه، الذي تعشمنا فيه الذهاب بمنتخبنا بعيدا في المنافسة، ارتكب أخطاء تكتيكية لا تشبه مسيرته مع الصقور، أبرزها التبديلات غير الموفقة التي أضعفت خط الوسط وأفقدت الفريق توازنه، في وقت تفوق فيه المدرب الأسترالي غراهام أرنولد بتبديلاته الذكية وخططه الهجومية التي قلبت روح ورياح المباراة عكس المزاج السوداني.
لم يكن سوء الحظ وحده خصم السودان، إذ ساهم التحكيم بشقيه داخل الملعب وخلف كاميرات الـVAR بنسبة كبيرة في خروج الفريق مهزومًا، بعد تجاهل ضربتي جزاء واضحتين ارتكبهما الدفاع العراقي، في مشهد أثار غضب الجماهير والخبراء على حد سواء. هذه الأخطاء التحكيمية ليست الأولى، فقد سبق أن حُرم السودان من ركلة جزاء أمام الجزائر، ليكتفي بنقطة واحدة فقط من مجموع مباراتين، ويجد نفسه أمام حسابات معقدة في لقاء البحرين المقبل، حيث يحتاج للفوز بثلاثية نظيفة مع خسارة الجزائر أمام العراق بفارق أكثر من هدفين، وهي معطيات شبه مستحيلة في ظل حالة الإرهاق البائنة، وضعف البدائل الهجومية على دكة الاحتياط.
الهزيمة لم تكن مجرد خسارة رياضية، بل تحولت إلى مشهد إنساني مؤثر؛ فقد نقلت كاميرات التلفزيون بكاء الرجال ونحيب الأطفال في المدرجات والبيوت، فيما انتشرت صور فتاة ترفع علم السودان القديم والجديد، كأنها تبعث برسالة تقول فيها لحكام بورتسودان أرفعوا ما شئتم من الأعلام وردوا إلينا سوداننا الذي نعرفه ونحبه، وذلك قبل أن تخنقها العبرة وتغرق في دموعها بملعب 974 المونديالي، في لقطة هزّت مشاعر ملايين العرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الهزيمة المفاجئة لم تُطفئ حب الجماهير لصقور الجديان، بل زادت من تعاطفهم وارتباطهم ببلد افتقدوه. والآن يحدوهم العشم بتجاوز الكبوة واستعادة الأمل. وأرجو ألا تكتب دقسات أبياه وجلطات الدفاع وتوهان الهجوم نهاية الحلم العربي.
جملة أخيرة:
يبدو أننا شعب ابتلاه الله بظلم كل حاكم وحكم؛ فبينما تفنن حكامنا في ظلمنا وتشريدنا في المنافي، أبى حكام مباريات بطولة العرب إلا أن يكتموا الفرح في مدرجات ملاعب الدوحة، وتصبح البطولة بعنوانها العريض ظلم منتخب السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*