ترامبيات. خطاب الكراهية! الاخوان المسلمين!
لقد انتشر خطاب الكراهية في الاوانى الأخيرة انتشار النار في الهشيم، ومن المعلوم ان انتشار خطاب الكراهية يكون اكثر انتشارا في الدول التي تعانى من الصراعات الداخلية والحروب، ولكن المثير للدهشة أن ياتى خطاب الكراهية من رئيس اكبر دولة في العالم ومستقره سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. فضلا عن ذلك ان هذه الدولة في الأصل هي دولة مهاجرين بما فيهم الرئيس ترامب ذات نفسه.
وفى الأسبوع الماضى مارس الرئيس دونالد ترامب خطاب الكراهية متحديا كل المواثيق الدولية والإقليمية والوطنية التي تجرم خطاب الكراهية،عندما تحدث بلهجة مهينة وصادمة تجاه الجالية الصومالية في بلادة والصوماليين الذين يحملون الجنسية الامريكية فاطلق عليهم وصف الحثالة .وذلك امام عدسات الاعلام والفضائيات وحديثة عن أبناء الصومال فقال” نحن لانريدهم في بلدنا دعوهم يعودون من حيث أتوا ليصلحوا اوطانهم” ولكن خطاب الكراهية هذا لم يكن الأول بل مارسة ترامب بحق الاخرين وخاصة المهاجرين من دول العالم الثالث منذ بدء حملته الانتخابية . وحتى بعد صعوده الى البيت الأبيض حيث مارس خطاب الكراهية تجاه الدول الافريقية فوصف بعض البلدان الافريقية بانها قذرة. ولاشك أن مثل هذا الخطاب “خطاب الكراهية” يسئ لسمعة الولايات المتحدة الامريكية ويستعدى شعوبا بأكملها شعرت بالاهانة بوصفها بالدونية. وهنا يثور التساؤول لماذا يمارس الرئيس ترامب خطاب الكراهية تجاه المهاجرين وخاصة من الدول الافريقية وبعض دول أمريكا اللاتنية كالمكسيك؟ تبدو الإجابة على هذا السؤال ان ذلك يعود لسيكولوجية ترامب ونفسيته وشخصيته التي تتسم بالنرجسية الزائدة، وحاجته دوما الى المديح، فترامب يخلق لنفسه درع بالغطرسة التي يمارسها واحتقاره للاخرين وهذا السلوك في علم النفس هو سلوك تعويضى لشعوره الداخلى بالنقص والضعف والفشل كرئيس لدولة عظمى ،وذلك لان الذهنية العقلية عند ترامب هي ذهنية تجارية وليست ذهنية رئيس. وربما يكون ذلك للخوف من النقد في سياساته خاصة من قبل النواب الأمريكيين من أصول افريقية.
• وأيضا في الأسبوع الماضى اثار قرار الرئيس الامريكى دونالد ترامب بحظر جماعة الاخوان المسلمين كمنظمة إرهابية ردود أفعال واسعة ، واستبشر الجميع بهذا القرار، دون النظر الى الغرض من هذا القرار والسبب في اصدار مثل هذا القرار، خاصة ان الجميع على علم بان الولايات المتحدة الامريكية هي التي ساعدت هذه الجماعة موظفه الدين ورجالة من اجل القضاء على الاتحاد السوفيتى سابقا. بل في عهد حكم الديمقراطين ابان فترة حكم الرئيس أوباما ووزيرة خارجيتة هليري كلينتون الذى ذكرت في مذكراتها بانهم هم من انشاوا ودعموا تلك الجماعات الإسلامية للوصول الى الحكم على ان يكونوا البديل الديمقراطى في الدول العربية وثورات الربيع العربى خير شاهد على ذلك بغض النظر عن فشلها ونجاحها، فضلا عن ذلك حتى الجمهوريين في عهد فترة حكم ترامب الحالية نصبوا احمد الشرع الذى كان من ضمن قوائم الإرهاب الدولى ومطلوبا من قبل الولايات المتحدة الامريكية رئيسا لسوريا . ومن هنا يثور السؤال لماذا اصدر الرئيس الامريكى وادارته هذا القرار؟ للإجابة على هذا السؤال يري بعض المحللين ان مشكلة ترامب مع فروع جماعة الاخوان المسلمين في الدول التي شملها القرار يرجع الى التعاملات المالية لهذه الجماعة مع حركة حماس ودعمها، وان النفوذ المالى لهذه الجماعة قد ازداد بصورة واضحة في الغرب وامريكيا. الا انه في اعتقادى هذا ليس السبب الجوهري في اتخاذ الإدارة الامريكية لهذا القرار، ويبدو ان الامر باتخاذ هذا القرار من قبل الإدارة الامريكية يتعلق بشأن داخلى في الولايات المتحدة الامريكية حيث استشعر الرئيس الامريكى وادارته من خطر نفوذ هذه الجماعة داخل المجتمع الامريكى خاصة ان هذه الجماعات تتلون كالحرباء في اى مجتمع، روبما رات الإدارة الامريكية تاثير هذه الجماعة واختراقها لبعض دوائر التاثير خاصة مع الانتخابات الأخيرة لولاية نيويورك، لذلك ربما يري ترامب وادارته بان ماحصل في انتخابات نيو يورك هي بروفة ومقدمة للانتخابات الرئاسية القادمة وان تاثير ونفوذ هذه الجماعة قد يحرم ترامب من الصعود والعودة مرة اخري الى البيت الأبيض. وهذا هو سبب خوف ترامب وادرته من تلك الجماعة ، عليه يبدو ان سبب اتخاذ قرار حظر جماعة الاخوان المسلمين هو قرار داخلى بحت يتعلق بالداخل الامريكى.
• ختاما ان القرارات التي اتخذها الرئيس الامريكى دونالد ترامب ، وممارسته لخطاب الكراهية على الملاء كلها تعود لشخصية ترامب نفسيته الناتجة عن الخوف والضعف وعدم الثقة.


