كل الذين شاهدوا مباراة منتخبي السودان والعراق في البطولةالعربية تراءت أمام أعيُنهم الطلة المدهشة للشابة المشجعة السودانية منية بوطنيتها الحقيقية التي تمثلت في شعورها العميق بالألم الذي أصابها بالحزن الشديد والأسى اللذين صدّعا قلبها الرهيف فتدفقت دموعها غزيرة ومرهفة كسرت قلوب المشاهدين وخاصة المشجعين العراقيين لفريقهم وسالت دموعها أنهاراً في خواتيم المباراة مترجمة وطنيتها عملاً وفعلاً من أعماقها ومن مشاعرها المجروحة جراء هزيمة منتخب وطنها المغيب في غمرة حرب لا ناقة ولا جمل للشعب السوداني بها.
وهذه الشابة بوطنيتها الحقيقية التي أمطرت عيونها بغزير دموعها وانفطار قلبها أسى وحرقة لهزيمة فريق وطنها هل يمكن مقارنتها بوطنية من أشعلوا هذه الحرب اللعينة التي أزهقت الأرواح وضيعت الممتلكات ودمرت بنية الوطن الغالية..
وما حدث من المشجعة الشابة السودانية رسالة منها مخلصة بالدموع للوطن وشعب الوطن خزناً وألماً تعبيراً عن عدم رضائها على هزيمة منتخب وطنها…
وبالمقابل فإن ماحدث من الذين أشعلوا الحرب اللعينة رسالة منهم بالسلاح والقتال أيضاً زاعمين أن حربهم من أجل الوطن وشعب الوطن.. ولكن واقع حال شعب الوطن يقول إن حصاد هذه الحرب كان خسارة عليهم بدرجة محزنة ومؤلمة للوطن وشعبه تجعل الوطنية يمكن أن يصنعها من يريد أن يحقق أطماعه ومصالحه ويزعم أنه وطني لا مثيل له…
وبذلك تصبح الوطنية مطية يركبها كل من أراد أن يُنسب إليها بغض النظر عن أنها وطنية مثل وطنية الشابة منية…