هلال يغيب وقناديل تضئ

هلال يغيب وقناديل تضئ
  • 22 ديسمبر 2025
  • لا توجد تعليقات

جملة مفيدة- ياسر فضل المولى

وبينما يعيش هلال كيجالي أيامًا من الخسوف والتعثر، مضى الأهلة نحو النصف الآخر من القمر يبحثون عن بدرٍ يعيد للسماء ضياؤها، فهؤلاء قوم لا يألفون البؤس ولا يرضون بالسفر في سماء تمطر وجعًا. وفي ليالي الدوحة، حيث تترقب العيون زرقة الأفق، تلألأ أمير الحرف ياسر بن عائس، بدرًا بين عربان القلم، وقمرًا في سماء الصحافة الرياضية العربية.
إجماع عربي كامل تُوّج بفوز ياسر بن عائس نائبًا لرئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، فوزٌ لم يكن مفاجئًا، بل تأكيدًا لمكانة “الوهج” المهنية، وقدراته القيادية، وموهبته الصحفية، وحضوره الرياضي والاجتماعي، وخصاله الإنسانية التي صنعت له هذا القبول الواسع. وهو إجماع يعكس ثقة الوسط الرياضي العربي، كما يعزز مكانة ياسر لدى الأهلة الذين رأوا فيه صوتهم الصادق وأمير حرفهم المتوّج.
هنيئًا لك أخي وصديقي أبا خالد هذا الحب والإجماع، وهذا التدافع الجميل نحوك من كل أطياف الوسط الرياضي، فذاك وحده شهادة على ما تمثله في وجدان الناس. لقد كنت – ولا تزال – خير من يحمل همّ الصحافة الرياضية السودانية، ويشرفها في المحافل الإقليمية والدولية.

نعود للضفة الأخرى، ونجد الهلال يمضي في طريق التعثر، ويتعادل بشق الأنفس أمام فريق يحمل اسم مارين وكأنه مول تجاري أو سوبرماركت في أحد ضواحي كيجالي، وهي نتيجة تؤكد أحد أمرين: إما أن محترفينا “مواسير خمسة بوصة”، ومدربنا سواق حافلة عدادو بالدولار، أو أن كواديك بني الأحمر وجدت لها في رواندا “ما يرنو” جديدة.
نعم هي نتيجة تعكس أزمة، لكنها لا تنفي أن هذا الشعب يعرف كيف يوقد القناديل في عتمة الليالي الحالكة. وهاهو بدر البطانة خالد أب شيبة، يطل من بين جبال عسير حاملاً بشريات الأمل ملوحاً بقيم التكافل، ومبشرًا بتدافع الأهلة نحو علاج صاحب “فجر المشارق”،  الصحفي عبداللطيف الهادي، الذي ابتلاه الله بالفشل الكلوي، ثم داهمته حمى الضنك، فاجتمع عليه الألم والصبر. وما إن شاع الخبر حتى نهض الأهلة، كما ينهض القمر من خلف أسوار المغيب، يصبون العطاء صبًا في حساب “إحياء” بنته، إحياءً لقيمة أصيلة وسنة حميدة. وبإذن الله، سيطل عليكم هذا العدد وعداد “بنكك” قد بلغ ما يكفي لطرد الضنك وبث العافية في جسد تيفا.
فهنياً لرجل الفجر والمشارق بمحبة الناس وهنيئاً له بتفوق ابنته إباء التي أضاءت هي الأخرى قنديل فرح في دار أمها وأبيها عندما تفوقت في امتحان الشهادة المتوسطة وأحرزت مجموع 272 لترسم لوحة من لوحات الإباء والصبر والصمود التي زينت دار عبداللطيف ورفيقة دربه الصابرة الأبية ساره الجعلية.
جملة أخيرة:
طوبى لمن اختصهم الله بقضاء حوائج الناس، وسخّرهم لإدخال السرور على قلوب المسلمين؛ فأجرهم عند الله عظيم، ويكفيهم شرفًا قول المصطفى ﷺ: “لأن أمشي مع أخٍ في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*