نفسِــي أجـرِّب بس

هـل ما زالت الموبيليا تســاوي عروسـاً في أم درمــان ؟!!

هـل ما زالت الموبيليا تســاوي عروسـاً في أم درمــان ؟!!
  • 30 يونيو 2018
  • لا توجد تعليقات

د. بشير إدريس محمد زين

زماااان..زماااان شديد.. كنت شغال في صيدلية المدينة في أم درمان (أحبابنا ناس د.أحمد البدوي محمد الأمين حامد..ود.عثمان أحمد حمد..جماعة أميفارما).. وجاءني يوماً رجلٌ وقور، فاضل، رزين، وفي سيمائه مهابة ناس أم درمان الأصيلين القُدااام ديلك..

قال لي إنّو عندو أمو بتشتكي من كذا وكذا وكذا.. فبماذا أنصح لها؟ سألتُه كم سؤال ثم مديت يدي علي الرفوف وأعطيته دوائين..وهذه روايتُه هو كما ذكَّرني بها فيما بعد..

المهم أخد عمنا الدوائين وذهب..

ثم بعد مدة جاءني هذا الرجل الطيب، الفاضل، الوقور وسلَّم عليَّ بحرارة.. ثم سألني ما إذا كنتُ متزوجاً.. ووقتها أنا ما كنت عارف عرس يعني شنو.. ولا الناس بعرِّسو كيف، وعشان شنو ذاتو بعرِّسو (ولهسه ما عارف)!!..فقلت ليهو بمسكنة شديدة: لا والله ما متزوج يا عم!!

فقال لي: بالله عليك يا دكتور لما تجي تتزوج لازم تجي تاخد الموبيليا بتاعتك مني.. وأنا عمك (ســـعد الله)..صاحب موبيليات ســعد الله المشهورة بأم درمان وقتها !!

تلك كانت هي المرة الأولي التي انتبه فيها إنو الزول لو عندو موبيليا ممكن يعرِّس فوراً في تلك الأيام.. فقط موبيليا وتاني يوم ممكن تكون عريس.. يا سلاااااام.. شعرت في اللحظة ديك إنو عمنا سعد الله دا أدّاني أكتر من تلات أرباع رغبة في العرس، وأكتر من تلتين تفاؤل بأني ممكن أعرِّس.. بل لقد أعطاني أكتر من ٩٩٪ من العروس ذاتها.. قرّبت في اللحظة ديك أمرُق من كاونتر الصيدلية برة وأعرِض الصقرية، وأنقِّز بانتشاء، تماماً مثلما يفعل سيدي ومولاي وسميِّي الرئيس البشير!!

 

ثم ذكـَّرني عمنا سعد الله بعد ذلك كيف أنني أعطيته دوائين من مدة لوالدته المريضة التي ذهب بها مستشفياً إلي القاهرة، أو لندن، أو الأردن لا أتذكر.. ولم تشفَ إلا بدوائين اثنين مني أنا، هذا الفقير إلي رحمة مولاه !!

اندهشتُ طبعاً.. اندهشتُ جداً.. وقلتُ في نفسي: (رُبَّ رَميةٍ من غيرِ رامٍ) ولكني حمدتُ الله أن جعل (رميتي) مع والدة عمنا سعد الله (صابت وما خابت) .. وأنها قد فتحت لي باباً من أبواب الموبيليا، يؤدي إلى باب من أبواب العرس !!

ولا أعلم الآن ما إذا كان عمنا سعد الله حياً.. ولا أعلم ما إذا كانت موبيليات سعد الله نفسها موجودةً بسوق أم درمان.. فلقد طال الزمان، وتفرقت بنا السبل، ورمت بنا الدنيا إلي ما وراء البحار.. ولم أكن محظوظاً بما يكفي لأستفيد من عرض عمنا سعد الله ذاك السَّخي.. كما أني لا أعلم ما إذا كانت الموبيليا لم تزل تساوي العروس إلا قليلاً، كما كانت على أيامنا الباذخات تلك في ذلك الزمن الجميل !!

ولكني، علي كل حال، ماخد علي نفسي (ندُر) يومي الأنزل إلى بلاد السودان الشقيق، حأمشي إلي محلات موبيليات عمنا سعد الله وأذكِّره، أو أذكِّر أولاده وورثته -إن كان قد انتقل إلى دار القرار رحمه الله- أذكِّرهم بعرض عمنا الفاضل الشهم ســعد الله، وأنني جئتُ الآن للاستفادة من ذلك العرض..عسى أن أفِش به غبينة بايتة، ومتطاولة علي العرِس، وأشوف بعد داك لو كنتُ (أنا والموبيليا بتاعتي) أُساوي شيئاً في سوق الله أكبر أم لا !!

التعليقات مغلقة.