في ذكرى معركة كرري .. قراءة تحليلية لشهادات منقولة عن مراسلي صحف عالمية شهيرة من أرض المعركة

في ذكرى معركة كرري .. قراءة تحليلية لشهادات منقولة عن مراسلي صحف عالمية شهيرة من أرض المعركة
  • 03 سبتمبر 2018
  • لا توجد تعليقات

معركة كرري التاريخية الحاسمة بتاريخ ٢ سبتمبر ١٨٩٨ أو ” The Battle of Omdurman” .. كما درجت أدبيات المؤرخين الغربيين على تسميتها .. ظلت تلك المعركة الفاصلة وأحداثها الجسام محوراً لحركات بحثية متفرقة من خلال جهود أكاديمية معاصرة لمؤرخين من النصف الشمالي للكرة الأرضية .. حركتهم النزعة الأكاديمية المحايدة لإعادة إستقراء ما حدث بالضبط على ميدان المعركة .. على الرغم من مرور أكثر من ١١٨ عاماً على إنقضائها .. فقد أدت هذه المجهودات البحثية لكشف النقاب عن شهادات مراسلين حربيين أجانب لم تحظ في وقتها بالإهتمام اللائق بها بينما أُسقط بعضها لأسباب مجهولة ..

والمدهش حقاً أن معركة كرري تعد من أكثر معارك القرن التاسع عشر أهمية من حيث التغطية الإعلامية بالمراسلين الحربيين ابتداءً من ونستون تشرتشيل “المراسل الحربي آنذاك و رئيس وزراء بريطانيا لاحقاً ” ومروراً بالمراسل الحربي البريطاني الأشهر آنذاك “G.W.Steveens ” .. وانتهاءاً بمراسلي ” Le Temps ” الباريسية الشهيرة ..وقد فسر المؤرخ البريطاني المعاصر و الصحفي المعروف فيرغس نيكول” صاحب كتاب “مهدي السودان ومقتل الجنرال غردون ” .. فسر ذلك التواجد الإعلامي المكثف بانه.. ” جاء مترجماً للشعور القومي البريطاني الجارف بضرورة الإنتقام لكبرياء بريطانيا الذي إصابته الثورة المهدية في مقتل عندما لقي خيرة جنرالاتها حتفهم بأسلحة الثورة المهدية ففقدت بريطانيا وليام هكس وستيوارت وتشارلز غوردون .. وفي سبيل ذلك لم تتوان بريطانيا عن جرجرة مصر الخديوية معها في مواجهة المهدية بالتلويح في وجهها بجزرة إعطائها شيئاً من أراضي السودان الذي ملكته في يوم من الأيام فعجلت الثورة المهدية بإقصائها من ترابه” .. ولعل مما يعزز كلام نيكول تلك الاغنية الشعبية الرائجة في بريطانيا آنذاك والتي تتحسر على مقتل بطل بريطانيا القومي الجنرال غردون .. بسلاح الثورة المهدية.. بكلماتها المكلومة :
‏Too late , Too late to save him
‏He was England ‘s pride when lived
‏He was England’s pride when he died

وقد راجت تلك الاغنية الشعبية رداً على جلادستون رئيس الوزراء البريطاني إبان حصار الخرطوم في ١٨٨٥ والذي عارض في البدء فكرة إرسال جيش لإنقاذ غردون قائلاً : ” لا يمكنني أن أحارب شعباً يقاتل من أجل عن حريته والسودانيين يقاتلون بحق من أجل حريتهم ” .. و إن تراجع اخيراً تحت ضغط الرأي العام البريطاني المحموم آنذاك فدفع بحملة الانقاذ الانجليزية بقيادة الجنرال ولزلي و الذي رجع بدوره لبريطانيا خائباً محسورا بعدما خسر خيرة جنرالاته في مواجهات محتدمة مع قوات الثورة المهدية !

كان ونستون تشرتشيل ضابطاً ومراسلاً حربياً ميدانياً لعدد من الصحف الانجليزية في معركة كرري .. وقد خط بقلمه لاحقاً عدداً من المشاهد الحربية بتلك المعركة فضمن جزءاً كبيراً منها في سفره الشهير بحرب النهر او “River War ” .. فإلى نص شهادته التي دون فيها ما رأى من مشاهد أمام عينيه.. حينما إصطف الجيشان وجهاً لوجه.. حيث قال :
” كنت أستطيع ان أرى وأميز عدداً من المشاهد المقترنة بكل أمير من امراء المهدية المشاهير . ففي أقصى اليسار اصطف (رؤساء المئات ) ومعهم بقية جنود الراية الخضراء الباهية اللون تحت قيادة الخليفة علي ود حلو . وبجانبهم فقد رأيت الراية الخضراء الداكنة اللون بقيادة عثمان شيخ الدين والتي شمخت فوق عدد كثيف من المقاتلين من حملة الرماح وأمام هؤلاء اصطف صف طويل من المقاتلين أعتقد انهم كانوا من حملة البنادق. أما في الوسط فقد تمركز الأمير يعقوب برجاله وقد رفرفت فوقهم الراية الزرقاء – راية الخليفة عبدالله – عالية لا تخطئها عين الناظر . وفي أقصى الميمنة اصطفت مربعات عسكرية من مقاتلي الانصار بإعداد كبيرة رفرفت فوقهم رايات بيض في إصطفاف غاية في الترتيب والتنظيم .. بينما كمن خلف هؤلاء رجال راية الخليفة شريف بلونها الأحمر .. والتي كنت أراها بالكاد من موقعي ذاك . لقد قام الأعداء بحشد كل كبريائهم ومقدراتهم البشرية دفاعاً عن أرضهم ولإبقاء إمبراطوريتهم . فهؤلاء هم حملة البنادق الذين حطموا الجنرال البريطاني هكس وهزموه.. و حملة الرماح الذين تحّدونا في (ابوطليح ) .. والأمراء الذين انتصروا وعادوا بالغنائم من ( قندر) الحبشية ..و قبائل البقارة .. ومقاتلي جيشهم الذين حاصروا الخرطوم وانتصروا .. كل هؤلاء تقدموا نحونا .. وقد ألهمتهم ذكريات اتتصاراتهم السابقة على قواتنا .. تماماً كما كان يدفعهم سخط نحونا عندما بلغت مسامعهم انتصاراتنا الأخيرة عليهم بقيادة كتشنر .. إندفع كل هؤلاء بحماس لقتال الغزاة الذين اعتدوا على أرضهم بصفاقة “.. ثم يمضي تشرتشيل ليصف روعة التنظيم العسكري لتحركات الجيش السوداني قبل الإلتحام معهم قائلاً: ” ثم واصلوا في خطاهم الأمامية نحونا فقامت ميسرة جيشهم بإعادة الاصطفاف في سهل المعركة فيما بدا لنا وكأنه مقدمة للهجوم علي ميمنة جيشنا . أما قلب جيشهم فقد إتجه بصورة مفاجئة إلى جبل سرغام .. بينما اتجهت ميمنة جيشهم للتمركز جنوب ذلك الجبل تماماً . لقد كانت منظر تلك الكتلة البشرية( ميمنة الجيش ) ذات التنظيم المثالي والتي يقل عددها عن ال ٦ الآلاف قليلا .. الأكثر ادهاشاً بالنسبة لي حيث أن عدد راياتهم كان يقارب ال ٥٠٠ راية وقد زُخرفت جميعها بآيات من القرآن . لقد أعطت دقة انتظامهم وإصطفافهم المستقيم .. مشهداً بديعاً متفرداً للناظر .. وهو ما جعل هذا الجزء من جيش الخليفة يشابه لوحة Bayeux Tapestry الشهيرة والتي كانت تصف الجيش النورماندي الغازي لبريطانيا ” . و آسر فرسان الهدندوة بقيادة الأمير عثمان دقنة إهتمام تشرشيل بدرجة فائقة ، فحرص على الأشارة لموقعهم الذي تمركزوا فيه بأقصى اليمين بجانب الضفة الغربية للنهر مؤكداً على أن شهرة عثمان دقنة التي خبرها الانجليز جيداً لم تكن تحتاج إلى راية حتى يتم التعرف عليه و على رجاله ( His fame needed no flag ) .

أما عن خطة الخليفة العسكرية للمعركة فعلى الرغم من الخلل الكبير الذي تحدث عنه عدد من المؤرخين فيما يختص بتوقيتها النهاري إلا أن ونستون تشرتشيل وصف تلك الخطة بانها كانت : ” خطة عبقرية بالغة التعقيد ” ..
‏( The Khalifa’s plan to attack appears to have been complex and ingenious ).
ثم يستطرد تشرتشيل في تقييمه للخطة من ناحية عسكرية قائلاً : ” بإستثناء عدم تقديره الجيد لفعالية نيران أسلحتنا الحديثة ، فأن المرء منا ليس بوسعه انتقاد شئ آخر من إستراتيجية الخليفة العسكرية للمعركة ”
أما عن بلاء الجيش الوطني السوداني عند الإلتحام المباشر مع قوات الغزو البريطاني في معركة كرري فقد كان تشرتشيل ميالاً لتدوين إنطباعاته المجردة من أي إنحياز وذلك حينما قال :
” انهم اشجع رجال مشوا على وجه الارض على الإطلاق ” ..
‏ ( Yet these were as brave men as ever walked on earth )
وقال أيضاً ” لم نهزمهم ولكن حطمناهم بقوة الآلة ” !
وفي سياق مشابه يمكن إعتبار المؤرخ الامريكي جي إيه روجرز J.A.ROGERS من أكثر المؤرخين المعاصرين تعرضاً لإفادات المراسلين الحربيين المدونة من خلال كتابه القيم ” أعظم رجال العالم من ذوي البشرة الملونة” ..و قد نقل فيما نقل من إفادات بهذا الخصوص .. كلمات جي دبليو ستيفنس .. أشهر المراسلين الحربيين البريطانيين وأكثرهم شهرة آنذاك بخبراته الثرة في حروب المستعمرات البريطانية . وفيما يلي نترك له المجال ليصف ما وقعت عليه عيناه بأرض المعركة بحسب كلماته :
” لقد كانت أشرس معركة في في أشرس يوم .. تقدمت الراية الزرقاء .. راية الخليفة عبدالله في مقدمة الجيش المهدوي برجالها الأشداء .. المخلصين حتى الموت .. وكان هناك خياران أمامهم .. النصر او الجنة !
‏” It was victory or paradise”
ثم إستطرد قائلاً : “لا أعتقد أن هناك جيوشاً بيضاء قد واجهت الموت من قبل كما واجهه هؤلاء . ولكن هؤلاء الرجال أصحاب البشرة السمراء .. تقدموا نحو حتفهم بثبات . قصفتهم مدفعيتنا قصفاً شديداً ولكنك رغم ذلك كنت ترى صفوفهم المتراصة تتقدم نحونا .. وعندما كانوا في مرمى مدافع المكسيم .. كلما تساقطت جثث قتلاهم .. كانوا يجّمعون صفوفهم ويتقدمون للأمام بشجاعة فائقة .. لقد كان هذا اليوم آخر أيام المهدية ولكنه كان بحق – أعظمها على الإطلاق .. لم يتراجع العدو قط .. لم تكن كرري معركة .. بل كانت حادثة إعدام ابطال !
إن جاز لي أن أقول أن قواتنا قد بلغت الكمال .. فلابد لي ان أعترف بأن المهدويين بروعتهم.. قد فاقوا حد الكمال ! لقد كان جيشهم في كرري من أعظم وأشجع الجيوش التي حاربناها طوال مواجهاتنا الطويلة في حروب المستعمرات .. وكان دفاعهم مستميتاً عن امبراطورية شاسعة و مترامية الأطراف افلحوا في الحفاظ عليها لوقت طويل وبكفاءة عالية . لقد تصدى لنا حملة البنادق منهم ببنادقهم المهترئة وذخيرتهم المحلية التصنيع وإستماتوا هم وفرسانهم حول الراية الخضراء والراية الزرقاء ببسالة عجيبة .. أما حملة الرماح فقد تحدوا الموت في كل لحظة بلا يأس أو خنوع حتى أفناهم الموت عن آخرهم ولم يتبق من ورائهم إلا ثلاثة جياد ! حتى من جرُح منهم بقي في مكانه يصلي للرب أن يقتل احد منا قبل أن يموت ! ” .. يواصل ستيفنس تأكيد ما سبق حين يذكر واقعة نالت إعجابه كثيراً ..
“وكمثال لهذه الشجاعة الأسطورية فقد شاهدت بنفسي طفلاً من أطفالهم كان في العاشرة من عمره تقريبا .. رأيته يقف باكياً عند جثة أبيه القتيل في ميدان المعركة .. فلما اقتربنا منه تناول بندقية ملقاة على الارض وأطلق النار نحونا .. لقد عمل الطفل الشجاع كل ما كان بوسعه عمله ! ” ..

أما مراسل صحيفة Le Temps الفرنسية .. فقد أورد الامريكي جي اي روجرز شهادته من خلال كلمات قصار .. موجزات .. معبرات:
” إن المرء منا لا يملك إلا ان يحيّ بسالة هؤلاء الجنود المهدويين .. لأنهم بلاشك لا يقلون عن نظرائهم الذين كانوا تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي بسالةً واقداماً ولاشك أن ريتشارد قلب الأسد لم يكن أشجع رجاله يفوق مستوى هؤلاء الرجال وخصوصاً عند الالتحام يداً بيد .. لقد كان مسرح المعركة تراجيديا معقدة الفصول .. لن تغيب بمشاهدها عن ضمير اي شاعر او مؤرخ ” ..
وقرن روجرز تلك الشهادات مع توثيق متفرد لتلك الروح الإنتقامية العمياء التي تميزت بها قيادة كتشنر الميدانية لمعركة كرري فذكر كيف انه أمر بإعدام ٢٠ الف جريح ببربرية تتناهى مع كل قيم الإنسانية مما عرضه لإنتقادات جارفة في البرلمان البريطاني من خلال حملة تزعمها اللورد ريتشارد ريدموند والذي لقب كتشنر ب ” جزار امدرمان ” . فظائع كهذه .. وجد تشرتشل نفسه مضطراً لسردها بلا مواربة حين وصف المقتلة الوحشية التي تعرض لها الجرحي من الأنصار بسلاح الجيش البريطاني الغازي .. فقال فيما يلي ذلك :
” لقد تلطخ إنتصارنا على المهدويين في أم درمان بعار المذابح اللأنسانية التي إرتكبناها بحق الجرحى .. وأنا أعتقد أن كتشنر هو المسئول عن كل ما جرى ” ..

ولعل من سخرية الأقدار أن كتشنر نفسه لقي حتفه بعد كرري بما قارب ال١٧ عاماً بصورة مأساوية في العام ١٩١٦ حينما غرقت الباخرة التي كانت تقله قبالة شواطئ روسيا الشمالية فلم يُعثر له على جسد حتى الان .. رغم جهود سلاح البحرية الملكي البريطاني والتي إمتدت لما قارب العام بحثاً عن حطام السفينة الغارقة ! و هي ذات الحادثة التي ألهمت شاعراً مجيداً على غرار الباكستاني العلامة محمد إقبال لإستصدار قصيدة في ديوانه المعروف بعنوان ” Javid Nama” والذي حظي بإهتمام عالمي أعقبه ترجمة تلك الأعمال المهمة لعدة لغات . إتجه إقبال في تلك القصيدة لتشبيه كتشنر بفرعون مصر الذي استعرض البحر بقواته متعقباً نبي الله موسى فإنتهى إلى جوفه جثة هامدة .. و إهتبل السانحة ذاتها للتذكير بمقاومة المهدويين للمد الاستعماري البريطاني والإشارة إلى مصير تخيلي لمحمد أحمد المهدي في برزخ الما وراء و هو يقبع في جنات الله ساخراً مما انتهى اليه كتشنر من حتف عجيب .

و لكن بالرجوع إلى ما دونه المؤرخ الأمريكي روجرز من وثائق مهمة ، لن نلبث كثيراً دون أن نراه يستدرج قراءه إلى مشاهد النهايات التي أقبلت على الثورة المهدية وما أعقبها من دولة .. فيقول :

” لقد أبقى الخليفة عبدالله على جذوة المقاومة مشتعلة إلى حين سقوطه في أرض معركة ام دبيكرات ..بينما ظل العنيد عثمان دقنة مقاوماً متصلباً حتى وقع في الأسر ” .. ومع إسدال الستار على مشاهد المهدية الأخيرة بصفحات كتابه الذي وثق فيه لأعظم رجال العالم من أصحاب البشرة الملونة .. أرخى روجرز سدلاً آخر على مسرح القصة بأكملها حين أورد كحال أي مؤرخ موضوعي رأيه الشخصي بعد إستعراض كافة المصادر بتفاصيلها المختلفة .. و في ذلك قال :

” ستظل المهدية أعظم مثال .. للبطولة والتفاني .. يمكن أن يوفره لنا التاريخ الإنساني ”
‏”The Mahdist are as fine an example of heroism and devotion as history provides”

رحم الله رجال كرري .. وكفى بالمثل الشعبي مخلداً لهم في الذاكرة الوطنية الجماعية للشعب السوداني .. ” الرجال .. ماتوا في كرري ! ” وبإستشهادهم خرجت صحف بريطانيا الرئيسية .. التايمز .. والدايلي تليغراف .. بعنوان احتفالي موحد بتاريخ سبتمبر ١٨٩٨ ” Gordon Avenged” وترجمتها ” ثأرنا لغردون ” .. و هو ذات الثأر الذي أضطر تشرتشل لاحقاً للإقرار بكلفته الأخلاقية العالية التي تكبدتها بريطانيا جراء تعطشها لتحقيقه من دون أن تبالي بما يتوجب عليها دفعه من ثمن .. وليس هناك ما هو أكثر تعبيراً عن ذلك بمثل قوله :
” ” لابد لي أن أدوّن في دفاتري أن الإنطباع العام الذي كان سائداً هو أنه كلما قل عدد الأسرى كلما زادت سعادة القائد كتشنر . النتيجة المترتبة على ذلك كانت تصفية عدد كبير من الأسرى المهدويين بواسطة قواتنا . تقريباً كل من إستسلم منهم تمت تصفيته تماماً ” .. و هو ذات الأمر الذي دفع المؤرخ البريطاني المعروف وليام رايت للتساؤل بعمق عن المكاسب التي جناها البريطانيون من معركة كرري قبل أن يخلص إلى أنها كانت خليطاً من المجد والعار ” Glory and shame “ .. ومن أهم نتائج ما سبق بحسب وليام رايت .. إنشغال المؤرخين فيما بعد بتدوين الحقائق التي توضح الكيفية الجسورة التي واجه بها السودانيون الموت في كرري بقدر أكبر من خوضهم في تمجيد الإنجليز كطرف منتصر في تلك المعركة ..

مصادر :
1) كتاب ” اعظم رجال العالم من ذوي البشرة الملونة ” .. للمؤرخ الامريكي جي إيه روجرز
‏.. World’s Great Men of colour ,الناشر: Touchstone للنشر ، نيويورك ، ط…

التعليقات مغلقة.