إن فوكس

الدقائق الأخيرة والعكسيات معضلة كرتنا!

الدقائق الأخيرة والعكسيات معضلة كرتنا!
  • 27 مايو 2017
  • لا توجد تعليقات

نجيب عبدالرحيم (أبو أحمد)

الرياض- التحرير:

الحذر والترقب اللذان يلجأ إليهما المدربون في بداية المباريات هما ضمن التكتيك أو الخطة، وذلك حتى يتفادى الفريق المفاجآت التي قد تحدث إذا اعتمد المدرب على التخمين والقراءة المبدئية فقط.
ولا شك أن هذه التعليمات صحيحة، وتدل على احترام الأجهزة الفنية بعضها بعضاً، وتدل على المقدرة الفنية وبعد النظر والتخطيط، خصوصاً إذا اقترن ذلك بحسن القراءة الفنية بإجراء تغيير ضروري يتصل بالتعليمات أو اللاعبين، بعد أن تتضح الأمور ويعرف إلى أي اتجاه تسير المباراة، وهنا يأتي الفارق بين التخمين والقراءة الصحيحة لمجريات المباراة.
مباراة النجم الساحلي والمريخ ضمن دوري المجموعات لبطولة أبطال أندية إفريقيا التي أقيمت على إستاد المريخ ظهر فيه الفريق التونسي بتنظيم جيد في الدفاع تمثل في إبعاد الكرات الخطيرة داخل منطقة العمليات، وتكثيف مقنع من خط الوسط، وتفعيل منطقة المناورة والتحضير عند الحاجة إلى استغلال الفراغات التي حدثت في خطوط فريق المريخ خلال هجمات الضيوف.
ومن نافلة القول إن التفاهم والتنظيم في الخطوط الخلفية من أهم عوامل الفوز لأي فريق، كما أن التصميم الواضح والحماس والتجانس والشمولية في الأداء وقوة وصلابة اللاعبين عوامل تقلب الموازين، وتحقق الفوز، خصوصاً أن ا الفوز غاية أي فريق بكل الطرق واللغات، وهذا ما حدث في لقاء المريخ والنجم الساحلي.
على الرغم من إدراك المريخ التعادل، لكنه ظل يعاني خللاً واضحاً في خط دفاعه، خصوصاً في الكرات العرضية، التي تسقط داخل منطقة العمليات بين قلب الدفاع والظهير، وهذا ما سهل مهمة الضيوف في إحراز هدف الفوز في آخر دقيقة من الزمن بدل الضائع.
الفارق الفني بين الفريقين أن النجم الساحلي يتمتع بخط وسط منظم دفاعاً، كما أنه في حالة استعادة الكرة يمرر كرات طويلة خلف المدافعين، وهي ظلت تشكل خطورة كبيرة، بخاصة تلك التي كانت ترسل للأجنحة، وهذه سهلت لهم إنجاز المهمة بنجاح، بينما بدت خطوط المريخ مبعثرة، ومتداخلة مع بعضها، إضافة إلى ضعف القدرات التكتيكية.
مها كانت قوة الفريق التونسي وتكتيكه العالي ومهارات لاعبيه وحلولهم الإدراكية وحسهم التهديفي، فإنه صعب جداً تصور أن فريقاً كبيراً مثل المريخ يلعب على أرضه وبين أنصاره بلاعبيه الوطنيين والأجانب المحترفين ثم يخسر اللقاء، بعد أن كانت المباراة تسير نحو التعادل، ولم يتبق غير ثوانٍ حتي يطلق الحكم صافرة النهاية، ومثل هذه في اللحظات الأخيرة يمكن قتلها بادعاء أي لاعب الإصابة خصوصاً حارس المرمى الذي يسمح له العلاج داخل الملعب، أو الاحتجاج بطريقة ذكية على حكم المباراة، أو بإدخال لاعب بديل، وعمل كل الحيل التكتيكية لقتل ما تبقى من المباراة من وقت.
على الرغم من تعادل فريق الهلال خارج أرضه مع فريق فيروفياريو دا بيرا الموزمبيقي تبقى الأفضلية الرقمية والمستوى في المجموعة لفريق النجم الساحلي، الذي يتصدر المجموعة حالياً، وأصبح قريباً من التأهل، ويبقى الصراع بين الغريمين المريخ والهلال لخطف البطاقة الثانية.
بعدما انكشفت الأوراق وضحت ومواطن الخلل والقوة في فرق المجموعة يجب الجهازين الفنيين لفريقي المريخ والهلال معالجة الخلل الفني والتكتيكي بسرعة، وخصوصاً الكرات العكسية التي أصبحت تمثل هاجساً لكل الفرق السودانية في المنافسات الدولية، إضافة إلى الأهداف القاتلة التي تسجل في الزمن بدل الضائع أو العجز عن هدر ثوان من المباراة بطرائق ذكية إذا كان الأمر في مصلحة الفريق، وعدم معالجة الأخطاء الساذجة يمكن أن يعني خروج الفريقين من المنافسة.
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك.
najeebwm@hotmail.com

التعليقات مغلقة.