ماذا تريد قناة الجزيرة من السودانيين؟

ماذا تريد قناة الجزيرة من السودانيين؟
  • 23 مايو 2019
  • لا توجد تعليقات

كمال الهدي

. أدركت منذ زمن بعيد أن قناة الجزيرة تتظاهر بالمهنية لكنها واقع الأمر تخدم أجندة خفية.
. والآن مع ثورتنا السودانية العظيمة تعمق لدي هذا الإدراك.
. وسؤالي للقائمين على هذالقناة هو: ماذا تريدون من السودان وأهله.
. فأنتم تحاولون إيهامنا بأنكم تغطون أحداث ثورة السودانيين – المنتصرة رغم كيد أعداء الإنسانية بمهنية واحترافية- لكن الواقع غير ذلك تماماً.
. فمن خلال متابعتي لأكثر من مرة لبرامجكم الإخبارية المطولة عن السودان لاحظت أنكم تسعون بكل قوة لخلط الأوراق، لكن هيهات.
. ففي الوقت الذي تستضيفون فيه عبر الهاتف ممثلين لقوى اعلان الحرية والتغيير- القائد الأوحد لثورتنا الباسلة-أراكم تمنحون فرصاً أكبر لشخصيات حزبية لئيمة تمثل جزءاً أصيلاً من نظام الكيزان الذي أسقطه شعب السودان.
. وليتكم اكتفيتم بمنح الفرصة الأكبر لهؤلاء المجرمين المخربين عبر الهاتف، ففي الأستديو أثناء النقاش غالباً ما يكون ضيفكم إما كوز سابق، أو شخصية ضعيفة تنفذ لكم أجندتكم الخبيثة، أو تجيب على أسئلتكم المفخخة من شاكلة ” هل هناك قوى إقليمية تحاول فرض أجندتها على السودان؟ ” بالطريقة التي تريحكم.

. وقد ذهبتم البارحة لما هو أبعد من ذلك بتغطيتكم المضللة لمسيرة الشيخ عبد الحي والجزولي المعادية للثورة وأهدافها.
. أعود لسؤالي لكم.. ماذا تريدون من السودان وأهله؟
. فإن كان هدفكم هو خلق الفتنة بين السودانيين فثقوا أنكم لن تفلحوا في ذلك.
. فما يفوت عليكم هو أن الشباب الذين أشعلوا هذه الثورة (شفوت) ، أي يحملون أذهاناً متقدة ومفتحة لن تنطلي عليها مثل هذه الألاعيب.
. ليس هناك خلافات كما تشتهون، بل هناك اجماع على رفض نظام سابق تعرفونه جيداً.
. لن تفلح رسائلكم التي تقدمونها عبر ضيوف إما أنهم كانوا جزءاً من النظام السابق، أو أنهم تماهوا معه وأستفادوا من وجوده الطويل.
. أما إن كان هدفكم هو تقديم صورة مشوهة عن ثورة السودانيين للعالم الخارجي، فنفيدكم بأن كل العالم قد شهد بسلمية وعظمة وجمال ثورتنا.
. ونزيدكم علماً بأن سفراء الكثير من بلدان العالم المحترم يشكلون حضوراً شبه يومي وسط المعتصمين أمام قيادة الجيش.
. ولو كنتم تحترمون المهنية حقيقة لاستضفتم خلال تغطياتكم بعضاً من هولاء السفراء الغربيين ليحدثون الناس عن انطباعاتهم حول هذه الثورة الفخيمة.
. سيما أن هذا وضع غير مألوف، ففي كل البلدان التي تشهد ثورات تطلب السفارات الغربية من مواطنيها مغادرة البلد، أما عندنا فيحضر سفراء أمريكا وبريطانيا وغيرهما من البلدان إلى مقر الاعتصام لتناول إفطار رمضان مع الثوار الاستثنائيين.
. فلماذا تتجاهلون كل ذلك وتركزون على خدع تصويرية لنقل مسيرة دعى لها الداعشيان شيخ عبد الحي والجزولي حتى تظهر أعداد المشاركين فيها أكبر من الواقع؟
. وبالنسبة لسؤالكم الدائم للضيوف عما إذا كانت هناك قوى إقليمية تحاول التدخل في الشأن السوداني أجيبكم بكل وضوح ب (نعم).
. فهناك السعودية والإمارات اللتان تقومان بمثل هذا المسعى بسبب القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن وبعض المصالح الأخرى.
. لكن ما لا يستطيع ضيوفكم قوله هو أن قطر وتركيا تحاولان أيضاً التدخل في شأننا حتى لا يتم تفكيك النظام السابق لأنه حليفهما.
. لكن تأكدوا أيضاً أن السودانيين (لحمهم مر)، ولن يقبلوا لا بدور هذا الحلف أو ذاك.
. فالشباب ( الشفوت) الذين خرجوا للشوارع منذ نحو ستة أشهر قدموا خلالها رتلاً من الشهداء وتضحيات جسيمة عازمون على أن يكون الحل سودانياً خالصاً رغم أنف الجميع.
. هؤلاء الشباب يحلمون بوطن يسعهم جميعاً بوئام تام ليمد أياديه بيضاء لكل شعوب العالم دون فرز.
فهل ستتركونا في حالنا أم تصرون على محاولاتكم الفاشلة؟

الوسوم كمال-الهِدي

التعليقات مغلقة.