(30) سنة لم ينجح أحد

(30) سنة لم ينجح أحد
  • 01 يوليو 2019
  • لا توجد تعليقات

محمد عبدالماجد

(1)
• النقطة التي بدأ بها (الترابي) من (كوبر)، انتهى اليها (البشير) ــ نقطة البداية هي نقطة النهاية ــ هذا أمر لا يحدث إلّا في العمل الدرامي المحبك.
• في صبيحة يوم الجمعة 30 يونيو 1989م، اذاع البشير بيان (الإنقاذ) الاول بعد ان اخطر بذلك واختير من قبل الجبهة الاسلامية، دون ان يكون للبشير دور في ذلك (الاختيار)، غير قراءة البيان الاول للقوات المسلحة الذي جعله من بعد رئيساً على البلاد لمدة (30) سنة، عرف بعده أن يتمكن وان يلعب على اختلاف التيارات والصراعات في حزبه، ليبقى كل تلك الفترة بسيطرة مطلقة على مقاليد الحكم.
• في صبيحة يوم الخميس 11 ابريل 2019م، اخطر البشير مثلما اخطر قبل (30) سنة بعزله من الحكم.
• امر الاختيار رئيساً وامر العزل من السلطة، رغم مفصليتهما وجوهرهما، إلّا ان البشير دوره في الامرين لم يكن اكثر من دور (نجاح الموجي) في مسرحية (المتزوجون).
• هكذا حكم البلاد لمدة (30) سنة شخص لم يكن يملك قرار تنصيبه رئيساً، ولم يملك من بعد قرار تنحيّه وعزله من السلطة.
• كل الأشياء نزلت عليه أمراً.
(2)
• بدأت (الإنقاذ) من صف (الدفاع الشعبي)، عندما كانت تضرب خيامه في السوح والميادين العامة، وكانت أناشيد (لن نذل ولن نهان) و (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)، وانتهت (الإنقاذ) بأن اكتشفوا ان قادتها هم (القطط السمان)، وتحولت الصفوف الى صفوف الخبز والمحروقات والنقود، ليجد السودان كل الذل والهوان من حكومته.. وليس من روسيا او امريكا.
• ما بين صف (الدفاع الشعبي) وصف (الخبز)، كانت هناك مجموعة من الصفوف، وقضت اجيال مختلفة من الشعب السوداني نحبها متنقلة بين عدد من الصفوف لا حصر لها ولا عدد.
• كل الأشياء كانت تصرف بالصف، حتى الإجراءات التى تكون من اجل مناسك الحج والعمرة.
• كانت عمليات القلب المستعجلة، وغسيل الكلى تتم بعد أن يأتي دور المريض في (صف) الحالات المستعجلة.
• بلغ الأمر أخيرا أن أصبح (الغاز) بالصف.. و (المرتب) بالصف، اذ لم يكن متاحاً أن تصرف (وديعتك) دون ان تقف في الصف منذ الساعات الاولى للصباح وحتى موعد الأفول.
(3)
• (30) سنة مضت على السودان فقدنا فيها (الجنوب) كتلة واحدة لنفقد ثلث مساحة الوطن.
• فقدنا الكثير من الشهداء في حرب الجنوب، وفقدنا اضعاف ما فقدناه في الجنوب في دارفور عن طريق الإبادة الجماعية.
• (30) سنة مضت عوقب فيها السودان بعقوبات اقتصادية مغلظة من الولايات المتحدة الأمريكية، كانت سبباً في أن تفقد سودانير قدرتها على (الطيران) بصورة علمية كما كانت عليها قبل 89م.
• فقدنا خط هيثرو، وأضحت السكة الحديد لا حول لها ولا قوة، وتراجع التعليم وتدهور رغم العدد الكبير من الجامعات التي تم انشاؤها في فترة الإنقاذ.
• تعددت الحركات المسلحة وأصبحت لافتات الأحزاب السياسية أكثر من لافتات الأندية الرياضية.
• انتهت الخدمة المدنية بعلة ادعاء الصالح العام، واعتلت الصحة.
• لا شيء تقدم في الـ (30) سنة الماضية غير الفقر والمرض والجهل.
(4)
• (30) سنة رفعت فيها الإنقاذ شعارات كاذبة وبراقة لم يكن لها منها نصيب.. ادعت الفضيلة ولم يسلم من محاربتها للتبرج (ساق النعامة)، وحقيقة الأمر أن الإنقاذ كانت عارية تدعي ما لا تفعل، وتدعو إلى ما لا تؤمن به.
• (30) مضت.. لا نحسب منها غير (79) يوماً.. هي الأيام التي كان فيها البشير بعيداً عن القصر بعد (11) أبريل.

التعليقات مغلقة.