قحت و تجمع المهنيين و الدغمسة

قحت و تجمع المهنيين و الدغمسة
  • 19 أكتوبر 2019
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

بالامس صدر عبر صفحة تجمع المهنيين تصريح صحفي بتسليم قوى الحرية و التغيير برنامجها الإسعافي لرئيس الوزراء ، و جاء في التصريح ان البرنامج الإسعافي سوف ينظم العلاقة بين قوى الحرية و التغيير و ( حكومتها ) ، مركزين مع و ( حكومتها ) هذه ؟؟!!
اتمنى ان يركز تجمع المهنيين نفسه مع و ( حكومتها ) هذه ، و التي تعني ان الحكومة الحالية هي حكومة قوى الحرية و التغيير بما فيها تجمع المهنيين ، و بما أنها ( حكومتها ) فعلى قوى اعلان الحرية و التغيير بما فيها تجمع المهنيين التفرغ تماما لقضية ( الحكم ) و إدارة ( الدولة ) ، و تجاوز محطة المعارضة تماما ، و وقف سيل القرارات و البيانات المتخبطة التي مرة مع الحكومة و مرة مع المعارضة ، و التي ظلت على الدوام مصدر حيرة و ارتباك لقطاع كبير من الجماهير و الشركاء .

وزراء الحكومة التنفيذية اختارتهم قوى اعلان الحرية و التغيير عبر كتلها المختلفة ، و كمثال فمن ضمن اختيارات تجمع المهنيين الأستاذ التعايشي في المجلس السيادي و د أكرم التوم وزير الصحة ، و بالأمس قوى اعلان الحرية و التغيير دعمت الوزراء و الحكومة التي اختارتها ببرنامجها الذي تريد تطبيقه في السلطة . فهل بعد هذا يمكن القول أن قحت او تجمع المهنيين ليس حكومة ؟!!
مهم جدا ايمان قحت و تجمع المهنيين بأن هذه الحكومة ( حكومتهم ) و انهم ليست جهة ( رقابية ) بل جهة ( منفذة ) ، و عليهم بالتالي بدل أن يسيروا المواكب المطلبية إلى الوزارات ان يجلسوا داخل هذه الوزارات و ان يصدروا القرارات مع وزراءهم ، و أن يوفروا الغطاء السياسي و الكوادر التي تحتاجها هذه القرارات من مدراء و رؤساء مؤسسات و غير ذلك .

قحت لا تعوزها الكوادر و لا تعوزها القدرة على تنظيم إدارة كل صغيرة و كبيرة في شأن الدولة ، فقط يعوزها الإيمان بأن هذه الدولة الآن تحت تصرفها هي ، و بين يديها .

لا داعي لأن تخاف قحت على حكومتها من الشارع، فالشارع من البداية مؤمن ببرنامجهم المبني على اعلان الحرية و التغيير و دعمهم في توقيع الاتفاق السياسي ، و الان اذا شعر بجديتهم في تنفيذ هذا البرنامج بالتأكيد سوف يساندهم بكل ما يستطيع ، و لكن حين ينظر الشارع اليهم فيجدهم قد اختاروا الوزراء و البرنامج و مع ذلك يتفرجون فقط على سير العمل مذبذبين بين الحكم و المعارضة فانه بالتأكيد لن يساندهم و لن يساند الحكومة و سيعتبر كل هذا عبث و ( دغمسة ) .

كذلك الوزراء الذين اختارتهم قحت ، إذا لم يشعروا بأن قحت معهم تساندهم في كل صغيرة و كبيرة و تدافع عنهم و تحميهم ، فلن يكونوا على استعداد للمواصلة و قد تتفأجا قحت بمن يستقيل منهم رافضا مبدأ ان ترميه قحت في بحر الحكم و تراقبه من الشاطيء تماما كالذي قذف أخرا في اليم مكتوفا و قال له اياك اياك ان تبتل بالماء .

انتهى عهد المعارضة يا قحت انتهى تماما ، و بدأ عهد الدولة
فاما ان تتولوا شأن الدولة كالشجعان الآن و فورا و تقودوها نحو المستقبل ، و الا فانكم سوف تبكون علي ضياعها كالجبناء في القريب العاجل .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.