خلف الاسوار – الزحف إلى كوبر

خلف الاسوار – الزحف إلى كوبر
  • 16 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

سهير عبد الرحيم

لو كنت مكان القوات الأمنية لطوقت الانتهازيين الذين يرغبون في قيادة موكبهم الزاحف اليوم ومباشرة إلى كوبر.


ذلك أن كل المطلوبين للعدالة والهاربين بأموال الشعب والمضاربين بعملته وآكلي قوته وسارقي ثرواته طيلة الثلاثين عاماً الماضية، سيغادرون جحورهم الآن بعد أن جفت ينابيع السرقة، ولم يجدوا بداً من الخروج للبحث عن (نقاطة) أخرى.


بعد أن عطشوا وجاعوا، ونزعت عنهم ورقة التوت التي كانت تغطي عورة فسادهم، فانكشفوا وفقدوا المأوى والرفيق وقبول الشعب وجودهم بينه، فتجار الدولار وسماسرته ستجدونهم في الموكب، و (الأمنجية) الذين لا يجيدون غير (حاضر سعادتك) ستجدونهم في الموكب وكتائب الظل ستجدونهم في الموكب ومليشيات الأمن الشعبي ستجدونها في الموكب. ومزورو الانتخابات ستجدونهم في الموكب. ومزورو شهاداتهم الجامعية ستجدونهم أيضاً في الموكب. ومزورو تاريخهم ستجدونهم في الموكب، والذين جففت قحت جيوبهم وقفلت عليهم ماسورة الحوافز والعطايا والبذخ على حساب الشعب السوداني ستجدونهم في الموكب.


والذين يؤمنون بأن الشعب السوداني الذي ثار على نظامهم يضم أراذل القوم، أولئك ستجدونهم في الموكب. والدجاج الإلكتروني ستجدونهم في الموكب، والذين لا يفقهون عن حب الوطن إلا شراء وامتلاك العقارات ولا يعرفون عن الاسلام إلا الزواج بمثنى وثلاث، أولئك ستجدونهم في الموكب، والذين كل ثقافتهم في الحياة الانتهازية والتمسح عند أقدام الاسياد والصراخ والعويل من أجل ساندوتش طعمية وعصير كركدي اولئك ستجدونهم في الموكب.
وكل صاحب نفس رخيصة وقلم مبيوع وموقف متلون وضمير نائم ستجدونه في الموكب.


عزيزي المواطن:
هل سألت نفسك لماذا اختار الكيزان لحشدهم اسم الزحف الأخضر، ولم يختاروا اسم مليونية أو موكب، ذلك أن من تعود أن يطاطئ رأسه ومن جبل على الخنوع والذلة ومن لا يعرف كيف ترفع هامات الرجال وكيف تستقيم ظهورهم، لا يعرف غير الزحف.
خارج السور
الزحف يليق بكم
₪₪₪₪₪₪₪₪₪₪₪₪₪₪

التعليقات مغلقة.