سفينة بَوْح- ليس قذفاً في الحقيبة و لكن

سفينة بَوْح- ليس قذفاً في الحقيبة و لكن
  • 22 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

هيثم الفضل


لماذا يصر بعض الذين بلغوا سن الهرم على زج  أغنية الحقيبة في دهاليز المقارنة الفنيه التي تجعلها في عراك غير متكافيء مع المد الحديث للأغنية التي سادت بعدها ، فهم يشجعنوها و يدافعون عنها دفاع المستميت في عصبية تشبه إلى حد بعيد ما يفعلة الرياضيون المصابون بهوس كرة القدم … و في دفاعهم هذا يأخذهم عدم الموضوعية و الإرتكازعلى مسلمات العلم الموسيقي إلى مغبة أن يقللوا من شان و أهمية أغنية الحقيبة و هم لا يعلمون ، بل ولا يشعرون .. فما العيب أن نؤمن بقانون الطبيعة و أن الكون لا ثبات له على حال و أن الإنسان دائماً يتطور و التطوير إنما هو معنى مرادف لمصطلح ( تحسين ) ، نعم نحن لا ندعوإلى التنصل عن القديم ونحن دائماً نشد من أزر الموروث الثقافي و الفكري و الموسيقي لهذه الأمة و التي تعتبر الحقيبة إحدى مرتكزاته الأساسية.. و هي أي الحقيبة ليست إلا أساس تنبني علية كل برامج تطويرية للإغنية المتداوله اليوم و المسماة بالأغنية الحديثة ،

و في الحقيقة أميل شخصياً إلى تسمية الحقيبة على أنها في الأصل ليست أغنية بالمفهوم المعتاد ويمكن أن يطلق عليها (هازيج الحقيبه ) ، إذا ما أخضعت إلى التصنيف العلمي لكلمة أغنية ، فكما نعلم أن للأغنية أركان قوامها النص و اللحن و الأداء غير أن الأغنية التي لا تصاحبها آلات موسيقية خلاف الإيقاعات تصنف على أنها ( أهزوجة غنائيه ) ، ثم بعد أن أدخل رواد فن الحقيبة الآلات الموسيقية كالكمان والعود صارت أغنية الحقيبة في مضمار ما يمكن أن يُنقد من غناء على مستواه الحديث ، وهكذا يا هؤلاء كل شيئ يجب أن يتبع طبيعة الكون و الإنسان المتعلقة بالتطور و التحسين ، ففي النقد العلمي للموسيقى الحديثة التي تدرس اليوم في الجامعات و المعاهد العليا ما يفيد أن اللحن الدائري المتكرر الذي يميز أغاني الحقيبة إنما هو عيب فني و إبداعي …

و لا أعتقد أن مناهضة مثل هكذا دراسات فيه شيء من الحكمه و الحنكة .. فليس بالضرورة أن نقدس موروثنا بحيث لا نرى عيوبه فنقر بها و ليس بالضرورة أن يكون إندفاعك المتعلق بعمرك و ذكرياتك و ميولك الشخصية سبباً في ان تتهم كل حديث تجاوز الحقيبة بالغوغائية و السطحية و الضحالة .، إن فعلت هذا فأعلم أنك تسبح ضد التيار و أنك لا محالة منهزم بعجلة الطبيعة التي لا تجعل شيئاً يثبت على حال … بعض المقدسين لأغنية الحقيبة يجمعون على أن كل كلماتها منتقاة وهادفة و متفردة في إبداعها , والحقيقة أن كثير من أغنيات الحقيبة لا تخلو من المباشرة المزعجة و الخروج عن العادات و التقاليد و القيم الإجتماعية التي تعارف عليها المجتمع لكنه في نهاية الأمر أقرها كغناء و تعامل معها أما الشعر فكثير من قصائد الحقيبة من ناحية البنية الشكلية فيها كثير من الخلل الوزني و الإيقاعي للكلمات ، كل شيئ في هذه البسيطه و إن علا قدره لايخلومن عيوب طالما كان من صنع البشر .. دعونا نحتفي بماضينا و إرثنا الثقافي دونما تعصب و نعتبره معبراً آمناً لكل ما هو مبتكر وحديث.

الوسوم هيثم-الفضل

التعليقات مغلقة.