قسم الشيخ مهران

قسم الشيخ مهران
  • 05 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

أقسم الشيخ مهران بالامس من منبر الجمعة بأن حكومة قوى الحرية و التغيير لن تكمل العام ، و للذين لا يعرفون هذا الشيخ فهو الشخص الذي قام اماما في جمعة او اكثر في اعتصام القيادة العامة ، و يومها كان الرجل ثائرا و يتحدث حديث الثوار ، بينما اليوم فقد فقد الرجل ثوريته كما يبدو و ركب موجة الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ابوبكر عبد الرازق الذي قال بكل وضوح ( بانه لن يترك مجلس عسكري يشتغل و لا مجلس وزراء يشتغل ) .

مهران من التيار السلفي ، حديثه مقروء مع حديث ابوبكر عبدالرزاق رجل الحركة الإسلامية فرع المؤتمر الشعبي يظهر ان الجماعات الدينية المتزمتة تعاني الأمرين في تقديم نفسها للشارع السوداني و للحكومة الانتقالية ، و تفشل بصورة حادة في إقناع الجماهير و القيادات الثورية بأنها تملك خلاف ما قدمه المؤتمر الوطني من بضاعة دينية كاسدة كان أشهر معارضيها هم هيئة شؤون الأنصار التيار الديني الذي يتبع خطى الأمام المهدي ، و هو التيار الديني الوحيد الذي استطاع تاريخيا ان يوحد الامة السودانية و يخوض بها معركة عظيمة ضد الاستعمار و نجح فيها بامتياز .

واضح ان الثورة خطها الديني مفارق لخط هؤلاء ، و يبدو ان الثورة تعلن عن رؤيتها للدين في ما يقدمه الشاب الورع و المناضل الذي ظل يتوسط أهله ليالي و أيام و سنين في مدينة ربك و يقدم لهم الرؤية الدينية المعتدلة التي تقول بأن هذا الوطن للجميع ، لا يقهر فيه شخص بدين و لا يقصى فيه شخص بعرق و ثقافة ، و هو مولانا نصرالدين مفرح وزير الشؤون الدينية و الأوقاف للحكومة الانتقالية .

التيارات الدينية السلفية ظلت تتمتع بنعيم لا تخطئه عين في عهد المخلوع ، ففي حين كان نصرالدين مفرح تلوحه الشمس و يجلس لدروسه مع المواطنين على الأرض ثم تعتقله الأجهزة الأمنية بين الفينة و الأخرى ، كان مهران في افخم الثياب و الرياش من على منبر فخم يخاطب الجماهير ، و مثله كان عبدالحي يوسف الذي يتقلب في مال الدولة العام يدير به قنواته الفضائية المتعددة كما أعلن المخلوع البشير و كما أعلن علي عثمان محمد طه ، و على ذات المنوال كان الصف الأول من قيادات الحركة الإسلامية ينظرون إلى الجماهير من عل من القصور العاليه و يصرخون لهم بصوت مليء بالدعة : هي لله ، هي لله !!!

شاهد الشعب السوداني بأم عينيه فساد الحركة الإسلامية و كل من وقف معها من التيارات السلفية ، فإن ظن هؤلاء الموهومين بأن الشعب سيسمع لهم مجددا و بنفس طريقتهم السابقة يكونوا أغبى خلق الله ، أفلا ادلهم على مخرج لهم هو نفسه الذي سربته قناة العربية في الاسرار الكبرى و كان خيارا مطروحا لحزب المؤتمر الوطني ، و مازال و لا يوجد غيره ، ان يغيروا اسمهم و يراجعوا أفكارهم و يقدموا قيادات جديدة و فكر جديد عسى ان يسمع لهم الشعب و يغفر لهم ما قدموا ، أما في الوقت الراهن و حتى عشرة سنوات قادمة فإن بضاعتهم السابقة كفيلة بطردهم من كل محفل و كل لمة ثورة .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.