إلى متى هذه الكراهية؟!

إلى متى هذه الكراهية؟!
  • 18 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

دعونا نعترف أننا نحن السودانيون لا نقبل بعضنا بعضاً. ورغم الكلام الكثير عن أننا شعب طيب ونواياه سليمة، وأن جيناتنا متفردة في كل العالم.

ولكن واقع الحال يقول غير ذلك.
وبصراحة شديدة نحن لا نحب الآخر بل نعمل على تدمير هذا الآخر.

العالم اليوم يتحد لمحاربة فيروس الكورونا . لا فرق في أي دولة في العالم اليوم بين معارض ومؤيد لحكومته في محاربة هذا الفيروس الخطير إلا في السودان.

كل الكيزان ومن شايعهم يصطفون اصطفافاً لمحاربة وزير الصحة، ويلهثون وراءه ويصطادون أي خطأ مهما كان صغيراً ليبنوا عليه مواقفهم السياسية. حتى العبارة التي خرجت من لسان الوزير ( وهو مخطيء في ذلك بلا شك) على سبيل الدعابة عندما قارن بين محاربة البشير والفيروس .. أقام الكيزان الدنيا عليها ولم يقعدوها حتى الآن.

السؤال الذي يحيرني .. هل نحن نكره بعضنا بهذا الشكل الجنوني منذ نشأة السودان أم هي صفة دخيلة علينا وظهرت فقط أو فلنقل تجلّت ( مع تشديد اللام) في فترة الإنقاذ .
شخصيا ارجح الفرضية الاخيرة ..

عندما مارس الإنقاذيون العنف والبطش والتنكيل بكل من قال في وجههم لا. فتولّدت حالة من الكراهية الجمعيه بين هذه القبيلة وتلك وبين هذه المدينة والأخرى وبين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب وبين الرجل وجاره وبين أهل هذا الحي والحي المجاور .

فأصبحنا نعيش في عالم من الكراهية وبغض الاخر بطريقة مذهلة لا يصدقها العقل .

أجمل وأروع اللحظات التي رأيت فيها السودان الحقيقي وشعب السودان الأصيل كان في أيام اعتصام القيادة. وهذا يؤكد أن هذه الكراهية وعدم قبولنا للآخر هو دخيل علينا ومصطنع. أيام الاعتصام رأينا السودان الذي نحلم به وبعد مجزرة القيادة انتهى حلم السودان الجديد ورجعنا الى نقطة الصفر .

وبصراحة أكثر أقول إن أي فكرة لإصلاح السودان وإعادته إلى الحياة مرة أخرى إذا لم يمر عبر بوابة إصلاح الفرد السوداني وادإزالة الغل والبغضاء من داخل قلوبهم، وجعلهم يحبون بعضهم بعضاً فإننا من الصعب أن ننجح.

فلنتفق جميعاً أن ما نمر به الآن من حالة الشحناء والبغضاء وكراهية الآخر وعدم قبولنا له هي ليست الأصل عند السودانيين وأنها حالة مؤقتة تم فرضها عليه فرضاً نتيجة لسياسات الإنقاذ الرعناء، واصبحنا نجني ثمارها المرة في كل تعاملاتنا اليومية.

هذه دعوة إلى كل علماء النفس والمراكز العلمية المتخصصة في هذا المجال … اخرجوا الشعب من السوداني من هذه البؤرة قبل أن نفقد بعضنا بعضاً وللأبد .

حفظ الله السودان وشعبه.


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.