معركة الأطباء والكوادر الصحية

معركة الأطباء والكوادر الصحية
  • 31 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

إصابة طبيب واحد بمرض كورونا نتيجة عدم توفير معينات الوقاية له يعني إصابة الف شخص على الأقل، الطبيب في السودان يعاين في طواريء المستشفيات ما لا يقل عن مئة حالة في اليوم ، وحين يصاب سينقل المرض لكل هذه الحالات والتي بدورها ستنقله لآلاف الأشخاص الآخرين، لذلك تعمل الدول على توفير كامل معينات الوقاية للاطباء والكوادر الصحية حتى لا تحدث كارثة بإصابة طبيب واحد.

يحتاج الطبيب في أقسام الفرز والطواريء لارتداء كمامة من نوع ممتاز N95 وفي العدم يحتاج لارتداء كمامة طبية عادية ، ويحتاج لمعقمات من الكحول يجب أن تكون متوفرة له ليعقم يديه قبل وبعد الكشف على أي مريض وبعد لمسه لأي سطح ، اما في اقسام العزل والرعاية المكثفة فيحتاج الأطباء والكوادر الصحية لارتداء لبسة كاملة يتم ارتداءها قبل دخول العناية مباشرة ، ويحتاج كمامة N95 ويحتاج لواقي وجه او واقي للعيون ، ويحتاج لجونتيات طبية للايدي . كل هذه المعينات يجب أن تتوفر بصورة كاملة في كل مستشفيات الوطن ، فالحرب الآن وصلت مرحلة الحرب في المستشفيات . اي تهاون في توفير هذه المعدات للاطباء والكوادر الطبية يعتبر جريمة مكتملة الأركان في حق الشعب .

كثير من الأطباء يضطرون للشراء من مالهم الخاص في ظل عجز الدولة عن توفير معينات الحماية لهم ، طبيب مرتبه لا يتخطى اثنين الف جنيه يضطر لشراء معينات الوقاية يوميا حتى لا يصاب بالمرض ولا ينقل المرض للمرضى والمجتمع !!

في ظل عدم الإفصاح عن المعلومات وحقائق السفر الذي ظهر في الحالة الأولى والسادسة فإن الأطباء اصبحوا لا يستطيعون العمل بدون معينات حماية ، حتى إذا اضطروا للشراء ، وكثيرون عجزوا عن الشراء وحار بهم الدليل بين البقاء في المنزل لحين توفير المعينات او المخاطرة بالعمل بدون معينات .

سمعنا تبرعات بآلاف الجنيهات من رجال الأعمال وتبرعات من خارج السودان ، ومبادرات متعددة ساهمت في توفير مبالغ ومعينات ، وسمعنا عن تبرع من الصين ،و تبرع من البنك الإسلامي بجدة ، وصرح وزير الصحة قبل أيام يبشر الكوادر الصحية والجماهير بأن هناك مخزون من معينات الوقاية في طريقه الآن إلى الولايات ، الا اننا نفاجأ ليل الأمس باستغاثات متعددة من مستشفيات ود مدني لانعدام أبسط هذه المعينات من كمامات و معقمات !! فأين ذهبت هذه التبرعات ؟ وأين هو المخزون الذي صرح بتوزيعه وزير الصحة ؟

كانت المعركة الأولى مع الفيروس هي في المعابر والحدود ، وكان سلاحنا هو اغلاق المعابر تماما وعدم السماح لأي شخص خارج البلاد بالدخول ، ولكننا خسرنا هذه المعركة ودخل آلاف العائدين ، وظهرت معها الحالات التي بلغت حتى اللحظة ٧ حالات جميعها لوافدين من الخارج ، وتحولت المعركة من الحدود إلى المستشفيات ، فهل سنترك جنودنا من الأطباء والكوادر الصحية بلا سلاح ؟ سلاحهم هو معينات الوقاية من الفيروس وهو غير متوفر الآن بشكل كبير ، فهلا ساهم الجميع في شراء هذه المعينات ، هلا وقف الجميع مع خط دفاعهم الأخير وهو الأطباء والكوادر الصحية؟!!


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.