جشع التجار في ظل كورونا

جشع التجار في ظل كورونا
  • 04 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

مؤسف جدا ما تواجهه الجهات المتطوعة في محاربة كورونا من جشع ومغالاة بعض التجار في أسعار معينات الوقاية الشخصية والتي تستهدف بها هذه الجهات سد النقص لدى الأطباء والكوادر الطبية والمستشفيات . منذ اول امس تبحث جهة تطوعية عن شراء ملابس العزل ( isolation gown ) ونظارات حماية العيون ( goggles ) والكمامات N95 ولكنها تفشل تماما . هناك من يشتري كل ما يعرض منها في السوق مباشرة ثم تختفي . كانما هناك نية لهذا الشخص في تخزين هذه الكميات ومن ثم حين انتشار الوباء اخراجها ليبيعها بأسعار مضاعفة !!!

هذا الأسلوب الجبان لا يمكن أن يسمى سلوكا اقتصاديا صحيحا، بل هو جريمة مكتملة الأركان، تعرض الشعب لخطر انتشار فيروس كورونا ، ففي الوقت الذي يجب أن تذهب هذه المعينات لحماية الأطباء والكوادر الصحية من الإصابة فإنها تخزن في أماكن سرية لتحقيق الربح لاحقا واستغلال الحوجة التي ستظهر في المستقبل لهذه المعينات .

الجهات التطوعية تستهدف توفير هذه المعينات للكوادر الصحية لان اصابة طبيب واحد هي كارثة . الطبيب يراجعه في المستشفى في اليوم الواحد المئات ومعظمهم مرضى او شيوخ او أطفال او حوامل وكلهم فئات ضعيفة قابلة للاصابة بالمرض والتعرض لآثار جانبية خطيرة . هذا العدد الذي يراجع الطبيب في يوم واحد قد يحتاج الشخص العادي غير الطبيب سنة او اكثر لكي يلتقي بهم . لهذا فإن العمل على توفير هذه المعينات للاطباء والكوادر الصحية مقدم على توفيرها لأي جهة أخرى.

التاجر الجشع الذي يخزن هذه السلعة هو للاسف جاهل بفداحة الجرم الذي ارتكبه ، فتخزين هذه المعينات يعرضه هو نفسه وأسرته وأقاربه للإصابة بالمرض ، ويومها لو افتدى نفسه واهله بكل أموال الدنيا لما استطاع العلاج ، فهذا المرض الخطير لا علاج له . لذلك على هؤلاء التجار ان يفهموا ان شراء المعينات الطبية المتوفرة في السوق بالكامل وتخزينها لا يشبه ما كان يفعلوه سابقا بتخزين السكر او الزيت او الصابون او غيره ، فكل هذه أشياء لا تهدد حياة الإنسان بشكل مباشر رغم مخاطرها ، بينما تخزين معينات الوقاية الطبية من كورونا ثمنه فادح جدا وسوف يدفعه التاجر نفسه وأسرته واهله قبل الآخرين ، لذلك عليهم أن يرعووا عن هذه الممارسات وان يفكروا ألف مرة قبل أن يحاولوا الربح بتخزين معينات الوقاية من كورونا .

الدولة عليها متابعة السوق الخفي الذي ينشط في شراء وتخزين هذه المعينات الضرورية للوقاية ، فهذا السوق يهدد الأمن القومي ، وهو في هذا الوقت بالتحديد اخطر بآلاف المرات من سوق تجارة العملة ، على الدولة أن تعتقل وتحاسب كل من يخفي ويحزن هذه المعينات الطبية ، وعلى التجار الوطنيين والمواطنين ان يساهموا مع الدولة في اكتشاف هؤلاء الخونة وتسليمهم للسلطات الرسمية حتى يجدوا الحساب الرادع وتصادر المعينات وتذهب للكوادر الطبية.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.