صباح الخير علي الوطن-دكتور ابراهيم البدوي لله درك وعدت فأوفيت

صباح الخير علي الوطن-دكتور ابراهيم البدوي  لله درك وعدت فأوفيت
  • 16 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

عبدالله الصادق الماحي

محترم.. ودناس.. غني النفس.. جيبك مليان دولارات.. نفسك عزيزة ومليان يقين.. شجاع.. وقلبك علي السودان.. حساباتك حاضرة لا تكتب شيكاً لا تملك له الرصيد.. وإذا وعدت أوفيت.

لذلك كله وغير ذلك تآمروا عليك محاولين اخراجك من أي دور في الوطن الذي أحببت ومع الشعب الذي أحبك.. أخرجوك لأنك الوحيد بينهم الوطني الصادق، وهم كلهم كذابون. أخرجوك لأنك الوحيد بينهم الناجح وهم كلهم فاشلون. اخرجوك ليكون مجلس الوزراء صالة للرقص وبورصة للقمار السياسي ومزاد لاقتسام كمبيالات المشاريع الفشنك..

لا عليك يا حبيب ستبلغك دعوات كل الذين رفعت رواتبهم من موظفي الدولة وفي القوي النظامية وفتحت بيوتهم بعد أن سداها الكيزان لثلاثين عام ويريد الشيوعيون ان يبقوها مسدودة وتظل كل اموال الدولة داخل العاصمة في حدود حي الخرطوم ٢ حيث يقيم المائتي شيوعي سوداني.
سيذكرك عمال السودان والمعلمون والمعلمات وموظفي الدولة وافرد وضباط الجيش والشرطة واسرهم وأبنائهم. سيذكرك السفراء وأساتذة الجامعات والعلماء من الباحثين والمستشارين وغيرهم من الذين طالما أكرمتهم ورفعت عن كواهلهم عبئ الحاجة، وأهلتهم كقادة للمجتمع ليلعبوا دورهم المنتظر في بناء أجيال السودان وفي ترقية المجتمع وفي إعادة مراكز البحوث وفي تقديم البدائل لدولة السودان الموعودة؛ والتي ستعود اليها ان شاء الله تعالي عاجلا بفضل دعوات المساكين. حتماً ستعود مجددا محمولاً علي أكتاف الأوفياء وإرادة أهل السودان لتواصل مشروعك الوطني وتقودهم الي ذري الأمجاد.

ستذكرك بالخير الطبقة الوسطي التي مكنتها لإعادة بناء نفسها حتي تستأنف دورها المجتمعي المألوف في مجالات الثقافية والفنون وكافة ضروب الإبداع.

كان ينتظرك ٨٠٪ من أهلك الغبش، أهل السودان، بالريف الواسع الممتد بالقري والوديان والهجر، في كردفان ودارفور وفي شرق السودان حيث يموت الشعب بالولادات المتعسرة لانعدام القابلات وبالسل الرئوي وانعدام مراكز الرعاية الصحية الاولية. سيذكرك الذين مازالوا يقبعون في معسكرات الذل والنزوح وفي أطراف المدن وخاصة العاصمة الذين تفاءلوا عندما وعدتهم في برنامجك الاقتصادي المعلن والذي اقنعت شركاء السودان بكفاءته فدعموه ورصدوا له الميزانيات المليارية. كانوا ينتظرون دعمك المباشر الموعود ليتمكنوا من أدوات الإنتاج ليكتفوا ذاتيا ويرفعوا من دخولهم وينقلوا حيواتهم وأسرهم من حالة الفاقة والكفاف الي حياة الكفاية ثم يساهموا معك في دعم ميزانية الدولة.
أهل السودان أحبوك ولكن تري لماذا؟؟

لأنك خلوق وصادق وقد استوثقوا إنك إذا وعدت أوفيت. وقد جربوك عندما أعلنت زيادة المرتبات وكان الشيوعيون يكذبونك ويتهامسون من أين لك توفير كل هذه الميزانية لتدفع هذه الرواتب العالية. كان الشيوعيون ينتظرونك أن تعجز وتنكص عن وعدك، فيجدوها سبة كافية ليضحكوا عليك ويفصلوك تعسفياً بحجة الفشل. لكنك فاجأتهم وقطعت ألسنتهم عندما قبض كل موظف بالدولة راتبه مضاعفاً في أول الشهر، حتي قبل المواعيد المعروفة، بين مصدق ومكذب وانطلقت السنتهم تهيم فيك ثناءً وشكراً ودعاءً لله لن يخيب.

لقد رفعت سقوف الكفاءة الاخلاقية والمهنية والسياسية علي كل من يأتي من بعدك. ووضعت الجميع بما فيهم حمدوك نفسه امام تحدي كبير جداً. ومكنت موظفي الدولة من حق مستحق في الراتب لا يجرؤ ابن او بنت مقنعة علي عدم الايفاء به مهما بلغت به الجرأة، واصبح ذلك حقاً مكتسبا دونه خرط القتاد وسخط الشارع وسقوط كل الاقنعة الكاذبة. ورفعت وعي البسطاء ان لهم في مال دولتهم كثر او قل حق مستحق.

لأنك من هؤلاء الغبش واليهم وبهم، لذلك كنت وفياً لهم وصادقاً معهم. كنت واثقاً وصادقا ومؤمناً بأهمية تحريك طاقاتهم واشراكهم كلهم في الانتاج والتقدم معهم كتف بكتف نحو الامجاد. ولذلك حرصت علي العدل وعملت علي توزيع موارد الدولة علي الجميع، حتي يشعر المواطن في اي بقعة في ارض السودان ان هذا الوطن وطنه ومن حقه ان يتقاسم مع النخبة فيه الخير وقد جاء الوقت ان يأخذ بعد ان ظل عبر السنين يدفع وحده ثمن فشل النخبة في العواصم.

لاول مرة في تاريخ السودان يا دكتور ومنذ استقلال السودان يفهم المواطن ان له حق في المال الذي يدخل الي خزينة دولته سواء كان ديناً او منحة او وارداً وطنياً. فقد ظل المواطن قبلك يسمع بدخول مليارات الدولارات الي الدولة، ولا يري لها اثر في حياته ومعاشه وصحته وتعليم ابنائه. ظل المواطن ابان الإنقاذ يسمع بعشرات المليارات من المنح الدولارية القطرية والأخرى الخليجية ومليارات البترول والذهب تدخل الي السودان وتنتهي في خزائن الكيزان. وظل يسمع بعشرات المليارات من الدولارات التي قبضها جعفر نميري من دولارات الامبريالية الغربية التي تبددت في مساحة لم تتجاوز مثلث حمدي في مشاريع فاشلة لم يري لها اثراً في حياته، ومازالت ديوناً علي عاتقه تنتظر الايفاء من دمه وعرقه هو والاجيال القادمة.

التعليقات مغلقة.