حتى لا نبحث عن ” حائط مبكي” جديد

حتى لا نبحث عن ” حائط مبكي” جديد
  • 03 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

بابكر عيسى


وعي الشعب و يقظة الشباب وجسارة النساء هي الضمانة

نهنئكم اهلي في قطر واهلي في السودان بقدوم عيد الاضحى المبارك سائلا المولى جلت قدرته ان يعيده علينا جميعا باليمن والبركات وان يجنبنا الله المحن والبلاء وان يشفي الله البلاد والعباد , و ان تعاد علينا هذه المناسبات السعيدة ونحن جميعا في هناء وسرور وصحة وعافية .

الاختبار الذي تمر به الاسرة الانسانية ليس بالاختبار السهل او اليسير ولكنه نوع من الابتلاء الذي يقتضي منا الصبر والدعاء ان يرفع الله الغمه عن العباد والبلاد وان يوحد صفوفنا لمواجهه كافه التحديات والمحن والمؤامرات التي تستهدف امننا واستقرارنا , وان نسقط كل تناقضاتنا الثانويه لنواجه تحدي التنمية والرفاهية والبناء .

افكار كثيره تتقافز في الذهن واسى ومراره تنتابنا عندما نرصد تباعد بين قوى الثورة الحية التي بات التناقض والانشقاق شعارا لمرحله تتصف بالهشاشه وتتطلب بقاء الجسم الثوري متوحدا و متضامنا ليواجه تحديات المرحلة وهي تحديات كثيرة ومتعاظمة لا تستهدف فريق ضد اخر وانما تستهدف الوطن في تطلعاته المشروعة وفي ترجمة اماله في اقامه حكم مدني يصون الوطن ويحقق التنمية ويرتق النسيج الاجتماعي ويبني المشروع الوطني الموحد و من غير هذا المشروع الجامع و الموحد لجميع قوى الثورة الحية فان تحديات كبيره ستواجه المرحلة الانتقالية التي رغم مسالبها نقف معها قلبا وقالبا لنعبر بقلب رجل واحد هذا المنعطف الحاد في مسار ثورتنا المجيدة .

اي خلاف بين قوى المهنيين وقوى الحرية والتغيير و هي القوى التي شكلت قاطرة للجماهير الهادرة حتى حققت النصر واسقطت نظام الانقاذ البائد , اي خلاف يعتبر خصما من رصيد الثورة ويضعف الجبهه الداخلية التي يجب ان تكون موحدة و متحدة حمايه للوطن والمواطن من خفافيش الظلام والاصابع التي تعبث في معاش الناس وامنهم واستقرارهم .

وهذه الاشارة تنسحب على الحركات الثورية التي يجب ان تتوافق مع الجميع حول رؤية جامعة للمشروع الوطني الواحد لنقرر في النهاية كيف يحكم السودان وليس السؤال التقليدي البليد من يحكم السودان .

اذا نظرنا حولنا سنكتشف ببساطه ان هناك دولا تملك الثروات ولكنها تتشظى في الداخل بسبب التدخلات الخارجية و دول اخرى تعيش تحت ظل انظمة قمعية , حولت الاوطان الى زنازين ضيقه تستوعب كل المعارضين , ودول اخرى حولنا عبرت الى مربع التنمية والاستقرار , محققة الشعار الذي مازلنا نرفعه وهو حرية وسلام وعدالة .

الان قطعنا شوطا نحو تكليف الولاه المدنيين في الولايات وهو اختيار ستواجهة العديد من التحديات , وتبقى لنا تحدي جديد هو تشكيل المجلس التشريعي و الذي يستوجب توحد الرؤى والمواقف والبعد عن المحاصصات و اعطاء الشباب و الكنداكات الذين صنعوا هذه الثورة المجيدة نصيبهم من المقاعد ويكون لهم القدر المعلى في ادارة المرحلة المقبلة و هي المرحلة التي تحميها لجان المقاومة وقوى الثورة الحية .

هل علينا العيد و مازال ينتظرنا الكثير فمعاش الناس مازال يمثل هاجسا يعاني منه الجميع , و ان الخطوات التي مشتها الحكومة الانتقالية تمثل بعض من الطريق , كما ان الامن يشكل ثاني الهواجس حيث اهمية ان تتوحد القوى النظامية وان تواجه التحديات الراهنة في الولايات وفي التخوم الحدودية مع الدول المجاورة .

المخاطر الحقيقية مازالت قائمة وماثلة في افق حياتنا , و ما لم نتحد و نتوافق لمواجهتها فان الطوفان ليس بعيدا عن شواطئنا , و هو طوفان لن يبقي ولن يذر وسيحول البلاد الى شظايا وكانتونات مبعثرة تقاتل بعضها البعض في ضراوة لم نعهدها من قبل , فوحدة قوى الثورة الحية هي الضمانة الاولى والاخيرة لحماية الوطن و انتشاله من هوه السقوط .

وعي الشعب و يقظة الشباب هما الضامن الاوحد و الاساسي للعبور وعلينا ان لا نستهون بقوة الشباب و قدرة النساء على الفعل الثوري , و الذين يتحدثون عن عدم قدره النساء على الفعل المثمر فلينظروا حولهم ليجدوا ان المراة مؤهلة لتولي كل المهام واصعب المسؤوليات , ففي الغرب الذي يفصلنا عنه البحر المتوسط تجد النساء في كل المواقع في قيادة الدولة كما هو الحال في المانيا الى تولي حقائب الدفاع والاقتصاد والتنمية البشرية وقيادة الاحزاب الكبرى ورئاسة الحكومات.

ما نحتاجه ان يتعاظم وعينا بقدراتنا وان ننبذ الجهوية والقبلية والعنصرية البغيضة حتى نبني وطنا متجانسا و متصالحا مع نفسه و مع محيطه الاقليمي والدولي , و البناء الشامخ يكتمل عندما نضع الاساس الصحيح و الركائز الفولاذية التي لن يقوى شيء على هزها او اسقاطها او القفز عليها للعبور فوق احلامنا وامانينا وتطلعاتنا المشروعة , و ما لم نفعل ذلك سنبحث لنا عن حائطا لنبكي عليه حزنا على ثورة مهرناها بدماء الشباب وتضحيات النساء , ولم نحافظ عليها بوحدتنا وقدرته على الفعل المثمر .

الوسوم -بابكر-عيسى

التعليقات مغلقة.