بدلاً من حملات التخذيل والتشكيك

بدلاً من حملات التخذيل والتشكيك
  • 17 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

نورالدين مدني أبوالحسن

أ

تابع بقلق لا يخلو من تفاؤل ما يجري في السودان من مؤامرات وفتن مصنوعة تستهدف تعطيل مسيرة استكمال مهام الفترة الانتقالية، وتهيئة الأجواء لاسترداد سلطة التمكين الظالمة بلا طائل.

إضافة إلى الخلافات السياسية المتعجلة لقطف ثمار ثورة ديسمبر الشعبية والقتن المناطقية التي تأججت  هذه الأيام  وسط اعتصامات مطلبية مشروعة في ظاهرها، لكنها ملغومة بمهدداتعرقلت مساعي تحقيق السلام عبر فتن قبلية ليس من مصلحة أي طرف تأجيجها، فيما تصاعدت بصورة مؤسفة مواقف مريبة من بعض العسكريين حتى داخل السلطة الانتقالية.

مثل ما حدث من قوات الجيش التي انسحبت من المواقع التي كانت تحرسها عقب تولي الدكتورة آمنة احمد الفكي مهام ولاية نهر النيل، الأمر الذي تسبب في سرقة خزينة بمحلية بربر.

من ناحية أخرى، أعلنت الحركة الشعبية- جناح عبدالعزيز الحلو عزمها تصعيد آلياتها العسكرية بعد ان انتقدت تعيين الدكتور حامد البشير والياً لجنوب كردفان، بل حدثت بالفعل اشتباكات مؤسفة راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى.

 على الجانب الآخر، ظهرت مبادرات شعبية إيجابية وسط المواطنين في عدد من مناطق البلاد، من بينها مبادرة حملة حماية الحق في الحياة، قوامها منظمات وأجسام مجتمعية ثورية مؤمنة بالديمقراطية؛ لتحقيق السلام بين المواطنين ومحاصرة التفلتات التي تستهدف المدنيين، ونشر الفتن وسط النسج المجتمعي السوداني.

هناك مبادرات أخرى فاعلة، مثل مبادرات لجان قوى المقاومة في الأحياء التي شرعت بالفعل في كشف بعض بؤر الفساد والتآمر على الثورة، وأسهمت في تنفيذ مشروعات خدمية للمواطنين.

من هذه المبادرات أيضاً مبادرة بعض نساء حي الخرطوم 3 تحت شعار ” بدل قمامة زهرة” التي حولت أكبر مكب للقمامة في الحي إلى حديقة عامة، ومبادرة شباب شرق النيل لدرء مخلفات الخريف وغيرها وغيرها من المبادرات الشبابية التي تهدف إلى تقديم مشروعات خدمية وتعاونية للمواطنين، بدلاً من حملات التشكيك والتخذيل التي تستهدف الحكومة الانتقالية وحتى الولاة المدنيين، وهي مبادرات إيجابية تستحق الدعم والمساندة من كل مكونات الحكومة المدنية والعسكرية والتوسع فيها في كل مناطق السودان، وتكثيف الجهود المشتركة لحسم الفتن المصنوعة في بعض المناطق التي تفتح أبواب السودان على فوضى لن ترحم حتى الذين أججوها.

التعليقات مغلقة.