خواطر دافئة

خواطر دافئة
  • 21 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

د. محجوب آدم


لا أحد يلومك إن ظهرت آثار العشق عليك .. أو أبديت غرامك جهراً نحو المحبوب .. إن كان المعشوق هو الوطن الغالي لا إثم عليك .. لا تتحرج بل بالغ ما شئت وعبر عن كل مشاعرك .. تغزل فيه .. ذب وجداً وهياماً .. أرفع صوتك وتحدى العالم كله .. فالحق معك .. خبرنا عن حبك .. عن كل تفاصيل المعشوق .. قسمات المحبوب .. لا تتردد أبداً .. فإبلاغ حبك لمن تحب سنة ..

أوافقك إن قلت بأن الحب سلوك ، ونترجمه بمواقفنا الايجابية ، ونحول عشقنا فعلاً ، وبياناً بالعمل ..

ولك أن تختلف مع أهلك وبني وطنك .. ولكن تأدب في حضرة من تهوى وردد حينئذٍ : … وأهلي وإن ضنوا علي كرام .. لما قالها شوقي كان مبعداً سياسياً ، منفياً .. وتنبه : لا أحد يعطينا بلده .. وإن أعطينا فلا شيء يعدل الوطن !
متى استنصرت على بلدك وأهلك لا تكون جديراً بحبه والانتماء إليه ..

لو أراد رسولنا الكريم أن يطبق على مشركي قريش جبلي مكة فيبيدهم ؛ لكان له ما أراد .. لكنه آثر أن يقف أمام عتوهم وصلفهم وبغيهم بالحكمة والموعظة الحسنة .. وأن ينتصر لدينه بنفسه وبمن آمن معه .. وكم كان بلده عليه عزيزاً .. وبه كان حفياً .. فقد صح أنه قال يوم هجرته مودعاً أم القرى :” والله إنك لأحب أرض الله إلي ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ”
كم يحزنني أن يملأ بعضنا الدنيا ضجيجاً .. ويضخمون الأشياء .. ويبحثون عن الأخطاء .. ويبخسون الناس جهدهم ..
ترى كم قدمنا لبلدنا ، لأرض الجدود والأب ، ما حجم مساهمتنا في تنميته وتطويره .. لأجل أن يكون عزيزاً قادراً على العطاء .. ويفيض علينا بما نستحقه منه بلا من ولا أذى ..

فما المطلوب من القائمين بأمر البلد ؟
في نظري : المطلوب منهم أن ينظموا .. يتابعوا .. يشرفوا .. ينسقوا … ثم البدء فوراً في تنفيذ ما يخفف عن كاهل الناس في أرزاقهم ومعاشهم والتركيز على ما يرفع دخولهم ويدفع عنهم الفاقة والعوز ثم الاهتمام بصحتهم وتعليمهم ..

  • أن يفتي كل منا وفق هواه أو هوى حزبه خارج القاعات : لا يفيد ..
  • أن نتخيل أن قضايانا ومشكلاتنا الاقتصادية ستنتهي في يوم وليلة .. أو وفق هوانا : فمجرد خيال ..
  • أن نتوقع أن يحل لنا غيرنا مشاكلنا : فمجرد وهم ..
  • أن ننتظر غيرنا أو بعضنا لحل مشاكلنا .. حتى إذا اجتهدوا سلخناهم بألسنة حداد : لا يناسبنا ..
    من ناحية أخرى : يجمل بنا أن ندعم كل موقف ايجابي .. لدفع صاحبه لمزيد من المواقف في صالحنا ..
  • فإن قصَّر فلا يلومنا أحد إن واجهناه بتقصيره ..
  • أما أن نلومه في الحق والباطل .. لا يليق بنا ..
  • إن من حقهم علينا أن نبارك لهم سعيهم نحو خدمتنا .. ونعلن لهم إنا معهم ما داموا يعملون لصالحنا ومن أجلنا .. وفي انتظار المزيد ..

خاطرة ملونة :
قالوا : إن الايجابي هو من ينظر إلى الجزء المملوء من الكوب .. !!

هذه الخاطرة كتبت قبل سنوات ونشرت .. واعيدها هنا مع بعض التحوير والتصرف .. وقد تختلف الزوايا والظلال التي ينظر بها كل منا للقضية .. ولكن ترانا نحن .. نحن .. أو كما قال ..

الوسوم د.-محجوب-آدم

التعليقات مغلقة.