آمال وأحلام أول فيلم سينمائي سوداني روائي طويل تأليف وسيناريو وتصوير وإنتاج رائد صناعة السينما في السودان الرشيد مهدي

آمال وأحلام أول فيلم سينمائي سوداني روائي طويل تأليف وسيناريو وتصوير وإنتاج رائد صناعة السينما في السودان الرشيد مهدي
  • 20 سبتمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

حيدر محمد علي


ولد الرشيد مهدي عثمان عشي بقرية (مورة) بالولاية الشمالية عام 1931م و انتقل طفلاً مع والده الى عطبرة ، درس الأولية بالمدرسة الشرقية بعطبرة، ثم شد الرحال للعاصمة الوطنية فدرس الوسطى بمدرسة الصنائع بأم درمان وتخرج أول الدفعة في قسم النجارةً، وفي عام1949م التحق بورش السكة حديد بعطبرة.
ظهرت هوايته مع التصوير الفوتوغرافى في العام 1946 فقد كان الرشيد أول سوداني يمتلك آلة تصوير فوتوغرافي (الالمونيت) وقد اشتراها من مصور إغريقي صور بها صورا تأريخية كثيرة لمدينة عطبرة القديمة….

وكان أول من وثق له الرشيد”بكاميرته الجديدة قادة وأفراد الحركة العمالية،وقد دعاه الانجليز كثيراً لتصوير مناسباتهم، وصور بعض قياداتهم وعلى رأسهم السير “جيمس روبروتسون” السكرتير الإداري لحكومة السودان، إلى جانب عدد من القيادات السودانية، أمثال الزعيم “إسماعيل الأزهري” و”المحلاوي” و”مبارك زروق” كما وثقت كاميرته لأغلب السياسيين الذين زاروا (عطبرة) من لدن الرئيس “عبود” و”رئيس الوزراء عبد الله خليل” و”يحيى الفضلي” و النميري إلى”الصادق المهدي”، ودارت كاميرته موثقة لشخصيات سودانية مميزة في كل المجالات لذا نجد له صور نادرة لأول طيارين سودانيين،وكثير من رجالات الجيش والشرطة القديمة والحديثة…

ذاع صيت الرشيد وبات معروفاً بإبداعاته وبات الناس يشدون الرحال من كل صوب متوافدين لمدينة عطبرة من أجل التصوير، و من الفنانين الذين نالت كاميرته شرف الجلوس أمام عدستها “العطبراوي” و”أبو داؤود” و”الكحلاوي”، أما الزعماء الأجانب الذين وقفوا امام عدسته الرئيس الصومالي “محمد سياد بري” والأمير فليب”زوج الملكة إليزابيث” و”جمال عبد الناصر” …..

سجل التأريخ للرشيد مهدي أنه أول سوداني يفتتح استوديو للتصوير الفوتوغرافي عام1952م وكان زبوناً دائماً لشركة( كوداك لندن) يشترى منهم مواد التصوير الفوتوغرافي المختلفة من أفلام وورق ومواد التحميض ، وكانت شركة كوداك تمده بالجديد متى ماظهر….

زار الرشيد مهدى شركة ( كوداك مصر) عام 1957م ،وهي الفرع الأكبر للشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا وقتها ، وكانت تلك الزيارة المرة الأولى التي يغادر فيها الرشيد الوطن، وفي الشركة تم اختباره فذهلوا لمستواه المتقدم وموهبته العالية وشهدوا بأنه من أحسن المصورين الذين أخرجتهم الامبراطورية البريطانية….

لم يقتصر طموح أول مصور سوداني على الصور الفوتوغرافية، بل إتجه نحو تطوير إمكانياته،فقد كان رجلاً متطلعاً لايحد طموحه حد، فاتجه للعمل السينمائي وفكر جاداً في انتاج أعمال سينمائية، وقد كان له ذلك ….

حيث قام بتاليف وكتابة سيناريو وتصوير أول فيلم روائي سوداني خاااالص وهو(آمال وأحلام) …… وإخراج الأستاذ (إبراهيم ملاسي) ….

وقد بدأ تصويره في أوائل الستينيات وعُرض الفيلم الذي انتظره الناس بشغف كبير أولاً بسينما (أم درمان الوطنية) ثم عرض بكثير من دورالسينما بمدن السودان المختلفة وبعض الدول العربية فقد عرض بسينما(حدة) بالعاصمة اليمنية صنعاء في يونيو 1996م.
والفيلم تم تحميضه بمعامل (دوناتو) بإيطاليا ونال شهادة. وبناءً على هذا الإنجاز السوداني الذي لم يسبقه عليه أحد فقد مُنح الرشيد مهدي قطعة أرض لبناء (أستوديوالرشيد السينمائي) بعطبرة وقد استورد له جميع معدات السينما

ولـم يكتف الرشيد بانجازه الأول فقدم عدداً من الأفلام الوثائقية،
كما كتب أيضاً سيناريو الفيلم التأريخي ( الشمس المشرقة) الذي يحكي عن بطولة الشعب السوداني منذ ثورة اللواء الأبيض 1924م وهو مجاز ومسجل بالمصنفات الأدبية عام 1982م، وقد أشاد به المؤرخ الدكتور المرحوم (محمد إبراهيم أبو سليم) لكنه لم يجد التمويل الذي به يظهر هذا العمل الوطني للجمهور.

كان الرشيد شعلة من النشاط وحركة في المجال الثقافي فقد قام بإنشاء مطبعة تحمل أسمه وذلك في عام 1958م بعطبرة كأول مطبعة شمال السودان وكانت تقوم بأعمال الطباعة المختلفة، لم يجد الرشيد مهدي التقدير والتكريم الذي يستحقه رغم ريادته لكثير من الأبواب الثقافية مثل صنوه المخرج السينمائي الكبير (جادالله جبارة).

توفى الرشيد مهدي يوم الأربعاء17 من رمضان 17من سبتمبر 2008م رحمه الله رحمة واسعة.

التعليقات مغلقة.