مفكرة اقتصادية: صندوق النقد والبنك الدولي واختلاط التفسير في مهامهما

مفكرة اقتصادية: صندوق النقد والبنك الدولي واختلاط التفسير في مهامهما
  • 08 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

محمود لعوتة

يختلط الأمر كثيرا بين جميع الناس خاصة في عالمنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط والدول الفقيرة، وبالتحديد في الدول التي تعاني من أزمات ومشاكل اقتصادية حول دورا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومهامها تجاه الدول المتعثرة اقتصاديا.

وهذا الخلط يقع أيضا فيه كثيرا من السياسيين في العالم العربي والذي لا يفهمون كثيرا في عالم الاقتصاد بمفاهيم المتجدد أفكاره، ويتناولون القضية فقط مجرد مناورات وخطب سياسية رنانة الغرض منها دعم جهودهم وخطابهم السياسي، دون أن يعرفوا ويدققوا في جوهر المهمة ووظيفتها وماهيتها وأهدافها في ظل جهل الكثيرون لمضمون مهمتي البنك الدولي وصندوق النقد.

ويعمل السياسيون على إفراغ مهام وأهداف الطرفين من جهودهما الاقتصادية لتحسين الأداء الاقتصادي للدول المتأزم اقتصاديا وتنمويا. وقد عمل هؤلاء السياسيون على ترسخ مفاهيم خاطئة في عقول كثير من الناس باعتبار صندوق النقد والبنك الدولي أعداء للشعوب ويعد هذا الأمر والوضع فقط تبعية سياسية استعمارية الغرض منها زيادة معاناة الدول اقتصاديا، دون أن يتعمقوا في اهداف هاتين المؤسستين الماليتين التي تعد الأكبر على مستوى العالم.

أولا: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مؤسستان شقيقتان ضمن منظومة الأمم المتحدة تشتركان في هدف واحد، هو رفع مستويات المعيشة في بلدانهما الأعضاء. وتتبع المؤسستان منهجين متكاملين لتحقيق هذا الهدف، حيث يركز الصندوق على قضايا الاقتصاد الكلي بينما يركز البنك على التنمية الاقتصادية طويلة الأجل والحد من الفقر.

وأسست مجموعة البنك الدولي (WBG) وصندوق النقد الدولي (IMF) في مؤتمر بريتون وودز في عام 1944 ولهما رسالتان يكمل بعضهما بعضا. وفي حين تعمل مجموعة البنك الدولي مع البلدان النامية على الحد من الفقر وتعزيز الرخاء المشترك، فإن صندوق النقد الدولي يعمل على تحقيق استقرار النظام النقدي الدولي، ورصد حركة العملات في العالم. وتقدم مجموعة البنك الدولي التمويل والمشورة بشأن السياسات والمساعدة الفنية للحكومات، كما تركز على تدعيم القطاع الخاص في البلدان النامية. ويتتبع صندوق النقد الدولي الاقتصاد على الصعيد العالمي وفي البلدان الأعضاء، ويقدم قروضا للبلدان التي تواجه مشاكل في ميزان المدفوعات، ويقدم المساعدة العملية للبلدان الأعضاء. ويجب على البلدان أن تنضم أولا إلى الصندوق لتتأهل للانضمام إلى مجموعة البنك؛ واليوم يبلغ عدد أعضاء كل منهما 189 بلدا عضوا.

ثانيا: مجموعة البنك الدولي هي من بين أكبر مصادر التمويل والمعرفة للبلدان النامية في العالم. وتشترك المؤسسات الخمس التي تتألف منها مجموعة البنك في: الالتزام بالحد من الفقر، وتعزيز الرخاء المشترك، وتشجيع التنمية المستدامة.

ويقدم البنك الدولي للإنشاء والتعمير (IBRD) والمؤسسة الدولية للتنمية (IDA)، اللذان يشكلان معا البنك الدولي، التمويل والمشورة بشأن السياسات والمساعدة الفنية إلى حكومات البلدان النامية. وينصبّ تركيز المؤسسة الدولية للتنمية على بلدان العالم الأشد فقراً، أما البنك الدولي للإنشاء والتعمير فيساعد البلدان متوسطة الدخل والبلدان الأفقر المتمتعة بالأهلية الائتمانية.

ثالثا :يعمل صندوق النقد الدولي على تعزيز التعاون النقدي العالمي، وضمان الاستقرار المالي، وتيسير حركة التجارة الدولية، وتشجيع زيادة فرص العمل والنمو الاقتصادي القابل للاستمرار، والحد من الفقر في جميع أنحاء العالم.
وتهدف رسالة الصندوق بصورة رئيسية إلى ضمان استقرار النظام النقدي الدولي – نظام أسعار الصرف والمدفوعات الدولية الذي يمكن البلدان ومواطنيها من شراء السلع والخدمات من بعضهم بعضا. وهو يقوم بذلك بتتبع الاقتصاد العالمي واقتصادات البلدان الأعضاء، وتقديم القروض للبلدان التي تواجه مشاكل في ميزان المدفوعات، وتقديم المساعدة العملية للبلدان الأعضاء.

الوسوم -محمود-لعوتة

التعليقات مغلقة.