بايدن .. ثم ماذا؟

بايدن  .. ثم ماذا؟
  • 08 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

ٱنور محمدين

فور وصولي صالة التحرير في قناة الإخبارية التلفزيونية في الرياض السابعة صباح ذلك اليوم التاريخي ٱعلن من خلال الشاشة الجدارية الضخمة فوز الرئيس ٱوباما كأول رئيس ٱمريكي من أصول إفريقية فضجت القاعة بتصفيق متتابع وهتاف مدو فقلت لمن حولي:

إنها لحظة تاريخية فارقة ستطوي معها كثيراً من تكلسات الماضي، وترسم لوحة مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً.
ونزلنا لصالة البث نتابع ردود الأفعال ونعكسها للمتابعين لحظياً.

اليوم تختار أميركا جو بايدن رئيساً، وهو الذي رافق أوباما نائبا ًله طوال 8 سنوات.

فما أبرز ملامح حقبته وتضاريسها المتوقعة؟

داخلياً.. الوضع الاقتصادي معتل تبعاً لمضاعفات كورونا ما سبب عجزاً يقدر بٱكثر من 3 تريليونات دولار في الميزانية الاتحادية، فيما يسود البلاد استقطاب حاد نتيجة المعركة الانتخابية الماراثونية الشرسة المثيرة، التي شهدت إقبالا غير مسبوق مع ٱغلبية بسيطة يحظى بها الحزب الجمهوري المنافس في مجلس الشيوخ ما قد يشكل معاندة معيقة.

في ضوء خطى الحزب الديمقراطي، من المنتظر تقديم مزيد من الخدمات لقطاعات السود والمهاجرين بمن فيهم العرب والمسلمون والسودانيون.

عالمياً .. سيحظى بايدن بترحيب أعلى من ترمب الذي ترك انطباعاً رمادياً بروح شخصيته التجارية، وعقلية رجل الٱعمال، ويعد الرئيس الحادي عشر الذي فشل في أن يحظى بفترة رئاسية ثانية من بين 45 رئيساً.
وقد ٱلمح بايدن إلى حلول دبلوماسية للاحتقان في ملفات إيران وتركيا واليمن، فضلاً عن وعد بالنظر إلى المسلمين بإيجابية.

الشرق الٱوسط.. بالطبع سيفتقد الخواجة ترمب بعض الحكام الذين عولوا عليه في مساندتهم مقابل صفقات.
في قضية المنطقة المركزية وعد بايدن باعتماد حل الدولتين لا طمس الحق الفلسطيني، وتعهد بمراجعة الإجراءات المتخذة ضد الفلسطينيين عدا نقل سفارتهم للقدس.

سودانياً.. بالطبع يعود الفضل لأوباما في الرفع الجزئي لثقل الحصار من على صدر السودان، فيما خطا ترمب خطوات عملية تجاه حل المشكل نهائياً. ومن المقرر أن ينظر الكونجرس الملف في العاشر من ديسمبر. وبما أن ترمب سيواصل مهامه الرئاسية حتى 20 يناير موعد أداء الرئيس الجديد القسم فمن المؤمل أن يفي بوعده قبل مغادرته البيت الٱبيض.

عموما ينظر كثيرون إلى العهد الجديد بتفاؤل أن يصطبغ بالنزوع إلى ميكانيزمات الاحتكام للدستور وتراث السوابق التراكمي الذاخر والجزرة الدبلوماسية والسلم الدولي في إطار احترام ثوابت السياسات المنطلقة من منظور أميركا المارد معقلا للراسمالية والديمقراطية الليبرالية الراسخة المستقرة منذ ما يزيد على 240 سنة’ ففي الثوابت الفارق بين قادتهم مقداري مثل “صورة وكتابة ” ٱو أحمد وحاج أحمد فلا مجال لـ ” تجاريب ” كل من يتولى شأناً عاماً” على كيفو “.

ترى هل تتواءم حسابات الحقل والبيدر؟

دعونا نتفاءل.

الوسوم ٱنور-محمدين

التعليقات مغلقة.