مرسي صالح سراج: مبدع يثير الدهشة والإعجاب

مرسي صالح سراج: مبدع يثير الدهشة والإعجاب
  • 10 ديسمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

مرسي صالح سراج

هذا الاسم الذى قد لايعرفه الكثيرون هو مبدع عبقرى من ابناء ارقين (أقصي شمال السودان ) يصيبك بالدهشه عندما كنت ارى هذا الكم من المواهب تتجمع فى شخص واحد مرسى الشاعر مرسى الفنان التشكيلى مرسى الصحفى مرسى الناقد الرياضى مرسى المترجم العالم باللغات وكنت اراقب بالاعجاب تاره وبالدهشه تاره اخرى ( كان يعمل مستشارا فى وزاره الاعلام السعوديه ) هذا الانسان المبدع وكما قال الشاعر( اذا كانت النفوس كبارا تعبت فى مرادها الاجسام) وماكان لبدن بشرى ان يتحمل هذا البركان الثائر من العطاء هذا الكم من الابداع وهذه الروح العبقريه فى داخلها وكان ان تفارقا بدن انهكها التعب وروح احست بصغر المكان توفى المبدع مرسى صالح سراج فى لندن ( كان فى رحله علاج ) فى 1967 م نسألك يالله ان ترحمه بواسع رحمتك وانت خير الراحمين .

الشاعر العبقري مرسي صالح سراج الذي تغني له الراحل وردي بالنشيد المدهش “هام ذاك النهر” وإن كان في كل قصيدة بيت درج الناس على تسميته “بيت القصيد” أي أروع أبياتها فإنني ما زلت أقف في الخيال الرائع لمرسي صالح سراج في البيت الذي يقول:”طرب النيل لديها فتثنى”، و”لديها” تعود لبلاده بلاد النوبة أي أن النيل وهو يشارف الوصول إليها تعرج طرباً.
هذا خيال خصب وإن من البيان لسحرا..

زحم مرسي صالح سراج سنين عمره القصيرة بنشاط ثر وحراك متصل فقد عرفته الساحات الأدبية والرياضية كاتباًَ نشطاً في زمان الستينات.. ينشر في الصحف مقالاته الأدبية والشعر والأخبار والأهازيج الرياضية. وأكثر ما كان يكتب في صحيفة الناس

الشاعر مرسي سراج ولد بعلة خلقية لم تمنعه من التآلف معها والاستمرار في حياته بصورة عادية وهي أقرب إلى ما يسمى بشلل الأطفال ولقد أجرى عملية في لندن لم تكلل بالنجاح فتوفاه الله بلندن وهو دون الأربعين من عمره.. وسبحان الله فقد خلف الشاعر من البنات ثلاثاً وولدا واحدا.. أصيبت احدى البنات بعلة والدها إلا أن والدتها السيدة السامقة سعيدةمحمد صالح حملت الراية من بعد وفاة زوجها وهي مديرة تعليم شهيرة وعكفت بصبر وجلد ومثابرة على تربية عيالها حتى تخرجوا كلهم في الجامعات ثم طفقت تشرق وتغرب في أركان الدنيا وهي تحمل ابنتها بحثاً عن العلاج حتي وقفت ابنتها على أرجلها.. هذه بعض سيرة الشاعر العبقري مرسي صالح سراج .. عموماً هذا جهد المقل عن شاعر عبقري لم يجد حظاً كبيراً من الإعلام ببلادنا وهو الإعلامي والشاعر والصحفي والناقد والقاص والأديب.

ولكن المدهش أن النص نشر وبجانبه ترجمة إنجليزية بقلم الشاعر. والذي يقرأ هذه الترجمة التي كتبت بلغة غاية في الرصانة والدقة يدرك كم كان ذاك العبقري ملماً بالإنجليزية وممسكاً بزمامها شأنه شأن الشعراء الإنجليز الكبار:
Behold that River! After beauty to inspire
Across my Country satisfying its desire
in ecstasy twisting the Nile flows.. Far
That history can tell the generations we are
وعلى هذا النحو البديع تمضي الترجمة فيا له من عبقري

يَقِظَة شَعْب

هامَ ذاك النّهرُ يستلهـمُ حُسنا
فإذا عبْرَ بلادي ما تـمنّى
طرِبَ النّيلُ لَدَيْها فتثنَّىَ
فأروي يا تاريخ للأجيالِ أنّا


ثائرٌ إذ هبَّ من غفوتِهِ
ينشدُ العلياءَ في ثورتِهِ
ما إندفاعُ السّيلِ في قوّتِهِ
عجباً مَن لهُ جندٌ على النّصر يُعين
كُلُّنا نفساً ومالاً وبنين


نـحنُ في الشِّدَّةِ بأسٌ يتـجلَّىَ
وعلى الوُدِّ نـضُمُّ الشّملَ أهلا
ليسَ في شِرعتِنا عبدٌ وموْلَىَ
قسَماً سنرُدُّ اليومَ كيدَ الكائدين
وحدةً تَقْوَىَ على مَرِّ السّنين


قلْبُ إفريقيا بِوَعْيٍ نابِضِ
حَلَّ مِنّا بالـجّنوبِ النّاهِضِ
مِن عدو الغابِ بِلَيْثٍ رابِضِ
قِدَمَاً هي كانت جنّة المستعمرين
مالـَهُم منها تبارَوْا هاربين


نـحنُ أبناء ملوك في الزّمان
توّجوا الفونج وزانوا كردفان
أفسحَ المجدُ ليهم خيْرَ مكان
نسباً نِعْمَ أجدادٍ بِهِم يزهو جبين
خُلُقٌ يسمو وعَزْمٌ لا يلين


شرقـُنا يوم اللقاء كيفَ سعَىَ
حينَ داعي البذلِ بالرُّوحِ دعا
كيفَ بالسَّيْفِ تحدَّىَ المِدْفَعَ
ودِمَاً بذَلوها ثرّةً لا تستكين
للخنا للقيْدِ للعَيْشِ الـمُهين


حِينَ خَطَّ الـمَجْدُ في الأرْضِ دُرُوبَ
عَزْمَ تِرْهاقا وإيـمان العروبة
عَرَبَاً نـحنُ حملْناها ونُوبة
بِدِمانا مِن خلودِ الغابرين
هُوَ يحدونا إلى عِزٍّ مُبِين


هـَمُّنا في العَيْشِ إقْدامٌ وجُود
وعنِ الأوطانِ بالمَوْتِ نذُود
لِنَرَىَ السُّودانَ خفّاق البنود
وغَدَاً سوفَ يَعْلو ذِكْرُنا في العالمين
فعُلُوَّاً كان شأنُ العامِلين ..

التعليقات مغلقة.