عودة القبليّة إلى المشهد الانتقالي

عودة القبليّة إلى المشهد الانتقالي
  • 20 يناير 2021
  • لا توجد تعليقات

محمد الأمين عبد النبي


ما يحدث خلال الفترة الانتقالية في السودان ليس استثناء لما حدث في كثير من دول العالم العربي.
الان في السودان رجعت القبلية إلى المشهد الانتقالي بقوة، وبرزت القبيلة هذه المرة كمؤسسات تضامنية منظمة بعد أن كرس النظام المباد للعصبية وبعد سلسلة النزاعات الأهلية التي شهدت غياب الدولة عن الساحة. لذلك لجأ الناس للقبيلة لدواعي الحماية والرعاية التي لأسباب شتى لم تعد توفرها الدولة الحديثة… الواقع أن فكرة الاحتماء بالقبيلة يعني غياب الدولة وعدم تحمل مسئوليتها.. الذي يجري في سودان ما بعد الثورة في حقيقته تطور الهويات الفرعية علي حساب الهوية الوطنية الجامعة مما يهدد كيان الدولة التي خربها النظام المباد واكمل التخريب الشطط العلماني الذي جاء بأسئلة من خارج السياق السوداني والاجابة عليها لاسيما سؤال العلمانية والحداثة ومحاولة فرض هذه الاجابات دون مراعاة للتركيبة السودانية، ودون إكتراث لأسئلة الواقع السوداني الملحة.

إنشغلت الاحزاب السياسية بالصراع حول السلطة الانتقالية وتقسيم الوزارات عن ايجاد معالجات لتعقيدات الانتقال..
ودخل المجتمع المدني الي حلبة الصراع السياسي السلطوي وإنحرف عن دوره الاساسي كوسيط بين الدولة والمجتمع.. فيما إنخرط المجتمع الاهلي في مقاربة إبعاد المجتمع عن الدولة.. هذا المشهد يسير بخطى سريعة نحو الفوضى والحرب الاهلية..

المشهد يستدعي التفكير في الانتقال من القبيلة الي الدولة.. وكيفية مخاطبة مشكلات المجتمع السوداني بعيدا عن الشطط والغلو..

التعليقات مغلقة.