بداية سيئة لجبريل

بداية سيئة لجبريل
  • 12 فبراير 2021
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


قبل اعلان اسماء وزراء الحكومة الحالية تداول رواد وسائل التواصل بكثافة عالية معلومة تقول ان حمدوك رفض اختيار جبريل لمنصب وزارة المالية وذلك بسبب ارتباط الرجل السابق بالمؤتمر الشعبي وبتظيم الاخوان العالمي وزاد بعضهم انه تولى منصب سكرتير مالي لاسامة بن لادن !!

وخرج جبريل ونفى هذه الاتهامات وقال ان هذه الشائعات أطلقها اهل اليسار في السودان في اشارة واضحة منه للحزب الشيوعي . وهو بهذا النفى أكد فعلا انه ينتمى لجماعة الاخوان لان جماعة الاخوان سواء كانوا في المؤتمر الوطني او الشعبي لو تعثر احدهم في الطريق وهو ذاهب للمخبز لاتهم الحزب الشيوعي بانهم من وضعوا الحجر في طريقه ليتعثر وهذا ديدنهم ولن يتغيروا ولن يتبدلوا مهما تبدلت اسماء تنظيماتهم والاصل واحد .

ما يهمنا في الامر ان التشكيل الحكومي قد تم الاعلان عنه واحتل جبريل ابراهيم منصب وزارة المالية . واستعجب من الذين يرفضون تعيينه في هذا المنصب وفي نفس الوقت هم مؤيدون لاتفاقية جوبا . وهذا تناقض غريب ونقول لهؤلاء انكم تريدون ان تؤمنوا ببعض الكتاب وتكفرون ببعضه .

وكنا نريد ان نهاجم هؤلاء بضراوة شديدة لانهم ايدوا اتفاقية جوبا وفي نفس الوقت يرفضون مخرجاتها وتعيين جبريل في هذا المنصب هي واحدة من مخرجات هذه الاتفاقية الهشة والبغيضة حسب وجهة نظري وقد كتبت عن ذلك كثيرا في مقالات سابقة ولا نريد تكرار ما قلناه من قبل .

ولكن وللاسف الشديد فإن دكتور جبريل لم يمنحنا ولو نصف فرصة لمهاجمة هؤلاء واثبت لنا انهم كانوا محقون في اعتراضهم على تولي جبريل لهذا المنصب وكما يقول جيراننا شمالا ( جبريل خلى رقبتنا زي السمسمة) .

بعد اعلان الحكومة بدقائق معدودة غرد جبريل في تويتر وقال انه لن ينوم قبل ان يجد حلا لصفوف الخبز وصفوف البنزين . واستبشر السودانيون خيرا بهذه التصريحات رغم علمهم التام ان كل من سبقوه قالوا مثلما قال جبريل ولكنهم فشلوا ورغم ذلك قلنا دعونا نتفاءل وربما جبريل سيأتينا بحلول جديدة ولن يجرب المجرب .

وبعد أقل من ٢٤ ساعة من تغريدته فاجأ جبريل الجميع بتصريحات غريبة ولا نريد ان نقول تصريحات غير لائقة وغير مسؤولة على الاطلاق . حيث خاطب جمع من اعضاء حركته في دار الحركة بالخرطوم بانه ما كان سيقبل بمنصب وزير المالية لو ضمن ان من سيتم تعيينه سيقوم بدفع مستحقات اتفاقية السلام المالية وانهم في الحركة انما يخططون لحكم السودان وتنفيذ برنامج الحركة في الفترة الديمقراطية وان الفترة الانتقالية ما هي الا دار ممر فقط لحكم السودان ببرنامج الحركةخلال الفترة الديمقراطية القادمة وحث اعضاء حركته للعمل والتجهيز لتلك الفترة .

من الطبيعي ان يحلم جبريل بحكم كل السودان وهذا حقه ولا اعتراض على ذلك طالما سيكون ذلك عبر صناديق الاقتراع ورغم ان ذلك لن يحدث ولكن دعه يحلم ولا حجر على الاحلام .

ولكن غير الطبيعي وغير المنطقي ان يقول جبريل ان قبوله بهذا المنصب فقط حتى يضمن التدفقات المالية لتنفيذ اتفاقية جوبا !!!وقبل اقل من ٢٤ ساعة قلت انك لن يأتيك النوم لو لم تجد حلا لصفوف الخبز وصفوف البنزين وتوفير الادوية .. قلت هذا الحديث لعامة الناس وعندما تحدثت الى خاصتك من اعضاء الحركة قلت انك قبلت المنصب لتضمن التدفقات المالية لاتفاقية السلام .

ما قلته لخاصتك من اعضاء الحركة هو ما تخطط له بالفعل يا دكتور جبريل لذلك فشلت في اول امتحان .
كنا نعتقد انك اتيت لاخراج اقتصاد السودان من هذا المأزق وانك ستقف بصلابه في وجه تجار الدولار وانك ستنقذ المرضى وتوفر لهم الادوية المنقذة للحياة كما وعدت وانك ستوقف هذه الفوضى في اسواق السودان وانك ستضع حدا للشركات الامنية ….الخ المعالجات التي كنا ننتظرها منك
ولكنك ركلت كل ذلك وقلت انك اتيت لضمان تدفق المال المخصص لاتفاقية جوبا !!

هي نفس انانيه المؤتمر الشعبي ونفس طريقة تفكير المؤتمر الوطني فلماذا تغضب عندما يقال لك انك ومهما حاولت اخفاء ذلك فأنت منهم وستظل كذلك
وابشروا بطول السلامة يا تجار الدولار

الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.