نعم للمحاكمات لا للاعتقال التحفظي

نعم للمحاكمات لا للاعتقال التحفظي
  • 15 فبراير 2021
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


انتظمت حملة اعتقالات واسعة لرموز المؤتمر الوطني في عدد من الولايات وذلك بالتزامن مع احداث العنف والنهب والسرقات التي تمت في عدد من مدن الولايات مثل الجنينة ..القضارف .. ام روابه .. الفاشر ..الخ المدن التي وقعت ضحية لاحداث سرقة الاسواق وحرق الممتلكات العامة والخاصة وذلك في احداث غريبة سميت زورا وبهتانا بانها مظاهرات لاسقاط حكومة الفترة الانتقالية نتيجة لعجزها عن وضع حد للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها كل الشعب السوداني .

وقد اشارت بعض التسريبات ان حملة الاعتقالات تمت بضوء اخضر من المكون العسكري في الحكومة الانتقالية وربما باشراف مباشر من هذا المكون !!

والسؤال الطبيعي ان نسأل ..لماذا الآن فقط تحرك المكون العسكري لتنفيذ هذه الحملة رغم ان الثوار بحت اصواتهم منذ اول ايام الثورة بضرورة محاسبة رموز النظام البائد وعدم تركهم دون محاسبة او اعتقال ولكن المكون العسكري دائما كان يضع العراقيل والمتاريس امام ملاحقة ومحاسبي رموز النظام السابق وتحت حجج وذرائع مختلفة .

حتى استقوت هذه المجموعات وانتظمت في اعمال مناهضة الثورة وضربها في مقتل وذلك باستخدام وسائل عديدة وتحت سمع وبصر المكون العسكري .

والمتتبع الدقيق لمجريات الاحداث سيلاحظ ان عناصر النظام السابق كانوا ( ومازالوا ) يتبعون خطوات مدروسة لزعزعة الاستقرار وعلى مراحل معينة ويتدرجون في ذلك من خطة للاخرى وكل ذلك وأكرر ولن آمل من التكرار تحت سمع وبصر المكون العسكري مثل المواجهات القبلية التي حدثت في بعض مدن البلاد في كسلا وحلفا الجديدة وبورتسودان والجنينة … الخ .
وانتقلوا في مخططاتهم الى ان وصلنا الى المخطط الحالي وهو احداث اكبر قدر ممكن من الخوف والهلع وسط الشعب وذلك بخنق الدولة اقتصاديا ورفع سعر الدولار لاعلى درجة ممكنة ويصاحب ذلك الارتفاع غير المسبوق في اسعار كل السلع حتى اصبحت حياة المواطن قطعة من جهنم . ثم يصاحب ذلك المظاهرات والسرقات والحرائق بدعوى ثورة الجياع .

هذا هو السناريو الذي تم رسمه وتخطيطه وتنفيذه بدقه وشارك في التنفيذ عناصر النظام السابق بدقة كل له دور محدد .. اعلامهم بدأ في الكتابة والنشر بكثافة عالية عن تدهور الوضع والانهيار الوشيك للدولة وشيوخهم بدأوا في الحديث فوق المنابر عن المناهج والكفر والالحاد وكتائب ظلهم بدأوا في جمع الصفوف وتنظيم مظاهرات العنف والحرائق والسرقات .

ولأن الله سبحانه وتعالى حافظ هذه الثورة كما اردد دائما وابدا هناك نقطة جوهرية فاتت او تناستها عناصر النظام السابق جعلت المكون العسكري ينقلب عليهم ويطالب باعتقالهم فورا !!
دعوني فقط اذكركم بالمواكب التي كانت تذهب لباحات القيادة العامة من عناصر النظام السابق وهي تطالب الجيش بالانقلاب وتولي زمام الامر . لا يمر اسبوع الا وتجد عناصر النظام السابق يخرجون في مواكب وهم يهتفون بحياة القوات المسلحة ويدعونهم بإلحاح شديد بالانقلاب على الثورة .
وعدد مقدر من كبار كتابهم كانوا يدبجون المقالات يطالبون الجيش بالتدخل وتخليص البلاد من الشيوعيين والكفرة والملحدين على حد تعبيرهم .
ولكن الكيزان ولحسابات تخصهم وبرعونه شديدة توقفوا عن هذه المطالبات ولم تعد المظاهرات تخرج للقيادة العامة لمطالبة القوات المسلحة لاستلام السلطة وانحسر التأييد الذي كان يجده المكون العسكري من قادة النظام السابق . ولذلك ( حدس ما حدس) وانقلب السحر على الساحر وبارك المكون العسكري بل طالب بإعتقال قيادات النظام المباد .

هل لقرار الكونقرس الامريكي والخاص بالمحافظة على الديمقراطية والحكم المدني في السودان وتزامن ذلك مع وصول البعثة الاممية الجديدة تحت البند السادس له دور في هذا التغيير الدراماتيكي في مواقف الطرفين ( اعني بالطرفين المكون العسكري وعناصر النظام السابق ) هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة وقادمات حبلى بالكثير المثير من المفاجأت وسترون ذلك .

اعود لحملة الاعتقالات وأقول نحن ضد الاعتقالات العشوائية وضد الاعتقال التحفظي دون محاكمات . اعتقلتم عدد كبير من قادة وناشطي النظام البائد . اذا كانوا مذنبين فعلا قدموهم لمحاكمات عاجلة وعادلة دون تأخير ودون ( جرجرة ) فالعدالة قيمة سامية وشعار من افضل شعارات ثورة ديسمبر والحرية لنا ولسوانا . والعدالة قيمة لا تتجزأ ولا تقبل التأخير ولا تفعلوا كما كانوا هم يفعلون عندما كانوا هم في السلطة . ونتيجة لافعالهم القبيحة في ذبح العدالة وكبت الحريات قامت ثورة ديسمبر فحافظوا على ثورتنا بتقديم من أجرم منهم لعدالة سريعة واطلقوا سراح من لم تثبت ادانته
والله ثم السودان ثم ثورة ديسمبر من وراء القصد


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.