إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل … خطوة في طريق التطبيع رغم التحفظات

إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل … خطوة في طريق التطبيع رغم التحفظات
  • 11 أبريل 2021
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم - التحرير - ربيع حامد :

أجاز مجلس الوزراء الاسبوع الماضي. مشروع قانون بإلغاء (قانون مقاطعة إسرائيل لعام 1958) ، وأكد المجلس في بيان صادر عنه على موقف السودان الثابت تجاه إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين، تجدر الإشارة إلى أن مشروع القانون الذي أقره مجلس الوزراء سيتم عرضه على الجلسة المشتركة لمجلس السيادة والوزراء إجازته ومن ثم يدخل مرحلة التنفيذ .

وظل القانون المشار إليه ساريا في السودان منذ العام 1958، وينص على منع أي سوداني من عقد أي اتفاق من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل، أو مع هيئات أو أشخاص يعلم أنهم ينتمون بجنسيتهم إلى دولة إسرائيل، أو يعملون لحسابها، كما يحظر القانون التعامل مع الشركات والمنشآت الوطنية والأجنبية التي لها مصالح أو فروع أو توكيلات عامة في إسرائيل

كما أن القانون كان يحظر دخول أو تبادل أو الإتجـار في البضـائع والسلـع والمنتجات الإسرائيلية المنقولة في السودان سواء وردت من إسرائيل مباشرة أو بطريق غير مباشر
وكان القانون الملغي يعاقب مخالفيه بالسجن مدة قد تمتد إلى عشر سنوات أو بالغرامة التي تحددها المحكمة أو بالعقوبتين مع مصادرة الأشياء المضبوطة، ويحكم كذلك بمصادرة وسائل النقل التي استعملت في ارتكاب الجريمة إذا كان أصحابها على علم بالجريمة وقت النقل

جزء من اتفاق إبراهام:

مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة (الإصلاح والتجديد) قال في تصريحات نقلها موقع (سكاي نيوز عربية) إن إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل يأتي كجزء من اتفاق إبراهام الموقع بين السودان والولايات المتحدة في يناير الماضي.
وأشار الفاضل إلى أن القانون الملغي لم يكن له صلة بالعلاقات السياسية، وإنما كان يختص بالجوانب التجارية والاستثمارية بشكل واضح.
تجدر الإشارة إلى أن مبارك الفاضل يعد من أبرز السياسيين الذين طالبوا بضرورة التطبيع مع إسرائيل.

الأمة القومي يطالب بإلغاء القانون :

حزب الأمة القومي أكد أن الحكومة الانتقالية تجاوزت صلاحيتها بإجازة إلغاء قانون مقاطعة اسرائيل لسنة 1958.
وقال حزب الأمة في بيان صادر عنه
إن حكومة الفترة الانتقالية هي حكومة ذات مهام محددة، تتمثل في تحقيق الانتقال الديمقراطي وتحقيق السلام، وأنها غير مكلفة باتخاذ قرارات مصيرية في قضايا خلافية ، وأشار الحزب إلى ان مثل هذه القضايا محلها المجلس التشريعي المنتخب .
وطالب حزب الأمة بإلغاء مشروع القانون وإرجاء البت في أية قضايا خلافية إلى حين تكوين مجلس تشريعي منتخب، وأكد الحزب على أن اتخاذ مثل هذه القرارات محل الخلاف ستقوض مسيرة الفترة الانتقالية وتهدد الوحدة الداخلية، وقال إن إسرائيل دولة تنتهك القوانين الدولية وتمارس البطش ضد شعب أعزل صاحب حق مشروع.، وهي دولة غير مؤهلة لخلق علاقات معها

العلاقة مع إسرائيل ستمضي:

الصحفي توفيق البدري يعتبر أن هذه الخطوة جاءت في سياق متوقع لتطورات العلاقة مع إسرائيل، وأشار البدري إلى أن الخطوة قبولت برفض واسع من قبل بعض القوى السياسية المناهضة لأي شكل من أشكال العلاقة مع إسرائيل ، إلا أنه يرى أن هذه القوى عاجزة عن وقف مد العلاقات وأن مواقفها لن يتخطى محطة التنديد والاستنكار.
وأكد البدري في حديث ل ( التحرير ) أن العلاقة مع إسرائيل ستمضي إلى نهايتها ولا يمكن للحكومة التراجع عن هذا الخط الذي اتفقت عليه مع الشركاء الدوليين وباركته الولايات المتحدة الأمريكية .

حق من لا يملك لمن لا يستحق:

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي هيثم محمود
يرى أن جل الشعب السوداني ينظر لقضية العلاقة مع اسرائيل من منطلق ديني باعتبار أن إسرائيل مغتصبة لاحدى المقدسات الإسلامية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأكد أن قضية القدس قضية عقيدة بالنسبة للشعب السوداني وحكَوماته المتعاقبة
وقال هيثم في حديث ل (التحرير ) إن العداء مع إسرائيل زادت وأسرته ابان حكم الانقاذ لأنها أولت القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا ودعمت القضية الفليسطينية دبلوماسيا في كل المحافل الدولية وكانت تقدم الدعم العسكري لحماس عبر الانفاق وان ذلك اغضب اسرائيل وجعلها تضرب السودان بغارات جوية اكثر من مرة.
ويرى هيثم ان القرار إذا قصد منه المصالح الاقتصادية فإنه لا جدوى اقتصادية مع إسرائيل لأنها دولة شحيحة وان اليهود معروفين بالبخل وأن اسرائيل لا تدفع بلا مقابل.
وقال هيثم إن الحكومة الانتقالية غير مفوضة للدخول في القضايا المصيرة كالعلاقة مع اسرائيل والتي يجب ان يبت فيها برلمان منتخب، وإن إجازة مجلس الوزارء لقانون التعامل مع اسرائيل حق من لا يملك لمن لا يستحق، فمجلس الوزراء غير منتخب واسرائيل لا تستحق التعامل، لأن العلاقة معها غير ذات جدوى لا سياسية ولا اقتصادية وهي تنفيذ للموجهات الخليجية والامريكية.

قرار متوقع :

الصحفي عمار محجوب يرى أنه وعقب الإطاحة بنظام البشير في أبريل من العام ٢٠١٩ ، برزت بوادر تقارب في العلاقة بين الخرطوم وتل ابيب بعد مقاطعة استمرت لعقود من الزمان ، وأشار إلى أن اولى خطوات هذا التقارب كان اللقاء المفاجئ الذي جمع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في العاصمة اليوغندية كمبالا نهاية العام الماضي ، وقال عمار في حديث ل ( التحرير ) إن هذا اللقاء مهد الطريق لخطوات كبيره في مسار العلاقات السودانية الاسرائيلية وكان من نتاجها قرار مجلس الوزراء السوداني الخاص بالغاء قانون مقاطعة إسرائيل الذي يعود إلى عام 1958 والذي أقرته الدول العربية وقتها، وأشار إلى أن قرار مجلس الوزراء كان متوقعا سيما بعد تطور العلاقات السودانية الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية.
ويرى عمار أن القرار من شأنه أن يفتح الباب واسعا أمام التبادل التجاري بين البلدين بعد أن كان مجرما ومحرما يعاقب عليه القانون’ كما أنه يمكن الأفراد والمؤسسات في البلدين من ممارسة الأنشطة التجارية دون قيود كما كان يحدث في السابق .

التعليقات مغلقة.