جَعَلت يومي سعيداً رغم الألم

جَعَلت يومي سعيداً رغم الألم
  • 10 أغسطس 2021
  • لا توجد تعليقات

أيمن محمد المكي

في صباح هذا اليوم (الثلاثاء 10 أغسطس 2021) ، ذهبت باكراً إلى محطة المواصلات في (تفتيش الذخيرة ) نهاية مدينة الشجرة من الناحية الجنوبية، وقبل الركوب في المواصلات المتوجهة إلى منطقة السوق العربي بالخرطوم من تلك المحطة، قررت أن أشرب كوب قهوة، طلبته بارداً على غير العادة، نزولا لرغبة الطبيب بعد إجراء عملية إزالة جذور في ( اضراسي ).

بعد تناول القهوة ركبت عربة هايس، وجلست في آخر مقعد بجوار النافذة، وبدأ الركاب يتوافدون على المركبة، لحظتها حضرت طفلة لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات تقريباً، طلبت تلك اليافعة من الركاب مساعدتها بالمال لمقابلة ظروف أسرتها حسبما قالت، وعندما اقتربت مني نظرت إلى وجهها وتعرفت عليها ، إذ إنني كنت أراها بشكل شبه يومي في مكان سكني، وهي تحوم بين الناس طالبة منهم المساعدة، وتارة أجدها تحوم بين الجالسين في (رواكيب ستات الشاي)، وبالقرب من المحلات التجارية، وعندما أيقنت أنها هي ذاتها ارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة وهي تسألني المساعدة، وقلت لها: (الله يساعدك)، ذهبت وتركتني وبعد لحظات عادت مرة أخرى وهي تنظر إليّ وتبتسم ابتسامة طفولية جعلتني ابادلها الابتسامات، وقبل أن تبدأ العربة في التحرك من المحطة، وقفت بالقرب من النافذة حيث كنت أجلس، وقالت لي: افتح يدك، استجبت لرغبتها، قامت بوضع (علكة) أو (لبان) كما نسميه في يدي، شكرتها وكنت ممتناً على هذه الهدية التي لا تتجاوز قيمتها (50) جنيهاً، تصرفها هذا جعلني لا أشعر بألم الأسنان الذي كنت أشكو منه لفترة من الوقت، وتيقنت حينها أن براءة الأطفال لا يطفئ توهجها غير العابسين.

هذه الطفلة رغم احتياجاتها ، إلا أنها تجود على الآخرين، قصة هذه الطفلة جعلت كثيراً من الاسئلة تقفز إلى ذهني، هل نحن السبب لأننا لا نرى الحاجة في أعين البسطاء، وندفعهم إلى التسول؟ أم نحن أيضاً نحتاج إلى لمساعدة؟ وهل أصبح التسول مهنة احترافية؟

التعليقات مغلقة.