البرهان واردوغان والعلمانية

البرهان واردوغان والعلمانية
  • 15 أغسطس 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

زار البرهان تركيا واستقبل استقبالا مهيبا، فاجأ الكثيرين، الاستقبال عكس الكثير من الجدية من قبل الرئيس التركي اردوغان من اجل فتح صفحة جديدة من العلاقات الجيدة مع حكومة الثورة.
نعلم جميعا ان اردوغان اسلامي وهو من مناصري الحركات الإسلامية في كل بقاع العالم  وكان سندا رئيسيا لحكومة الإخوان في السودان، بل ان الاخوان والإسلاميين الهاربين الآن من ( بل ) ثورة ديسمبر يوجد كثيرون منهم في تركيا، لذلك يبدو مستغربا هذا التوجه المخالف الجاد من قبل اردوغان تجاه السودان.

نعم السياسة في عالم اليوم لا توجد فيها عداوة دائمة ولا صداقة دائمة، وإنما توجد فيها (مصالح)، اذا تم تحقيق المصالح وان كانت من أبغض الدول فلا معنى لرفضها، قد يكون هذا التفسير لائقا بما حدث من انقلاب كبير في مواقف تركيا تجاه السودان، وتلخيصه ( البحث عن المصالح ) 

العلمانيون واذيالهم لم يرو في زيارة البرهان الا زيارته لمتحف كمال أتاتورك، اتاتورك العلماني الذي مرغ انف كبرياء الأتراك وحولهم من دولة تهابها اوربا ويخشاها العالم أجمع الى مجرد ساحة خلفية لاوربا، نسخة مشوهة من الحضارة الغربية المعلمنة، ومن عجب أن بعض النشطاء العلمانيين البائسين يحتفون بهذا الرجل الذي بطش بالمعارضين في تركيا كما بطش البشير بالمعارضة السودانية، ولكنهم بالطبع لن يرو في هادم الخلافة العثمانية التي حكمت أوربا الا صورة العلماني التي يحلمون بمثلها هنا في بلاد النيلين،  يحلمون بكمال اتاتورك آخر في السودان يفرض لهم العلمانية بقوة البندقية ويقمع كل من يخرج من مسلمي السودان رافضا لها بالسلاح والإعدامات.

أتاتورك اليسار السوداني المنتظر بالطبع هو عبدالعزيز الحلو، الحلو الذي شغل منصب نائب والي في حكومة الكيزان لمدة تفوق الخمسة سنوات، هذا هو نموذجهم الاتاتوركي الجديد، يذهبون اليه في كاودا لتقديم فروض الولاء والطاعة ويدبجون له المقالات والكتب من أجل أن يفرض علمانيته على شعب السودان المسلم.

هم بالطبع لا يستطيعون فرضها بأنفسهم، حتى اليوم لم يخرج الحزب الشيوعي ولا السنابل ولا البعث إلى الشعب السوداني ليقولوا له نطالب بالعلمانية، يتسلقون من وراء جدر بندقية الحلو لتحقق لهم هذا الغرض.

لن يكون هناك اتاتوركا جديدا في السودان، فليسمع أهل العلمانية ذلك، لن يفرض الحلو ولا البرهان ولا حمدوك ولا غيرهم العلمانية على الشعب السوداني بالبندقية او الارهاب.

من اراد العلمانية، عليه أن يطرحها في المؤتمر الدستوري، فإن وافقت عليها الجماهير ( حبابها عشرة)، أما غير ذلك فهذا لن يحدث حتى يلج الجمل في سم الخياط.

زيارة البرهان لتركيا قد تساهم ايضا في توفيق أوضاع الساحة الداخلية من خلال ما يمكن أن تفرضه تركيا الإسلاموية على اسلاميي السودان من تحجيم وقطع أموال ومصادرة ممتلكات، وجهود أخرى سياسية قد يقوم بها اردوغان من أجل المساهمة في تخفيف واعفاء ديون السودان، هذا بالإضافة للاستفادة من خبرات تركيا في مجالات السياحة والزراعة .

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.