فيلتمان “من واشنطن”: عسكر السودان فاوضوني بنية سيئة.. وهذا موقف الإمارات

فيلتمان “من واشنطن”: عسكر السودان فاوضوني بنية سيئة.. وهذا موقف الإمارات
جيفري فيلتمان
  • 03 نوفمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

رصد التحرير- ميشال غندور - واشنطن


دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، الثلاثاء (2 نوفمبر 2021م)، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى اتخاذ خطوات لإعادة الحكومة السودانية وإطلاق سراح المعتقلين.

ونفى فيلتمان، في لقاء مع الصحفيين عبر الهاتف، الأنباء التي تحدث عن وصوله إلى العاصمة السودانية، مؤكدا تواجده في واشنطن.

وكانت وزارة الإعلام، ذكرت أن رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، التقى سفراء دول الترويكا (الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج) المعتمدين لدى السودان، وأبلغوه بوصول فيلتمان إلى الخرطوم فجر الثلاثاء، لمواصلة جهود نزع فتيل الأزمة.

وأعرب فيلتمان عن قلق بلاده “حيال المسار الديمقراطي في السودان بعد استيلاء العسكر على السلطة”، مشيرا إلى أن “البرهان والعسكريين الذين يدعمونه خطفوا وخانوا تطلعات الشعب السوداني إلى وطن ديمقراطي سلمي”.

اعتبر رئيس الوزراء السوداني المعزول، عبدالله حمدوك، أن “إطلاق سراح الوزراء ومزاولة مجلس الوزراء بكامل عضويته لأعماله هو مدخل لحل الأزمة”، وفقا لما نقلته وزارة الإعلام المقالة.
واعتبر أن “العسكريين في السودان فاوضوني قبل إجراءاتهم بنية سيئة أكثر من كونهم كذبوا علي”، مؤكدا أنه “على المدنيين ألا يحاولوا تهميش العسكريين، وعلى العسكريين ألا يعملوا على تهميش المدنيين وخطف العملية الانتقالية”.

وجزم المبعوث الأميركي بأنه هناك “اتصال مع الإمارات وآخرين حول الوضع في السودان”، موضحا أن “الإماراتيين يشاطروننا قلقنا
حيال الوضع في السودان”.

وتابع: “الوضع الحالي لن يساهم في استقرار السودان والمنطقة ونحن على تواصل معهم وآخرين لإعادة الشراكة في السودان بين المدنيين والعسكريين على أساس المساواة بينهما”.

والأسبوع الماضي، أكدت الإمارات أنها تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان داعية إلى التهدئة وتفادي التصعيد وحرصها على الاستقرار وبأسرع وقت ممكن، وبما يحقق مصلحة وطموحات الشعب السوداني في التنمية والازدهار، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

وكرر فيلتمان دعوته إلى “إطلاق سراح حمدوك وعودته إلى ممارسة عمله”، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني وصراعه السلمي لدفع أهداف الثورة”.

وأشار إلى أن “المجتمع الدولي أعرب بصوت عال عن قلقه العميق حيال الإجراءات العسكرية عديمة الضمير”، مضيفا: “ننضم إلى المؤسسات الدولية في الدعوة إلى إعادة الحكومة الديمقراطية في السودان إلى الحكم، ونشجع السودانيين على ذلك “.

وتطرق المبعوث الأميركي إلى موقف موسكو قائلا إن “الروس ظهروا بعد الإستيلاء العسكري على السلطة وكأنهم يباركون ذلك، ولكن البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي وقعت عليه روسيا يظهر الروس متوافقين أكثر مع الإجماع الدولي الذي أعرب عن قلقه على الاستقرار ودعا للعودة إلى العملية الانتقالية”.

وفيما يتعلق بإمكانية سفره إلى السودان، قال فيلتمان: “أنا الآن في واشنطن.. أتطلع إلى خطط السفر فهناك الكثير من الأمور تجري في واشنطن من حيث القرارات التي يجب اتخاذها، وكذلك في المنطقة نفسها عندما تنظر إلى إثيوبيا والسودان وأماكن أخرى”.

وتابع: ” أقوم بالموازنة بين التزامات واشنطن وما أحتاج إلى القيام به لدعم الجهود في المنطقة. سنعطيكم تفاصيل عندما تظهر خطط السفر”.

وفي 25 أكتوبر الماضي، ألقت “قوة عسكرية” القبض على حمدوك والكثير من وزرائه قبل أن يعلن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، حل مؤسسات الحكم الانتقالي التي شكلت بالشراكة بين الجيش والمدنيين عقب إسقاط، عمر البشير، في 2019، إثر انتفاضة استمرت خمسة أشهر.

وأعيد حمدوك إلى منزله في اليوم التالي ولكنه وضع قيد الإقامة الجبرية.

جهود وساطة
وكان مبعوث الأمم المتحدة في الخرطوم أعلن، الاثنين، أنّ هناك جهود “وساطة” جارية في السودان وفي الخارج، لإيجاد مخرج للأزمة.

وقال فولكر بيرثيس من الخرطوم خلال مؤتمر بالفيديو إن “الكثير من مُحاورينا في الخرطوم، ولكن أيضا على المستويين الدولي والإقليمي، يُعبّرون بشدّة عن رغبتهم في التحرك سريعا للخروج من الأزمة والعودة إلى الوضع الطبيعي”، بحسب ما نقلت “فرانس برس”.

والتقى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، الأحد، حمدوك الموضوع قيد الإقامة الجبرية، وكتب على تويتر أنه ناقش “خيارات الوساطة ومستقبل السودان”.

وشدد بيرثيس على ضرورة العودة إلى “مراحل الانتقال السياسي كما شهدناها قبل 25 أكتوبر”، تاريخ الانقلاب.

وكانت مصادر سابقة قد تحدثت عن «تأييد البرهان للتقدم في العلاقات مع إسرائيل مقابل اعتراض حمدوك والقيادات المدنية على ذلك»، لكن المصادر الإسرائيلية أوضحت أن «رئيس الوزراء حمدوك أبلغ الولايات المتحدة بأنه قرر المشاركة بنفسه في التوقيع على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل في واشنطن، التي كانت مقررة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) وتم تأجيلها بسبب التطورات في السودان. ولذلك فإن الادعاء بأن إسرائيل تقف إلى جانب البرهان ضد الحكومة المدنية غير صحيح».

وكان موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب قد نشر، صبيحة أمس (الثلاثاء)، نبأ زيارة الوفد للخرطوم، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار. فقال إن الوفد «الذي على ما يبدو ضم ممثلين من الموساد اجتمع بشكل أساسي مع مسؤولين عسكريين». ونقل عن «دبلوماسي غربي قوله للموقع إن أحد المسؤولين الذين اجتمع معهم الوفد الإسرائيلي كان الجنرال عبد الرحيم دقلو، شقيق محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حيمدتي»، قائد قوات الدعم السريع في السودان، التي شاركت في الانقلاب العسكري». وأشار إلى أن «دقلو زار إسرائيل قبل أسابيع من الانقلاب على رأس وفد عسكري وأجرى اجتماعات مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ومع جهات أخرى في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب». وأضاف الموقع، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أنه «خلال هذه الزيارة استعرض ممثلو الجيش السوداني الأزمة السياسية في البلاد، لكنهم لم يقولوا أي كلمة عن نيتهم تنفيذ انقلاب عسكري».

التعليقات مغلقة.