يا برهان … الحظ لا يطرق الباب إلا مرّة واحدة !! فهلمَّ … فمزابل التاريخ على الأبواب

يا برهان … الحظ لا يطرق الباب إلا مرّة واحدة !! فهلمَّ … فمزابل التاريخ على الأبواب
  • 10 نوفمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

د. محمد بدوي مصطفى

احذروا شعب السودان فإنه بركان يغلي:
أرى يا سادتي أن البرهان يحسب في خاطره أن شعب السودان، سهل، لين، بض القوى والشكيمة، وأنه يمكن أن يفعل به ما يشاء، وأحسبه يؤثر في دخيلته بيت أبو الطيب المتنبئ: مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ – ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ،
يقول لنفسه، هم بالأساس ماتوا في غضون الثلاثين عامًا الماضية، فدعني أفعل بهم ما أريد. لكن هيهات يا برهان!
وينسى بين وهذا وذاك أن شعب السودان أبيّ، صامد، صابر، وفي ساعات الشدّة لا يقارع إذ أنه بركان يغلي، وفي ساحات الوغي أسد ضرغام لا يشق له غبار. من جهة أخرى يتناسى بنفس القدر واللؤم والصلف، أن الصدفة هي وحدها التي قادته وساقته إلى القصر الذي “يختال في جنباته” ويتربع بإيوانه هذا الكرسي دون أن يحرك ساكن في قضايا الشعب المصيرية اللهم إلا فيما يخصه هو. نعم، يرتع فيه شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا وكأنه سيّد الحوبة، والقابض والناهي بأمر الجبّار، العلي المختار وينسى مرّة أخرى أن ثورة أكتوبر المجيدة كانت هي الفيصل في أن جعلته يقود الجيش، كما ذكر في غير مقام، دون خجل “كي يحقق حلم ابيه” وكأنه يوسف الأمين، فشتان ما بينك يا برهان وما بين يوسف، وسوف تأتيك السنوات العجاف لا محالة فانتظر! لم يعِ هذا الرجل أن الثروات، وهي ثروات الشعب والسودان، التي يجري وراءها فانية وأن القدر طرق على بابه مرتين: المرّة الأولى ليزيل حكم البشير ويحمي الثوّار من تهور العسكر وقوات الدعم السريع، لكنه خزل أهله بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وفي المرّة الثانية عندما انتكس عن عهده قبيل قضاء الفترة الانتقالية وفعل بمن وضع يده في أيديهم، حيث طافت صور الاتفاق أنحاء العالم أجمع. ولو وضعنا تلك الصور يا سادتي مع بعضها البعض ووضعنا كلماته التي يرمي بها جزافاً دون اكتراث، لتعجب هو نفسه لما بدر منه من أفعال وأقوال. فما هكذا تُصان حقوق الشعوب وما هكذا يُعامل الأهالي والوطن. وحقيقة كما قال صديق لي، فإنّ المأجور لا يهمه سوى أجره في آخر الشهر، لا سيما إن كان كلّه في السّر، متقاسم مع حفنة من السّراق الذي باعوا ذمتهم وأهليهم من أجل الثروات المكدسة في الإمارات وماليزيا وما إلى ذلك. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
لذلك أعود لأقول بأن البرهان أضاع الفرصة مرتين: ويتضح جليًا أن الوطن ليس همه ولا هم قائد الدعم السريع حميدتي، والهدف الوحيد الذي جعلهما ينقضان العهد وينتكسان على عقبيهما هي مصالحهما الشخصية ومن ثمّة الهروب من العقاب الوخيم الذي ينتظر خلف الأبواب كما تنتظرهما مزابل التأريخ والتاريخ، وفي الآخر فإن كل نفس عسكريّة بما كسبت “رهينة”؛ ورهينة ينبغي علينا أن نفسرها بكل مضامينها السيميائية!
الأمريكان للبرهان وحميدتي بالمرصاد:
قام الأمريكان باقتراح قانون يجرّم انقلاب البرهان وحميدتي واستدلوا فيه بالرجوع إلى الملفات القديمة وقضايا مصيرية تتضمن جرائم ضد الإنسانيّة: منها ضحايا دارفور على أيدي الجنجويد والعسكر وضحايا فض الاعتصام الذين قتلوا أيضًا دون رحمة أو رأفة ورمي بهم للضباع وتماسيح النيل.
‏من يفعل بأهله هذا الجرائم التي صُنفت كجرائم ضد الإنسانية فمن الطبيعي أن سريرته ونفسيته تترجم عدم ولائه للوطن. فهل يهمهم أن يجوع الشعب، وألا يجدوا رغيفة تسد الرمق، وأن يكون مرتب الأستاذ في المدرسة لا يكفي حتى لشراء الرغيف ناهيك عن الترحيل من مكان سكنه إلى موقع العمل. يا سادتي من عاشر البشير وشرذمة الإنقاذ الفاسدة اللئيمة أربعين يومًا فهو حتمًا قد صار مثلها. فلنسأل أنفسنا كم من عام عاشر البرهان وحميدتي والكباشي كبيرهم الذي علمهم السحر: البشير؟! نعم، عاشوا في نظام قمعيّ طوال ثلاثة عقود فاكتظت أجسادهم بالشحم واللحم واكتنزت جنباتهم بالملذات، فهم في تخمتهم تلك كعساكر يقومون كما يقوم الذي أسبغ الله عليه أكل السحت، فلا يكادون يتحركون في مارشاتهم العسكرية حتى تتبعهم كروشهم العظيمة المتدلية، فما أقبح المنظر وليتهم شاهدوا زملاءهم من بني العم سام من أهل الصنعة، واتبعوا حتى نهجهم في الاعتناء بالنفس والجسد، لكن لا حياة لمن ننادي، فما علينا فهذا ليس باب القصيد ولا لبّ الموضوع.
إن العسكر ما همّه يوما أن تعلن قوى العالم مجتمعة عن أيقاف الدعم لبلدهم وأهليهم، فهم يكسدون المليارات في مصارف العالم، شرقًا وغربًا، فماذا يهم أن توقف أمريكا دعومات تقدر بثلاث أرباع المليار دولار؟ ويجب أن نسوق القول – حسب ما ذكرته وكالة دويتشه فيله الألمانية – أن مدخول شركات الجيش تقدر بحوالي ٢ مليار دولار في العام، فالجيش يمتلك أكثر من ثلاثمائة وخمسين شركة، وإذا رجعنا إلى قائد الدعم السريع، وبغض النظر عن مدخوله من الإمارات والسعودية في حرب اليمن من جهة ومن الشركات الأخرى من جهة أخرى، فإن مدخول الذهب الذي يصدره يقدر بحوالي ٣٥٠ مليون دولار في السنة، ذلك حسب نفس المصدر المذكور أعلاه. فما بالكم، كيف تحكمون يا سادتي. ٧٥٠ مليون دولار دعم أمريكي هي بالنسبة لهذه العصبة كلزوم موصلات أو بدل موصلات، أو مصاريف للتسالي والفول المدمس، ليس إلا.
كل عقوبات الدنيا لا تخيف البرهان ولا حميدتي … اللهم إلا …:
فلنتذكر والذكرى تنفع المؤمنين، كم احتفى السودان والعالم أجمع بالدعم الذي جاء بعد الثورة وانتهاء حكم البشير. رأينا الزيارات التي لم يحلم بها هذا البلد طيلة الثلاثين سنة الماضية، حيث زار رئيس ألمانيا فرانس فالتر شتاينماير ووزير خارجيته هايكو ماس السودان دعمًا لما أنجزه هذا الشعب المقدام. وكم اجتمعت الدول في مؤتمر برلين وباريس لدعم التغير الديمقراطي فيه وتمكن في هذا الشأن أن يحرز رئيس الوزراء الشرعي د. عبد الله حمدوك ما لم تستطعه الأوائل: خفض ديون السودان بنسبة كبيرة، ارجع البلد إلى النظام المصرفي العالمي، فتح أسواقها، والأهم رفع العقوبات التي أثقلت كاهله. لكن يا سادتي البرهان الذي لم ير برهان ربه إلى الآن اختار المضي قدمًا في طريق الإنقاذ واستطاع في فترة وجيزة في أقل من خمسة أيام ارجاع السودان إلى عزلته الدولية، فحقيقة الطيور على أشكالها تقع، ومن يجري وراء مصالحه الشخصية، كهذا الرجل وصديقه قائد الدعم السريع، لا يهمه أن يسير فوق أجساد الشهداء الطاهرة من أجل بلوغ غاياته.
وحقيقة أنا أتألم عندما أرى وأعيش في كل لمحة ونفس أن الرجلين لم يكترثا أبدًا بقرارات البنك الدولي الذي جمد قرض قيمته ملياريّ دولار، ولم تأخذهما الرأفة في أهليهم عندما قررت جمهورية ألمانيا الاتحادية تجميد وتعليق كل مشاريعها المستدامة في مجال الري، والكهرباء، والطاقة، والطرق، والذي حقق توقيعها د. حمدوك. نعم، لا يهمهما أن تلغي فرنسا من منطلق مؤتمر نادي باريس وعدها بشطب ديون قدرها خمس مليارات من مجمل ديون تبلغ قيمتها حوالي ١٤ مليارًا. عندما تكون الكرش مليئة بكل ما لز وطاب والبال هاجع هادئ بما يرقد من مليارات في بنوك العالم، فلن تحفل تلك الكرش بدعم الدول الخارجية للشعب والوطن والدولة المنهارة أبدًا؟ لا، لن يحدث ذلك.
حقيقة هذا شيء مؤلم، أن نرى الخرطوم، عاصمة المليارديرية، البرهان وحميدتي، موطن الزبل والقمامة، وبالأخص تسوء الأحوال في فصل الخريف. فلا يستطيع الناس التحرك. فلماذا لم يحركا ساكنًا؟ وكأن هذا الموسم يأتي مرّة في القرن. أين هم من مزابل العاصمة، وأفواج البعوض، وجحافل الذباب التي قضت على الحياة الصحية في البلد، أليسها كلها نفقات، كان ينبغي أن تصان، إن وجدت التدبيرات الحقّة والتنمية والنماء المستدام. لكن لمن يحكي المواطن ألمه. ألمن يمتلك المليارات؟ فهل يأبه به؟
ما أسباب طناش البرهان وحميدتي عن العقوبات:
إن عقوبات أمريكيا التي عاشها السودان طوال حكم البشير، لم ولا ولن تخيف الرجلين! وحتى أن يدرج السودان في القائمة السوداء وفي نادي الدول الراعية للإرهاب، فلقد عاشا هذا الواقع مدّة طويلة واستلهما كل قوتهما من قائدهما المسجون بكوبر، على حد قوله: “عقوبات أمريكا تحت جزمتي” … قولة العم البشير. وهما يتعاملان بنفس المبدأ، وحدث ولا حرج. ولقد عدت مصر والإمارات وإسرائيل الانقلابيين بالدعم، لكن في نهاية المطاف، لم تؤيد أي دولة صراحة هذا الانقلاب ولو بكلمة واحدة وبقى الكل مستر خلف الكواليس حتى حميدتي. على عكس انقلاب تونس، حيث جاء تأييد السعودية مثلًا بعد عشر دقائق فقط من إعلان الخبر. فهل حفر البرهان ومن يتخفى وراء الكواليس حفرتهما بنفسهما؟ فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيه. أليس كذلك؟
رجعت الحال في الأيام المنصرمة إلى أسوء ما كانت عليه: قطع البرهان النت من كل أنحاء السودان، ومنع المكالمات ووو، لكن لماذا، أخوفًا من أن يتسرب مدى طغيانهم وجرائمهم ضد الإنسانية إلى العالم الخارجي، وهما يحسبان كفرًا وبهتانًا أنهما سوف يُسكتان صوت الحق، والله متم نوره ولو كرّه الكافرون. للأسف لقد واصلت أجهزة قمع الإنقاذ في الأيام المنصرمة في مطاردة المواطنين حتى في عقر ديارهم وفي الأحياء وحتى في أماكن عملهم. لقد اعتقلوا الكثيرين، هزؤا، نكّلوا بهم، عذبوهم، وبين هذا وذاك واصلت بروباغندا البرهان بثّ سمها وأكاذيبها على الملأ، وطفقت شخصيات سمجة من وجوه الإنقاذ الكالحة تقذف مجددًا بالقول جزافًا وتبث الأكاذيب والأقاويل آملة في أن يعود الحال لما كان عليه، لكن هيهات. ونقول لهم إن الفرصة تطرق الباب مرّة واحدة، فهلموا إلى مزابل التاريخ والتأريخ، فهي تنظر على أحرّ من الجمر.
مشروع الكونجرس وخوف البرهان وحميدتي:
كما ذكرت آنفَا أن الرئيس بايدن قدم مشروع قرار أمام الكونجرس الأمريكي حتى يحس العسكر في السودان بضخامة فعلتهم النكراء عندما قاموا بالانقلاب، والقصد أن توقع عقوبة ضد الجيش وتتضمن هذه الخطوات تجميد كل الأرصدة التي يمتلكونها وتجفيف نشاطات شركاتهم خارجياً، والمعني هنا شركات الجيش (مجموعة شركات القوات المسلحة التي تبلغ حوالي ٣٥٠ شركة ولا تعمل كلها في مجال التصنيع الحربي، بل بها العديد من الشركات التي تعمل في مجالات مدنية – وذكر حمدوك في هذا الصدد أن ذلك غير مقبول) وأيضا العين تقع أيضا على شركات قوات الدعم السريع الغارقة في الثراء.
لقد ذكرت أعلاه أن عقوبات الدنيا كلها لم تحرك ساكنا في الرجلين. لكن أن يمسّ الأمر شركات الجيش والدعم السريع، وأن يصل الأمر إلى تجميد الأرصدة في كل أنحاء العالم، فهذا ما خافه ويخافه وسيخافه الرجلين. أن تجمد المصادر التي يستمدان منها قواهما. ولذلك انقلبت كل الموازين واستطاعت أمريكا أن تسترجع لجام المهرة الجامحة مرّة أخرى وترجع هؤلاء إلى خط الصفر مرّة أخرى وتقول لهم بأن ما حدث لإيران منذ سنوات سوف يطالهم أيضًا، فلن تحفل بهم الشركات العالمية وسوف تولي بنوك العالم التي كانت إلى هذه الفترة صديقة، ظهورها لهم، وسوف يحسون العزلة كما ينبغي، وسوف تكون في نهاية المطاف العاقبة الوخيمة هو الحكم في محكمة دنهاق.
واكتشف أخيرًا البرهان وحميدتي حجم الهوّة التي ساقا أنفسهما بمحض إرادتهما إليها والجدير بالذكر أنّه إلى الآن مشروع قرار ولم يتم البت في شأنه بعد. فما بالك إن تحوّل إلى قرار؟!
فلننتظر والرفعة والمجد لشعب السودان الأبيّ.
خاتمة:
أنا إبريل سِتَّتُها
بقلم: د. محمد بدوي مصطفى
(1)
أنا الثورة
أنا السودان
أنا إبريل سِتّتُها
أنا الفورة
وللإنقاذِ صفعَتُها
أنا أسدٌ هصورٌ إذا أغضبته ذَعَقَ
وسمُّ الأفعى إن صَعَقَ
أنا إيمان
أنا سودان
وهرم التاكا والبُركَان
وجبل البركل الطوفان
أنا بحري
أنا بُرِّي
أنا أمدرمان
أنا كسلا
أنا دارفور
أنا نمولي وبورتسودان


(2)
ثلاثين من الأعوام
وقوت القش بالأكوام
ثلاثين من الأعوام
بِحكمِ القادةِ الأقزام
سِنيّ الكذب والمَلَقِ
ورغم الجوعِ والقَلقِ
ثلاثين من الأعوام
سِنِيّ الرقصِ بالإسلام
سِنيّ العبثِ يا حكام
ببنصرِكم وبالإبهام
دون سؤالْ أو استفهام!
وأعيُنُنا … تشتاقُ للأرقِ
مجادفُنا … ترنو إلى الغرقِ
ولا نخشى سَما الغسقِ
فنار الثورة والثُّوَّار
لَهبٌ أحمرُ الشَّفَقِ
فيا كيزاننا الأقذار
لا نخشى مقاصلكم
لا نخشى مساجنكم
ولا نخشى معاقلكم
ولا من قَتلَةِ الشَنقِ
بغمدي سيفُ ترهاقا
وصرت اليوم عملاقا
سأفتح داري والبابَ
ففِي أبريلُ ستَّتُها
صريح القول حُجَّتُها
فصوت السلم مرفوعٌ
بنور الشعب إن صابَ


(3)
أنا الإنسان
ودونما مأوى
ظروف الحظ قد تقوى
غريبُ الدار في بلدي
وغريبٌ أنه الأقوى
سئمتُ العيش في بلدي
طرقتُ أسوارا وبلدانا … باحرا أهوى
وذقتُ حناظل الكَمَدِ
تشرّدتُ
تَغرّبتُ
تَبهدلتُ
أُصارعُ حاملا ولدى
وجوازاً أخضراً سَمِجِ
ينهروني … يَا فُلَان!
قِف هُنا … أرِنا السِنان
أرنا من حفنة الرَهَقِ
أمُدُّ يَديِ
أناولهم
قصاصات من الورقِ
يُبَلِّلُها شذى الأمواج
وبعض من نَدى العَرَقِ
لمّا رأوني
أوصدوا البيبان من دوني
ينادوني … ينَادُوني
أين جوازك الأزرق؟
ورمز بلادك الأعرق؟
لمَاذا أيّها الأحمق؟
أجادلهم … مطأطأ رأسي
لسان الحقّ قد أخفق
فهل أسأل؟!
أتقصدون جوازيَّ الأسبق!
أحادث جوفي الأعمق،
تَلَعثمتُ
تلكأتُ
فأدمعتُ …
راح … راح كل شيء … فلا أعبق!
وربِ الكون قد أشفق
وفجري بعدها أشرق


(4)
جِنَانُ النيل قد ذُبِحت
لِيبكِي أبيضٌ أزرق
وأحلامي التي سُرقت
غَدًا في فجرنا تُخلَق
وأقداري التي نُحِرت
بفجر زاهِرٍ تُرتق
٭٭٭٭
سَنَبرُكُ في شوارعنا
ونحرِن رغم أنفكُمُ
ونحصد في مزارعنا
وننسف كَيدَ غدركمُ


(5)
سَنُسِنُّ حَدَّ أسيُفِنَا
على بوابةِ القَمَرِ
ونُقِيم مَجدَ أُمَتِّنَا
لِنُلجِمَ رُدهَةَ القَدَرِ
وكَافُوري التي رقدت
محافلها وما مرقت
وقد نامت مآذنها
على دم الشُّهداءِ فِي القُبُرِ
نُسائِلُها …


(6)
لا تسألوني
في إبريل سِتَّتُها
فكرب البلد محنتها
لا تسألوني من أكون!
انَا السودان
أنا الثورة
أنا أبريل سِتّتُها
أنا الإنسان والبركان
أنا الفورة
على الأنجاس والعورة
أنا البركل
أنا الأفحل
ولا نخشى كتَائبكم
ولن ندخل معاقلكم
فقد كسدت بِضاعَتُكُم
مع الإفلاس والرِّدَّة
مع التحذير والحِدَّة
بقهر الناس بالشِّدَّة
بحُرمَة أشهر عِدَّة
فلا موت بلا عِدَّة
ولا طلق بِلا عِدَّة؟
ولا فجرٌ بلا عُدَّة


(7)
أنا مُلهَم
وفِي بلدي أنا مُفعم
سقاني النيل من ماءٍ
وَبَرَدَى بِحُسنِهِ أقسم
أنا الأوطان
أنا السودان
أنا الثورة
أنا إبريل سِتّتُها
أنا الإنسان والبركان
أنا الفورة
أنا الأعظم
فلا الإنقاذ لِي مَحرم
وإن أُعدَم
وَفِي مَروي لنا مَرسَم
صدى كرري بجنباتي فلن أُهزم
فيا شهداء أوطاني
أتَى يومٌ به يُفحَم
رئيسٌ اسمُهُ الأرقم
فما عُدنا كغانِيَة تضاجع دون أن تفهم
أنا السودان
أنا الإعصار
يثورُ بِيابِسٍ أفحَم
ويَهلِكُ دُون أن يَرحم
وَدُونَ للأقدار أن تَعلم
أنا السودان
أنا الهبباي
أنا بركان
أنا الطوفان إن عصف ولن يَعدَم


(8)
أنا جَنَى النيلين
أنا الأشرس
وأكره كلّ مِلَّتِكم
غدا السودان لُعبَتكُم
ثلاثين من الأعوام
بحوزتكم
وعَوسٌ من قَبِيلَتِكُم
ولحس الكوع قِبلتكُم
هَبُونا خُبزَ مِنَّتِكُم
وكُلّ جواري جَنَّتِكُم
وخمرا من مَعِيَّتِكُم
هَبونا شُهورَ مُهلتِكُم
فلن نخرس
ولن نخرس


(9)
فصار الوجع مسموعا
وابنُ الأمِّ موجوعا
سأقبعُ فوقَ محراثي
وأجعلُ رأسي مرفوعا


(10)
أنا السودان
سأهلكُ فِيكم الخوفَ
وأضرِمُ نارَكُم زُلفَا
أنا بُركَان
أنا أملٌ وقد ذُبِحَ
ودمِّي بالجوى سُفِحَ
أسطر فيه أطلسِنا
ومَجدٌ بالورى مُدِحَ
فخارطتي وإن بَهَتَتْ
وأوطاني وإن وَهَنَتْ
فيوم النصر قد صُحِفَ
لِمَجدِ واسعٍ فُسِحَ


(11)
أنا الثورة
أنا السودان
أنا أبريل سِتّتُها
أنا الفورة
شذاذ الأفُقِ والجِرذان
وللإنقاذِ صفعَتُها
٦/٤/٢٠١٩ الساعة الخامسة صباحا
Mohamed@badawi.de

التعليقات مغلقة.