إلى روح عبد الكريم الكابلين.. تشة وتدور Jump start

إلى روح عبد الكريم الكابلين.. تشة وتدور Jump start
عبدالكريم الكابلي
  • 08 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

تاج السر الملك

آخر ما تمنيته في هذه الليلة، أن تتعطل سيارتي، وأنا أتهيأ كعادة البني كجة وعلاقتهم بالزمن، المسماة (آخر الدقايق)، للحاق بحفل رأس السنة، حالماً بسحر أغنيات (كابلي)، تحملني عبر مضائق أحزان العام السابق ورصفائه، تحملني نحو أفق أرحب، أتصوره يرقد في أطواء العام المقبل، نحلم ولا ينفك الواحد منا يحلم، حتى يستغرقه الحلم، فيصحوعلى حقيقة أن الرقاص لا يزال القابض على زمام الأمور، وأن السيارة قد تعطلت مرة والى الابد. صفعني هواء الليلة البارد، كما ينبغي لمثله في هذا الفصل من السنة، الإستوائيون يمتنعون، والفقراء والمشردون، وقد يموتون من قهره، وبينهم فنانون، يحملون آمال الناس وتطلعاتهم، نحلم دون أن نكترث لوجودهم، ولا نسمع صيحاتهم الخافتة الحيية للنجدة، حتي يسمعنا الموت صوته الجهير.
آخر ما تمنيته، أن أقف وسط الأضواء الخافتة المتباعدة، في آخر ليلة من ليالي العام، وسيارتي (طبلة)، أو(حطبة)، لا تملك لنفسها ضراً أو نفعا، والمفتاح بداخلها طيلة النهار، نصف مدارة حتي نفد رحيق البطارية، فاكملت برودة الجومهمة محقها تماما، لم يكن ثمة أحد في الجوار تطلب عونه، وليس من اصدقاء من بني كجة يسطيعون دفع منيتي، فدعني ابادرها بما ملكت يدي، فجميعهم منشغلون بترتيبات احتفالاتهم بالسنة الجديدة، وعلى رأس المهام إيصال المكتحلين إلى بيوتهم سالمين، وفي ذلك (أجر)، وآخر ما يودون فعله من عمل الخير، أن تجبرهم الصلات الطيبة على فعل (الدفرة)، وقد يقرعونك بقولهم (التاج انت لهسي سايق قفص الجداد ده؟)،.
تسارعت خطوات رعبي وحيرتي، وكاد القنوط يمسك بتلابيب تفكيري الغير منضبط أصلا، حتي تذكرت فجأة، بأنني أدفع لشركة التأمين كل شهر، مبلغاً لمجابهة مثل هذه الحالات، تحت بند مسمى (أخطار الطريق)، قلت هاقد آن الاوان لتفعيله، هانذا قد حفظت لوجهي ماءه، بحر مالي، إتصلت بالرقم المجاني، من جوالي الذي بدت علامات وهن القوة عليه، فأجابتني الفتاة فهدأ روعي، وتأكدت حسب المكتوب أمامها من قواعد حسن معاملة الزبائن، أنني في مكان آمن، فأجبتها بأجل، دقيقة صمت، عادت بعدها تؤكد لي أن النجدة في الطريق، في أقل من نصف ساعة، وهي بالارقام في العصر الرقمي، ثلاثون دقيقة، لا نبض ولا كوارتز، بل اقمار صناعية تضبط بالهرتز والفراكشنات من قرن لآخر، هتفت لنفسي لحنا من الإعجاب بفطنة الراسمالية.
مضى الزمن سريعا، وأنا منشغل بملح (الفايبر)، شكوت لكل أصدقائي في كل اقطار العالم، و طمانت من أصر على إبداء قلق، متعشي وشارب شاي ومعاي بطانية وانني لن اسمح للبرد أن يفتك بي، بدت سيارة النجدة تنهب الارض نهبا، وعلى سقفها فلاش اصفر، يبق ويبق، وعلى جانبيها عبارة مكتوبة تقول بكل جدية، مؤسسة نجدة وإنقاذ السيارات، قلت هاقد جاء الفرج، ولن يقدر أحد على بيع خيامه القطرية في سوق الله اكبر، توقفت السيارة المنقذة، على بعد أمتار مني، وفي داخلها رأيت العملاق اليانكي، وعلى راسه خوذة، في مقدمتها مصباح مضئ مثل الذي يستخدم في دخول الانفاق، والملاجئ، والمخابئ،، المحافر والمناجم، و مجاري معمر وحفرة صدام. لم يكلف العميل نفسه إرخاء زجاج نافذته، فهاتفني من داخل حجرة القيادة، فقلت أنه التحقق من الشخصية، وهذا تقليد معلوم في هذه البلاد، إن لم يكن لك رقم، فأنت هامش وإبن هامش، إبن عبد الحكم، فالعالم ملئ بالحمقي وناسفي الاحزمة، والارهابيين والثائرين دون قصد، كان صوت الرجل مدرباً، مثله مثل مذيعي الأنباء الهامة والعاجلة، من مكانه أشار على بصوت آمر
أفتح الكبوت
هرولت ركضاً، ثم تنبهت لفعلي، فقلت بسم الله نحن البني كجة يسهل هرشنا، هي سيارتي، وهو عامل ليس الا،ولكنني رغما عن ذلك انصعت للاوامر بسبب من عقدة بيانات مواطنينا الشرفاء الأحرار، إن قواتكم المسلحة ..بلا بلا بلا، فتح الرجل باب سيارته، بعد أن تأكد أن القنبلة لم تنفجر، فرايت (هلك هوغان) لأول مرة في حياتي، تمنيت لو أن أطفالي معي حتى يصدقو روايتي، البوت ذو العنق الطويل، والدرع الواقي من إحتمالات نشوب الحرب النووية بغتة، وقبل أن يحط بقدمة الأخري على اسفلت الطريق، تعالى صوت الراديو الذي يحمله .. تقدم يا جون.. أعمل ساتر، اسلولي
فاجابهم .. كلير، الجدي في معية البغبغان ..حول.
ثم وبسرعة أمنجي سألني، ماهي الاربعة أرقام الأخيرة في بطاقة ضمانك الاجتماعي؟، صحت بالارقام كطفل الخلوة في موقف قل يا ايها الكافرون، تجمد الدم في عروقي، تلجلجت وصحت بصوت النور الجيلاني دون مندلين (خمسة سته اربعة اتنين.. سيدي)، أضاء شعاع أخضر في معصمه، قرب شفتيه نحو موقع الضوء وهمس، مثله مثل أي ضابط عظيم في حميا عملية عاصفة الصحراء، او عملية الثعلب المكار وحليمة بائعة اللبن، سمعته يقول، العشب في القندول زي العجب، فعلمت بنجاتي، بهرني الضوء المثبت في اعلى الخوذة، هممت بالفرار، إلا أن رعد صوت الرجل، قضى على آخر (مروة) في ساقي، فشعرت بأعراض البوليو، وعاودتني نقمة التبول اللا ارادي، هممت أن أقول للرجل (ياخي شكر الله سعيكم، مش الكابلي ده، خليتو، أنا زاتي بحب فرفور، بكتفي باليوتيوب)، وكأنني بالرجل يحدجني بنظرة بها شرر وضرر (قلت فرفور؟)، وازدادت نبرات صوته حدة (فرفور البغني للبشير؟ الواحد ده؟)، علمت للحظة أي منقلب إنقلبت، فقلت له، مثلما نقول نحن في السودان دائماً لإصلاح الشتارة (ياخي انا بهظر ساي)، وقد تنقذك هذه العبارة الحكيمة من الرجل بعد أن تكون قد سببت اباه وأمه في برنامج واحد. علمت حينها أن العميل متابع، فلعنت اليويتيوب وخفة خشمه، فقلت عفوا عنيت السر قدور يا سيدي، حينما تتملكه لحظة من السحر فيغني، فنغمر نحن ونصاب بالجلطة الدماغية، وأهرفت فيما أهرفت، فقلت (تصدق ياجون، البشير زاتو ماعارف نفسو عسكري ولا جبهجي، ولا عارف يسير يسير على وين، تصدق ده الزول الوحيد في العالم، الما معروف منحني تطورو ولا تخلفو ماشي على وين).
أنتهرني (جون) رجل المهام العسيرة، وصاح من موقعه وراء الكبوت.. أنقر، فنقرت، انتزع ماكينته الصفراء الأعجوبة النقارة، وأفادني علما بان اترك السيارة (مدورة) لمدة نصف ساعة، تحسب بالرقم، ثلاثون دقيقة، فقلت له عجبا، فالساقية في السودان لسة مدورة! لم يتح لي الرجل فرصة (أونسه) فيها، كما يحلو لنا في السودان، تونيس الفعال، لم يتح لي أن اقدم له كباية ليمون حتى، بل أنه صاح في وجهي مرة أخرى .. رقم تعريف السيارة، أجبته يائساً، وكيف لي أن أحفظ اكثر من عشرين رقما في عقلي؟، قفز بنشاط، وسلط ضوء كشافه في الركن الأيمن تحت زجاج السيارة الامامي، وأظن انني سمعته يقول، هنا يا غبي، فقلت لنفسي فرحاً(على الأقل عبرني)، عكف على نقل الرقم في ورقته الرسمية، الآن يجب أن توقع على استمارة إكمال المهمة، وقعت ومهرتها بالحروف الاول لاسمي الاول والاخير، الصفحتين الاوائل مكتوب عليهما عقد قانوني، يحتاج إلى ثلاثة أيام بلياليها لقراءته، واسبوعين كاملين لفهمه، وأمامي نصف ساعة، تفصل بيني وبين حديث (المراية) وفي عز الليل، ساعة النجمة ترتاح على هدب الدغش… نصف ساعة تمكنني من الهرب، إلى من كنته وأكونه، إلى السودان بشموسه وأقماره، نمه وهمه، أظلامه أحلامه، هواجسه وظنونه، حواريه وتقاويه، مطره ورعده، تقلباته وتطلعاته، أناشيده التي لم تصدق نبوءاتها بعد، حريقه وبريقه، سواقيه وقوافيه، حنه وتحنانه ويده المعروقة الخشنة يصفعك بها حين (تقل الادب).
أنتهينا والسيارة تئز بالحيوية، صاح جون في الراديو.. نجحت المهمة، إنتصب معتدلاً، وحيينا معاً العلم، وقرأنا الفاتحة على شهداء حرب فيتنام، وكوريا ونورماندي وعاصفة الصحراء، و(ويندوز فيستا)، قبل أن ينصرف، شهدت بعني ذوبان شخصية (هلك هوغان)، وكيف (تمرفنت) من داخلها شخصية عامل بسيط محدود الامكانات، يناضل في الظلمة والقر، أملاً في الحفاظ على وظيفته البائسة، نظرني في عطف متملق، وكانما عيونه تستجديني (مافي بقشيش؟)، فأجبته بعيون اشد حنواً (هي كلها تلاتين دولار، أديك منها ما بقدر اشتري التذكرة، أشوف الكابلي احسن، وانشاء الله السنة الجاية كان ربنا حيانا، عقبال Jump start السودان.
سكت الراديو وانطفأت مصابيح الخوذة.

أفتح الكبوت

أنتهينا والسيارة تئز بالحيوية، صاح جون في الراديو.. نجحت المهمة، إنتصب معتدلاً، وحيينا معاً العلم، وقرأنا الفاتحة على شهداء حرب فيتنام، وكوريا ونورماندي وعاصفة الصحراء، و(ويندوز فيستا)، قبل أن ينصرف، شهدت بعني ذوبان شخصية (هلك هوغان)، وكيف (تمرفنت) من داخلها شخصية عامل بسيط محدود الامكانات، يناضل في الظلمة والقر، أملاً في الحفاظ على وظيفته البائسة، نظرني في عطف متملق، وكانما عيونه تستجديني (مافي بقشيش؟)، فأجبته بعيون اشد حنواً (هي كلها تلاتين دولار، أديك منها ما بقدر اشتري التذكرة، أشوف الكابلي احسن، وانشاء الله السنة الجاية كان ربنا حيانا، عقبال Jump start السودان.
سكت الراديو وانطفأت مصابيح الخوذة. بالسباب والشتائم و الكراهية ، نحن في قيادة المسار آثرنا علي انفسنا الصمت طيلة الفترة الماضية وتعاهدنا علي ان لا ننجر الي الدرك الاسفل من المساجلات وان نقدم خطابا تصالحيا يعزز من فرص درء الفتنة و يفتح افاقا للحوار الوطني المسؤول مع الرافضين للمسار ولكن الان بعد ان طفح الكيل وبلغ السيل الزبى لزم علينا الرد و توضيح التالي. :-

أولاً : نحن الموقعين علي إتفاق مسار الشرق ضمن إتفاق جوبا لسلام السودان مع حكومة السودان وهو عقد بشهود وضامنين دوليين نرفض المساس به و نطلب من الحكومة الالتزام بتنفيذه فورًا.

ثانياً : نجدد عدم اعترافنا بما يسمي مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة و ناكد بأنه كيان يعمل بتوجيهات وتعليمات النظام البائد لزعزعة الاستقرار في شرق السودان.

ثالثاً : التصعيد الغير مبرر الذي أنتهجه بيان المجلس المذكور اعلاه الهدف الرئيسي منه هو قفل الباب امام اى حل و وفاق و إفشال عمل لجنة المجلس السيادي لحل الازمة وذلك تنفيذا لتوجيهات قيادات النظام البائد .

رابعاً : نحذر من ان الصراع في شرق السودان يتم توجيهه الان لكي يكون صراع حول المواطنة وذلك بخطاب شعبوي بغيض يقسم شعب شرق السودان الي مواطنيين من الدرجة الاولى والي اجانب ولاجئين وهذة مقدمات الحرب الاهلية .

خامساً: نعلن تعاوننا غير المحدود مع لجنة المجلس السيادي التي يترأسها النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو للوصول الي حل عادل و منصف يرضي الجميع.

سادساً: نشيد ونشكر كل نظار وعمد و مكوك وسلاطين وامراء الادارة الاهلية بشرق السودان الذين قدموا كل الدعم لمسار شرق السودان ووقفوا معه حفاظًا علي مكتسباته .

سابعاً: نتقدم باعتذارنا الي رفاقنا قادة الجبهة الثوريه لما لحقهم من اذى من عبارات غير لائقة بحقهم حملها بيان المجلس المذكور اعلاه الذي لا يعرف قدر الرجال .

ثامناً : ندعوا كل شعب شرق السودان للوقوف بحزم ضد خطاب العنصرية والكراهية الذي يملاء به منسوبي المجلس المذكور اعلاه سماء الفضائيات صباح مساء .

تاسعاً: نؤكد بان إتفاق مسار الشرق غير قابل للتنازل او المساومة وسوف ندافع عنه بكل الوسائل .

عاشراً : نشيد بموقف اصحاب المصلحة في مدينة بورتسودان لرفضهم القاطع لعمليات قفل الموانئ وقطع الطرق وهي بكل تاكيد اعمال عدائية لكل الشعب السوداني وهي احد ادوات النظام البائد لإجهاض الثورة .

احد عشر: نتأسف لحال الحكومة التي اصبحت رهينة لعمليات الابتزاز الرخيص بتلقيها الاذونات المشروطة للسماح لها بعمل مؤسساتها الحيوية من قبل فئة غير مسؤولة تعبث بمقدرات البلاد.

هذا مالزم توضيحه

خالد شاويش
مشرف مسار الشرق
اسامة سعيد
رئيس وفد التفاوض لمسار الشرق
الخرطوم الخامس من ديسمبر ٢٠٢١

التعليقات مغلقة.