“التحرير” تنشر تقريراً عن ” معاش وأمن المواطن” (2)

بوادر فشل الموسم الزراعي و”الأمة” يدعو لتحفيز المزارعين ووقف تصدير الذرة

بوادر فشل الموسم الزراعي و”الأمة” يدعو لتحفيز المزارعين ووقف تصدير الذرة
مزارع ومعاناة
  • 01 سبتمبر 2017
  • لا توجد تعليقات

أمدرمان – التحرير:

ركز تقرير سياسي أصدره حزب الأمة القومي (30 أغسطس) على الموسم الزر اعي الحالي، وكشف بوادر فشله، في ضوء عدد من الأسباب، أهمها فشل السياسات والإدارة.

ودعا “الأمة “الحكومة السودانية إلى اتخاذ عدد من الخطوات، في صدارتها شراء الذرة من المزارعين بسعر  400 جنية للجوال، لتحفيز المزارعين علي الزراعة، وعدم تصدير الذرة، وتجميد مديونية المزارعين وتمويلهم بهدف اللحاق بالموسم.
وجاء في التقرير أن  هناك عوامل عديدة متداخلة تحدد نجاح الموسم الزراعي من فشله وتنقسم الي قسمين،
عوامل بفعل الانسان وتشمل السياسات والإدارة،عوامل بفعل الطبيعة وتشمل الامطار وتوزيعها.
وأوضح التقرير أنه لتقييم الموقف الزراعي قام خبراء زراعيون من حزب الأمة القومي، بزيارات ميدانية لعدد من مناطق الزراعة المطرية خلال يوليو لتقييم المرحلة الأولي من الموسم الزراعي، و أجروا دراسة استطلاعية لبعض المزارعين لمعرفة رؤيتهم للموسم وتوصلوا إلى عدد من النتائج.

وفي شأن “عامل السياسات والإدارة” قال  التقرير إن الخبراء لاحظوا،  في شأن السياسات والإدارة، أن هناك تأخيراً في التحضير والزراعة من عدد من المزارعين وأفادوا أن من أسباب التأخير هو ضعف المقدرات المالية، التي أدت لفشلهم في تسويق محاصيلهم، خاصة الذرة لانخفاض السعر، وارتفاع كُلفة الإنتاج، وأكد التقرير أن الحكومة لم تستجب لطلبهم المقدم منذ بداية الحصاد برفع سعر “التركيز” الي 400  جنية لسعر جوال الذرة، لمقابلة كُلفة جوال الذرة العالية التي وصلت أكثر من 300 جنية للجوال ليحقق ربحًا مناسباً، يشجعهم على اللحاق بالموسم، كما  لم تستجب لطلبهم إلا أخيراً.

وأضاف “المؤسف أن سعر “التركيز” المصدق 280 جنية لجوال الذرة بدلاً عن 400 جنية، كما طلب المزارعون وهذا السعر لم يحفز المزارعين على الاقدام علي الزراعة.
وأوضح التقرير أن البنك الزراعي يرفض تمويل المزارعين، لأنهم معسرون، ولم يسددوا مديونية البنك الزراعي وهذا مؤشر أيضاً لفشل الموسم الزراعي.
وقال التقرير إن عدم توفير المدخلات، وتعطيل وصولها الي ميناء بورتسودان، بسبب تعطل “الكرينات” ووسائل النقل وتعقيد إجراءات التخليص أضر بالشركات الموردة وسينعكس ذلك في تأخير الزراعة وفشل الموسم.
وأشار إلى أن تأخير الزراعة حتي نهاية يوليو مع قلة الامطار في كثير من مناطق الانتاج أضر بمحصول السمسم والفول السوداني وخرجت مساحات كبيرة من دائرة الانتاج، ما يؤثر علي ارتفاع أسعار الزيوت والاعلاف المركزة والتي بدأت بالفعل في الارتفاع.
وعن تأثير عامل الطبيعة (الامطار وتوزيعها) وأثرها علي الموسم الزراعي  جاء في التقرير أنه
بالرجوع الي تقارير هيئة الارصاد الجوية عن موقف الامطار لشهري يونيو/ يوليو من هذا الموسم فإنها  تشير كما جاء بجداول الامطار إلى أن معدلات الأمطار العالية نسبياً تركزت في المناطق الجنوبية في معظم الولايات (جنوب دارفور، جنوب كردفان، جنوب النيل الازرق، جنوب القضارف) وهي تشكل تقريباً 40% من جملة مساحة الذرة بمناطق الانتاج وتوضح تقارير الامطار أن معظم مناطق وسط وشمال مناطق الزراعة المطرية دون الوسط أي أقل من 300 مليمتر.
وأضاف أنه معروف من نتائج البحث الزراعي، ومن خبرة المزارعين أن زيادة الأمطار وشحها في شهر يوليو هو المحدد الأساس لنجاح أو فشل الموسم الزراعي، ويقول المزارعون إن أمطار “الضراع” (شهر يوليو) إن نجحت نجح الموسم، وإن فشلت فشل الموسم.

ويرى التقرير أنه من تحليل جداول الامطار فأن أمطار يوليو دون الوسط، وهذا مهدد بفشل الموسم، ونأمل أن يتحسن الحال في شهر أغسطس لتحصل البلاد علي محصول وسط لأن هناك مساحات كبيرة تأخرت زراعتها. كما تجدر الاشارة  إلى أن شح الأمطار في مناطق الرعي يهدد بالمحل (فقر المراعي وشح المياه) وهذا مهدد كبير للثروة الحيوانية، من حيث المنتج والعرض وأسعار الصادر وأسعار اللحوم المحلية.
وعن الزراعة المروية: يشير التقرير إلى  أن تصريحات العديد من المزارعين في الصحف و تحليل بعض الصحافيين في أعمدتهم وصفحات الزراعة توضح أن موقف الموسم الزراعي في المشاريع المروية ليس بأحسن حالاً من القطاع المطري وذلك لأسباب عديدة يتلخص أهمها في
تأخير في التحضير والزراعة بسبب تأخير تطيهر الترع وصيانتها في عدد من الأقسام، وهذا مهدد كبير للزراعة بالعطش، بالإضافة الى أن  تأخير زراعة المحاصيل في العروة الصيفية ستؤدي الي تنافس محاصيل العروة الشتوية (القمح) في حصتها من المياه وهذا سيؤدي إلى  تدني إنتاج وإنتاجية محاصيل العروتين بالمشاريع المروية.
كما لفت التقرير إلى تأخير وصول المدخلات وتأخير ترحيلها من ميناء بورتسودان حتي الان وخاصة السماد، وقال إن  هذا يؤدي لفشل إنتاج المحاصيل، وخاصة القطن الذي تقلصت مساحته من 450 الف فدان الي 100 الف فدان فقط في مشروع الجزيرة.
و خلص التقرير في هذا الشأن إلى تأكيد أن كل هذه العوامل مجتمعة، التي تطرقنا لذكرها، تؤكد  خطأ السياسات وفشل الإدارة، كما  أن أمطار الموسم غير مبشرة حتي تاريخه، وأن هذه  كلها مؤشرات  حول فشل الموسم، ومن هذا المنطلق ينبه حزب الأمة القومي الجهات المسؤولة إلى أهمية  اتخاذ عدد من الخطوات، تحوطاً لدرء أي أثار سالبة تؤثر عل الموسم الزراعي.
ودعا” الأمة” في هذا السياق الحكومة إلى شراء الذرة من المزارعين بسعر “التركيز” 400 جنية للجوال، لتحفيز المزارعين علي الزراعة، وعدم تصدير الذرة لبوادر فشل الموسم، وتوفير اعتماد للبنك الزراعي لشراء صوامع جاهزة (Bins) بصورة عاجلة، وصيانة المخازن الحالية وتبخيرها لمكافحة أفات المخازن، وتجميد مديونية المزارعين وتمويلهم بهدف اللحاق بالموسم.

التعليقات مغلقة.