فاطمة شالي .. من كثب

فاطمة شالي .. من كثب
  • 10 فبراير 2022
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

عقد عليها خالنا عثمان محمد نور الشهير بعثمان أمين على جده وهي غضة فسافر بها إليه والدته وخاله ابوبكر عثمان.
سكنت معه في السويس على البحر الأحمر في حي منشأة نفطية ورغم خلفيتها الريفية فإنها استوعبت النقلة سريعا فصارت مثالا يحتذى حتى إنها نالت جائزة البيت المثالي مرات عدة لمستوى النظافة والترتيب والتنسيق بشهادة عمينا عثمان فقير وعوض محمدين.

عادت واستقرت في البلد بعد فترة فيما يأتيها زوجها من وقت لٱخر بحكم عمله بمصر والسعودية ثم استقراره بأرض الكنانة وزواجه منها.

اضطلعت بتربية بناتها ال 4 وحدها وأحسنت الصنيع تنشئة وتعليما وتزويجا.

حين ارتبطت بكبرى بناتها كنت أحترم فيها المسؤولية التي تحملتها وعكفت عليها بصبر وهي عمتي رحما فجدة والدي ليبة شقيقة جدها همت وزوجها عثمان خالي أيضا رحما.

بهذه الصلة الأسرية الكثيفة ٱليت على نفسي أن اؤدي دور ابنها لا مجرد صهر وقد كان.

على مر السنين وكر الأيام كانت فاطمة شيخ علي صبر المعروفة بفاطمة شالي سليلة الشيوخ والعمد وملوك المحس ملكة حقا فقد ظلت نظيفة في ملبسها وبيتها وبناتها أنيقة ظريفة كريمة وقد اصطفاها الله أن تسكن قصاد مستشفى دلقو أب مستشفيات الشمال على شريط النيل فكانت دارها مفتوحة لكل الطارقين ليل نهار فكانت المرحبة بالابتسام والترحاب مثل شقيقتها ست الناس الأقرب للمستشفى زوجة الوجيه محمد أبوعلي سادن المستشفى المعروف.
لم يتوقف دورها عند تأهيل بناتها بل امتدت رعايتها لاحتضان حفدتها بحنو.

على امتداد العمر ورغم تعاملها معي ابنا وكنت أكثر أصهارها إقامة معها إلا أنها حرصت على تقاليدها النوبية المكينة فهي تسرع لطرحتها إن دخلت ولم يحدث أن شاركتني طعاما قط رغم شخصيتي المتبسطة.

حين دهمها الكبر سكنت معنا بالخرطوم ومع أخي صديق عمري الأستاذ محمد عبد الرحيم فرح فنعمنا بروحها الطيبة وكلامها القليل ووجودها وسطنا كشجرة صندل تضوع بعطرها أرجاء الزمان والمكان.

حين دهمها مرضها الأخير تابعنا علاجها وقد بدا السكري مرتفعا ونحن نعد العدة للسفر خلال أيام إلا أن المنية أبت إلا أن تحسم رجاءنا بنظرة الوداع.

وداعا والدتنا العزيزة فاطمة والله نسأل أن يكرم مستقرها ومقامها في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية.

أنور محمدين
سياتل

الوسوم أنور-محمدين

التعليقات مغلقة.