الأم عيد

الأم عيد
  • 21 مارس 2022
  • تعليقان

آسيا المدني

الحمدلله الذي أوصى بالوالدين إحسانا في آيات عديدات من القرآن الكريم وخاصة الأم لعظم شأنهما ولعو مكانتهما . والحمدلله الذي جعل الوصال بيننا وبينهم ممكنا في الدنيا او في عالم البرزخ فعلينا بالدعاء والإحسان لهما أحياء وامواتا.

وللأم في لكل ثانية من العمر ذكرى طيبه في خلدنا فالأم عيد
ربما يعتقد القارئ بأن هنالك خطأ في عنوان هذا المقال، فالسائد أن اليوم هو عيد الأم والذي يصادف الحادي والعشرين من مارس من كل عام، ولكن اطمئن القارئ العزيز بأن العنوان صحيح وليس به لبس، فالذي يعيش في كنف امه هو في عيد دائم ومستمر لا يتوقف او ينحصر في يوم معين، فالأم هي من يعطي للأيام عيدها، وليس العكس كما نظن.

إن الحديث عن دور الأم حديث لا يمكن أن يستوعبه مقال قصير كهذا، ولا حتى مجلدات العالم تستطيع أن تفعل ذلك، لماذا؟ لأنك باختصار أمام شخصية تعطي ولا تنتظر المقابل، تحب ولا تنتظر منك ذلك، كل شيء تقدمه بحب وإخلاص وصدق، فمهما قام أي شخص بذلك من أجلك غير أمك فإن احد أركان ذلك العطاء سيكون ناقصا، لأنه لن يستطيع أن يستشعر ذلك الجانب العاطفي الذي تمتلكه الأم، ولذلك يصعب أن تجد أما تكره ابنها أو ابنتها مهما اذنبوا في حقها، فتظل تحاول أن توجد الأعذار لهم ولو تكررت، كل ذلك نعبر به بكلمتين هو قلب الأم.

إن اهتمام العالم الغربي بإيجاد يوم للأم في كل عام هو في الواقع ناتج من حالة الجحود والنكران التي تعيشها تلك المجتمعات الغربية في هذا المجال، فلا دور للام إذا ما تحدثنا عن الجانب العاطفي الذي انعكس بدوره على الأبناء فلم يعودوا يشعروا بأهمية دور الأم في حياتهم، ولذلك غصت مراكز إيواء العجزة والمسنين بالكثير من الآباء والأمهات الذين لا يجدون أي رعاية وأي اهتمام من أبنائهم، وربما في اعتقادي الشخصي أن ذلك ناتج أيضا من نمط التربية السائد في تلك المجتمعات، فالابن والابنة منذ أن يصل لمرحلة النضج فإن عليه أن يعتمد على نفسه في كل شيء، وبالتالي يتخلى الأبوان عنه من أجل أن يزرعا فيه قيمة الاعتماد على النفس، ورغم أهمية هذه القيمة فأنها في الأساس تركز على الجانب المادي وتهمل الجانب الروحي الذي يعد الأصل في العلاقات الأسرية.

وإذا ما نظرنا في المقابل لمجتمعاتنا العربية، فإننا ولحد الآن ما زلنا نعيش في ظل أسلوب تربوي يتناسب مع قيمنا الإسلامية التي تحث على احترام الأبوين وحبهما، وربما يكون منشأ هذا الحب أيضا هو اهتمام الأبوين منذ الصغر وحتى الممات بأبنائهم، واعتبارهم أطفالا من الناحية الوجدانية في تعاملهم معهم، فانعكس ذلك إيجابيا على العلاقات الأسرية بصورة عامة، فالحقوق والواجبات أصبحت متوازنة، فما تعطيه اليوم ستحصده مستقبلا، ورغم وجود حالات مخالفة لهذا التوجه إلا انها تظل في مستوى الشذوذ المتعارف عليه.
إن الحديث عن الأم هو حديث عن الحب، عن العطاء، فليحافظ كل منا على جذوة الحب والعطاء ما دام يمتلكها، ولنحاول أن تكتم حديثك إذا كان الغياب سيد الموقف، فلا يجوز في عرف المحبين الحديث عن الحب في غياب الحبيب.

التحيه لكل ام أنجبت او ربت
التحية للأمهات المناضلات المكافحات القويات اللائي يتحدين الصعاب ويعملن في ثقة وثبات من أجل اسرهن ولا يلتفتن إلى سلبيات الآخر. فامهاتنا هن أعيادنا

آسيا المدني
مسقط
سلطنة عمان
٢٠ مارس ٢٠٢٢

الوسوم آسيا-المدني-

ردان على “الأم عيد”

  1. يقول شيخ الدين مجمد نور علي:

    0الام هي النبع الصافي الذي نرتشف منه المحبة والتكاتف الاسري تاسيسا لمجتمع تسوده المحبة والاخاء وصولا لبيئة متجانسة وقد الاديان علي تبجيلها .والام اامتعلمة ترفد المجتمع بنتاج سوي ينهض بالامة .
    تشكر الاستاذة الاديبة المعلمة مربية الاجيال علي تجلياتها الدائمة

  2. يقول محمد محمود الضاوى:

    الشكر و التقدير لك الكاتبة القديرة على هذا المقال الجميل ” الأم عيد “..و أيضا نحيك كأم عظيمة.. و الأم مهما كتبنا عنها أو قلنا عنها او فيها لا نستطيع ان نوفيها حقها..كيف لا وضع الإسلام الجنة تحت أقدام الأمهات.. هذا تكريم عظيم
    اللهم اجعلنا بارين بوالدينا و لا سيما امهاتنا