اكبر خطر يهدد الثورة

اكبر خطر يهدد الثورة
  • 08 أبريل 2022
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

رسائل الجماهير التي وجهتها بالأمس في ملحمة ٦ أبريل واضحة ولا تحتاج إلى (فهامة):
قيادة القوات المسلحة لن تستطيع ان تحكم هذا الشعب غصبا عنه ..
مليشيا الدعم السريع لن تستطيع أن تحكم هذا الشعب بالارهاب والاذلال ..
الحركات المسلحة واحزاب اعتصام الموز لن تستطيع ان تحكم هذا الشعب الجبار.

هذه الرسائل تحمل في مضمونها إيمانا عميقا بالدولة المدنية ورفضا صريحا لعسكرة الدولة، ولطغيان الدولة، وللحكم الباطش المعتمد على ارهاب الناس بالسلاح.

الشعب السوداني الاعزل يقف وحيدا في مواجهة الترسانة العسكرية لقادة الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة، لا يملك سوى إيمانه بقضيته وقناعاته التي لا تتزحزح بأنه منتصر ولو بعد حين،وسينتصر لا محالة كما انتصر من قبل

تطاول أمد الثورة والتعذيب والقتل والنهب والسلب والاذلال الذي تمارسه مليشيات الانقلاب العسكرية، مع تطاول أمد المظاهرات، جعل البعض يفقد إيمانه بالسلمية ويتحدث عن حتمية الانزلاق إلى حمل السلاح ودخول البلاد في حرب أهلية، وهذا اكبر خطر يهدد الثورة في الوقت الحالي.

اذا اوجع هؤلاء ارتقاء شهيد او عشرة في مليونية اسبوعية فان إنزلاق البلاد لحرب أهلية سوف يجعلهم يواجهون سقوط الاف القتلى في ظرف ايام فقط ، فايهما اكثر إيلاما؟!

المليشيات والعسكر يستخدمون اسلوب إذلال الشعب من أجل دفعه إلى حمل السلاح، يدفعونه الى التخلي عن السلمية، والانحياز إلى العنف، يجرون الشعب من نقطة قوته إلى ساحة قوتهم، فهل سيقع الشعب في شراكهم؟!!

من يؤمن بالعنف حلا للمشاكل السياسية في بلادنا، فان الحركات المسلحة هي مثله الأعلى.

مازالت هناك حركتان تحملان السلاح كوسيلة لحل الازمة السودانية، من أراد حمل السلاح لمواجهة الانقلاب الأفضل له ان يلتحق بهذه الحركات، مع العلم أنهما حملا هذا السلاح منذ أمد بعيد ولم يحققوا مكاسب تذكر، بينما بالسلمية اطاح الشعب السوداني بالبشير وجاء بحركات جوبا المسلحة لمقاعد السلطة.

السلمية هي اقوى أسلحة الشعوب، وهي سلاح الشعب السوداني الحاسم المجرب، الذي انتصر به في أكتوبر ١٩٦٤ وفي أبريل ١٩٨٥ وفي أبريل ٢٠١٩، هذا بجانب ان السلمية قوتها في انها تجعل جميع فئات الشعب تشارك في أنشتطها كالمرأة والطفل وكبير السن والخ، فهل يشارك هؤلاء في الحروب؟!!!

مجرد التفكير والعصف الذهني ومحاولة صرف تفكير الجماهير نحو ان الحلول لازمة الانقلاب قد تتضمن حمل السلاح وانزلاق البلاد لحرب أهلية، هو هزيمة للثورة والياتها، وتقدير وتبجيل لاليات الحركات المسلحة الفاشلة.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.