أعيدوا للهلال هيبته

أعيدوا للهلال هيبته
  • 23 أبريل 2022
  • لا توجد تعليقات

كمال الهِدَي

. لا أميل نحو تناول الصراعات بين الإداريين لأن رأيي الثابت هو أن ما يزيدها إشتعالاً هو الإعلام المُحرض.

. وقد ظللت أتفرج وأتابع ما يُكتب ويُقال عن العراك والاشتباك بالإيدي بين عضوي لجنة التسيير الهلالية الطاهر يونس والفاضل التوم دون أن أقول شيئاً في حادثة لم نتوقع مثلها.

. لكن ما دعاني للكتابة حولها هو ما بدا لي بأن أصداء الحادثة لن تنتهي قريباً، لأن هناك من يتلذذون بصب الزيت على النار دائماً.

. كلما أقرأ هجوماً لزميل على أحد طرفي النزاع أقول لنفسي كيف سيكتب هذا الزميل لو انقلبت الصورة وصار المجنى عليه جانياً والجاني مجنىً عليه.

. هل سنقرأ نفس العبارات!

. لا أظن، لأن مشكلتنا دائماً تتمثل في البعد عن الموضوعية متى ما تعلق الأمر بمن نحب أو نكره.

. على المستوى الشخصي لا أعرف الطرفين معرفة شخصية، لكنني تواصلت هاتفياً لعدد من المرات مع الطاهر يونس وبدا لي رجلاً محترماً ومتفهماً لدوره وحدوده.

. لكن هل يمكن أن يدفعني ذلك للدفاع عن موقفه في هذه الحادثة لكوني تواصلت معه ولكونه الطرف المُجنى عليه حسب الرواية التي رشحت!!

. بالطبع لا.

. فطالما أننا لم نحضر الحادثة لا يحق لنا ولا يجوز أن ننحاز لطرف ضد الآخر مهما رشح في الإعلام.

. الحادثة برمتها مرفوضة تماماً وغير مقبول من إداريين في نادٍ بحجم الهلال أن يحاولوا حل الخلافات لا بالاستفزازات ولا بالإعتداءات الجسدية.

. من يحق لهم أن يفتوا حول من كان مخطئاً ومن كان أقل خطأً هم بقية أعضاء اللجنة الحضور.

. لكن لأن حياتنا كلها مجاملات وطبطبة وجوديات، لم تفصح اللجنة عن شيء مما جرى.

. ومثل هذا الصمت يفتح المجال لإزدياد اشتعال النيران ويمنح أصحاب الأجندة الفرصة (لشعللتها).

. ولأن أنديتنا لا تحتكم لنظم ولوائح واضحة لم تجد اللجنة سوى خيار تعليق عضوية (المُتعاركِين)، ليتقدم أحدهما بإستقالته، فيما تشير التكهنات لعزم الثاني على الاستقالة أيضاً.

. ولو كنا نحتكم للنظام واللوائح لما أكثر البعض من التنظير ولا سعوا لتبرير فعل الفاضل التوم ونسبوه لغيرته على الهلال، أو تحدث البعض عن استفزاز لفظي من جانب الطاهر.

. الطرفان اشتركا في خطأ كان يستوجب تنفيذ اللوائح المفقودة ليحاسب كل طرف وفقاً لحجم ما ارتكبه من خطأ.

. فإلى متي ستظل أنديتنا (جبانة هايصة) بينما نردد العبارات المعسولة مثل ” نادي الخريجين الأوائل” و” الهلال الكبير أو العظيم”، فالعظمة لابد أن يكون عنوانها النظام والصرامة وحسن الإدارة.

. لكننا للأسف نُصغر كياناتنا الكبيرة التي لم يبق لنا منها غير أسماء نتغنى بها.

. اللجنة نفسها صغرت الهلال كثيراً حين لهثوا وراء أموال المستشار تركي آل الشيخ وكأنهم ورثوا نادياً فقيراً معدماً يتسول الآخرين، مع إن الهلال غني بجماهيره وأقطابه لمن يعرف إدارته بالشكل السليم.

. ومن الواضح أن العلاقة مع الرئيس الفخري تركي كانت وراء الكثير من مشاكل هذه اللجنة.

. ولأنني مؤمن بأن كتابة الرأي تتطلب قراءة وتوقع وتنبيه للخطر قبل وقوعه، لا أن نصبح مثل أساتذة التاريخ لنعلم الناس بما جرى بعد وقوعه فقد كتبت يوم تنصيب آل الشيخ رئيساً فخرياً منبهاً إلى ضرورة التعامل مع الرجل بشكل يحفظ احترام وهيبة ومكانة الهلال وأكدت أن الهلال لا يتسول الناس، لكن مشكلتنا في هذا البلد أننا لا ننتبه للبلاء إلا بعد وقوعه.

. عموماً حادثة العراك لن تكون الأخيرة ما لم تُحسم الأمور في اللجنة بشكل جاد وقبل أن يخرج رئيسها للعلن ويصارح جماهير الهلال بما يجري بدلاً من الإكتفاء بالظهور في بعض المناسبات التي لا يشرفنا أن يكون رئيس الهلال حضوراً فيها.

. أعيدوا للهلال هيبته قبل أن تحدثونا عن فريق الكرة.
kamalalhidai@hotmail.com

التعليقات مغلقة.