شعب وثورة لا مثيل لهما

شعب وثورة لا مثيل لهما
  • 01 يوليو 2022
  • لا توجد تعليقات

د. حسين حسن حسين

يثبت السودانيون كل يوم أن معدنهم نفيس، وأن من المظلم أن يظل العالم ينظر إليهم وفق توازنات تقليدية،وبناءً على تجارب شعوب أخرى

ليس في العالم كله شعب بقي في الشوارع هذه المدة الطويلة التي تقترب من أربعة أعوام.

لم يألف العالم شعباً ينظم صفوفه في كيانات تقود المرحلة، وإذا فشلت أبدعت كياناً جديداً.

هذ الشعب حول يوم ٣٠ يونيو من ذكرى سيئة – لكونه اليوم الأسود الذي قبض فيه أصحاب الوهم الحضاري في عام ١٩٨٩م على مقاليد السلطة، ليستمروا ٣٠ عاماً عجافاً- إلى يوم للإرادة الوطنية التي لجمت العسكر، عندما علوا واستكبروا، وسولت لهم نفوسهم الضعيفة أن السلطة قد دنت لهم، وأن على الشعب عدّ السنوات التي سيحكمونها، كما لو أنهم باعوا الترام للشعب.

كان درس ٣٠ يونيو ٢٠١٩م قاسياً وحاسماً لو كانوا يفقهون، ولكنهم عادوا إلى محاولاتهم اليائسة مرات، وحاولوا خلق حاضنات وهمية، يريدون أن يقنعوا بها العالم، الذي ظل يتابع ويقف مشدوهاً أمام قدرة الشعب السوداني على فضح الأحاييل والألاعيب، حتى غدا اعتصام الموز نكتة مضحكة، والتوم هجو وصحبه من (الاسطراطجيين) مادة للتندر والسخرية في وسائل الإعلام.
وجاء انقلاب ٢٥ أكتوبر ليفضح ضحالة أصحابه، وعدم معرفتهم بحقيقة الشعب الذي يحاولون ترويضه.
تعاطف الشعب مع قواته المسلحة، ورفض أي مساس به، واستنكرت قواه الحية الاعتداء الإثيوبي الأثيم، ليؤكد هذا الموقف سلامة النسيج الاجتماعي، وقدرة الشعب على التمييز بين من يحاولون اغتيال حلمه، وبين أبنائه البواسل الذين يحمون الثغور، ويقومون بالدور الحقيقي لقوات الشعب المسلحة، التي تحمي العرض والأرض، ولا توجه الرصاص إلى صدور أبناء الوطن.
نجح يوم ٣٠ يونيو في تأكيد تحضر الشعب السوداني، وإصراره على وضع حد للانقلابات العسكرية التي لم ينل منها غير الخسران، وتذيل الشعوب في سلم التقدم والتطور.
إن الدماء التي تراق وتروي شجرة الحرية والسلام والعدالة غالية، وعزيزة، ولا مقابل لها إلا أن يصبح الوطن، كما أراده الشهداء.

وبلوغ هذا الهدف العظيم لا يكون إلا بالالتفاف حوله، وتلمس السبل التي تؤدي إلى توسيع رقعة التوافق بين الشرفاء من أبناء الوطن، الذين لا يتطلعون إلى أمجاد شخصية، وانتصارات وهمية لذواتهم، أو لأحزابهم، وإنما يضعون في حدقات عيونهم طموحات هذا الشعب الأبي، الذي يبهر العالم بصموده وإصراره.

وعلى الذين يحاولون أن يكون لهم دور في مساعدة السودانيين على نيل مبتغاهم، عليهم أن يسمو إلى المستوى الذي يجعلهم يقدرونهم حق قدرهم، لتكون معاييرهم على غير مثال سابق، لأن ثورة الشعب السوداني لا تماثل ثورة أخرى، ومن ثم يستحق هذا الشعب تقييماً بحجم تضحياته، وطموحاته المتمثلة في شعاره الذي لم يعتره التغيير، وهو (حرية.. سلام وعدالة).
ا

لديمقراطية آتية وراجحة بإذن الله ولو طال السفر.

التعليقات مغلقة.