الخرطوم تتسابق لعيد البلد

الخرطوم تتسابق لعيد البلد
  • 04 يوليو 2022
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

نشأت الخرطوم ريفية .. قرية محدودة حول خلاوى الشيخ أرباب العقائد المحسي ( جامع الملك فاروق سابقا).. ولاتزال أنفاسها تنبض بروح البداوة فمن سكانها البالغ تعدادهم 12 مليونا تعود جذور نحو 10 ملايين منهم لقرى السودان وبواديه.
من هنا فإن معظم سكانها يهرعون إلى أهلهم حيث كانوا في المناسبات المختلفة ولاسيما خلال العيدين.
ما إن يطل العيد حتى تتهيأ الجموع للرحيل من ضغوط البنادر المتخمة إلى براح الريف وهوائه النقي وحنيته العالية ومعنوياته المستكنة.
ليست الخرطوم وحدها ريفية الهوى بل كثير من مدائن الدنيا ففي مانيلا عاصمة الفلبين عاصرت كيف يهجرها معظم السكان إلى قراهم للاحتفال بعيد الهالوين السنوي .. الخاص باستذكار الموتى وهو شبيه بعشاء الميتين عندنا.
عالميا بات سكان المدن أعلى من سكان الريف بقليل منذ سنوات معدودة طبقا لوتائر الهجرة المتعاظمة للمدن تطلعا لحياة أفضل غير أن معظمهم يتوقون ٱلى مراتع صباهم دوما.
من يرصد حركة السكان في الخرطوم هذا الأسبوع يلحظ رحيل كثيرين من حوله إلى البلد زرافات ووحدانا حتى إن إدارة المرور تضبط حركة السفر للولايات عبر تفويجها ثم منها عبر قوافل تحكم سيرها وحدات مرورية مدربة.
لكل هذا الزخم يمتلئ الأدب الشعبي والفن بمفردات السفر ولواعجه وحلاوة لقاءاته مثل إبداع الحردلو وشدو الكابلي:

السبب الحماني العيد هناك أحضره درديق الشبيكي البنتو فوق صدره

ولا يتبقى في المدن خلال العيد سوى المضطرين من أمثالي فقد قال لي زميل زارني أمس من أبناء الجزيرة إن الحرص على بيته وموجوداته حكم عليه البقاء بالخرطوم.
قبل أيام كنت في معية شاب من الشمالية فجاءت الونسة على العيد فقال إن والديه يصران على السفر للبلد فقلت له:
لهما حق الفيتو
ليس أمامك إلا ” سمعا وطاعة “
فضحك موافقا.

عيد بخيت بهيج


حبيس خرطومي

الوسوم أنور-محمدين

التعليقات مغلقة.