رسالة الحزب الشيوعي لأسر شهداء بيت الضيافة في نوفمبر 1971 يتبرأ من دم أبنائهم

رسالة الحزب الشيوعي لأسر شهداء بيت الضيافة في نوفمبر 1971 يتبرأ من دم أبنائهم
  • 02 أغسطس 2022
  • لا توجد تعليقات

د. عبدالله علي إبراهيم

في نوفمبر 1971، والحزب الشيوعي يضمد جسده من جراح كسرة انقلابه في 22 يوليو، بعث برسالة إلى أسر شهداء بيت الضيافة يعزيهم في فقدهم، ويعلن لهم أنه لا دخل له في مقتل ضحايا بيت الضيافة. وأثار سبع مسائل قال لهم تفكروا فيها بما اتفق لكم من وسائل صدقتمونا أن لا طرف لنا في مقتل الضحايا أم لم تصدقوا. وهي رسالة مما يستحق أن تدرس لناشئة السياسة في الكتابة الفطنة فوق الدبر. وألهمتني الرسالة لأنسج على منوالها، وأنا سكرتيراً لاتحاد الشباب، رسالة للشباب في ذكرى 22 يوليو 1975 التمس منهم الشد من أزرنا ونحن نطالب بكشف المثوى الأخير لرفاقنا ضحايا محاكم الشجرة الفاجرة التي أخفاها نظام نميري في مقابر مجهولة. أنشرها بعد هذه.

أسرة . . . .
تحية طيبة،
نبعث إليك بعزائنا في فقيدكم ونرجو الله أن يلهمكم الصبر.
الآن، وبعد أن انقشعت سحابة الكذب والتضليل، وبعد أن استغلت السلطة َحادث بيت الضيافة أبشع استغلال، لدعم سلطانها دون مراعاة لحرمة الموتى، نود أن نؤكد لكم أن الحزب الشيوعي لا علاقة له بهذا الحادث لا من قريب ولا من بعيد، لا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ومما توفر من حقائق ومعلومات نؤكد لكم أن المجرمين الحقيقيين الذين اقترفوا هذه المجزرة البشعة ما زالوا طلقاء. تعرفهم السلطة وتتستر عليهم لأنهم سندها الأساسي في القوات المسلحة في الوقت الراهن. وأن حرس البيت (الضيافة) من ضباط وجنود وصف ضباط لم يطلقوا النار على المعتقلين. ولم تثبت المحكمة عليهم هذه التهم، ولم تصدر عليهم حكماً بالإعدام.
المسئولون من مذبحة بيت الضيافة هم مجموعة الدبابات الأولى التي حركها قادة انقلاب 22 يوليو. وقامت بقصف القيادة العامة مقر هاشم العطا ورفاقه، وقصف القصر الجمهوري، وقصف بيت الضيافة. كان قادة الانقلاب يريدون القضاء على قادة 19 يوليو وعلى نميري ومؤيديه ليصلوا للسلطة. ومن حقكم بالطبع أن لا تأخذوا ما نقول على أنه الحقيقة. ولهذا نأمل أن تبحثوا بما لديكم من وسائل عن الحقائق التالية:
1-بيت الضيافة لم يكن محروسا بمدافع أو أسلحة ثقيلة. لماذا قذفت الدبابات المهاجمة بقذائف مدافعها الكبيرة مما ترك آثاره على النوافذ وجدران المنزل) بيت الضيافة) وعلى جسم (الشهداء) ؟
2-لماذا استمر قصف البيت بعد أن أبيدت كل قوة الحرس أو ألقت أسلحتها؟
3-لماذا استخدمت مجموعة صف الضباط المهاجمين مدافعها الخفيفة لفتح الأبواب المغلقة وبررت ذلك فيما بعد أنها كانت تظن أن بعض أفراد الحرس احتموا بتلك الغرف.
4-ما هي نتيجة التشريح الطبي (غير مقروءة) للجثث لإثبات ما إذا كان سبب الموت طلقات رصاص من مسدس أو قذائف مدفعية؟
5-ما هي أقوال (كلمة غير واضحة) والجندي الذين أعدموا؟ وهل ثبت في المحكمة التهم الموجهة ضدهم؟ ومن هم الشهود؟ وهل تكونت لجنة تحقيق للنظر في الأمر؟ ولماذا نجا بعض الضباط بالذات؟ وما هي علاقتهم بانقلاب 22 يوليو؟
6-لماذا أحضروا جثث بعض القتلى من خارج البيت (الضيافة) وأضافوها لجثث المعتقلين فيما بعد؟
7-ما قصدنا بكل هذا أن ننكأ جرحكم، أو نبعث في نفوسكم ذكرى أليمة. بل قصدنا إجلاء الحقائق وفضح المتآمرين الذين أبادوا المعتقلين كخطوة تسهل عليهم الوصول للسلطة، ثم تسترت عليهم سلطة النميري بعد أن عادت للسلطة على جماجم القتلى وبحور الدماء.
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني نوفمبر 1971
من كتاب عبد الماجد بوب، 19 يوليو: إضاءات ووثائق، صفحة 196.

IbrahimA@missouri.edu

التعليقات مغلقة.