قصة البحار الروسي وزوجته وسمكة القرش

قصة البحار الروسي وزوجته وسمكة القرش
  • 14 أغسطس 2022
  • لا توجد تعليقات

تاج السر الملك

سمعت هذه القصة المتداولة بين البحارة في اليونان، وفي موانئ مختلفة زرتها، تزيد وتنقص، حسب قدرة السارد على التحليق في الخيال، والأغاريق الذين كتبوا الاوديسة، لايخيب الخيال رجاءهم، والقصة بحذافيرها، تقول، أن قبطاناً روسياً، يطوف بلاد العالم في مركبه، قرر أخذ زوجته معه، في واحدة من رحلاته البحرية، فانبسطت، وشعرت بهناء وبحبوحة، ثم حدث في رحلة من الرحلات، أن سئمت من الإستلقاء في كابينتها، فخرجت إلى سطح السفينة، تعب من الهواء النقي عبا، وخصلاتها تتطاير في الهواء، في بلهنية ورغد صدام حسين ، مستمتعة بشريط ابو داوود، الزمان طلبو (بوب مارلي)، من الطيب في (برايتون)، ولأن الأقدار البحرية، حافلة بالمثير الخطر، منذ أن ادعى السندباد، بأنه شهد بيضة الرخ، ومثلما اسس حميدتي جمهورية دار السلام، ومثلما قذفت الامواج بروبنسون كروزو، إلى جزيرة نائية، يشك في أنها سميت، بنيوزيلندة فيما بعد، او (مقرات) فالله اعلم. فقد قفز القرش، من حيث لم تحتسب المرأة الروسيىة، زوجة القبطان، جانكوف بافلوفيتش، في الهواء، وهجم عليها، فقصمها لنصفين، ذهب بنصفها الأعلى، بينما سقط نصفها الأسفل، يسح دماً غزيراً، على حديد سطح المركب، حتى سمي البحر، بالبحر الأحمر.
تملك الذعر البحارة، وأطبق الأسى على القبطان، ورفض أن يتم دفنها، حتى يأت بنصفها الآخر من الوحش البحري، فقام بكل شجاعة، بوضع نصفها المتبقي، في خطاف مهول، ورمي به في البحر، فهرول القرش، يود التهامه، فقبض عليه السيد بافلوفيتش، وشق بطنه، فأخرج جسد زوجته كاملاً، ودفنها بما يليق بها من تكريم، وكان (بوتين)، سيد طبلية في ذلك الزمان.
ثم أنني اشتريت آيفوناً، 13 ماكس برو، اللهم لا فنكهة، قبل شهر، كاش، الدولار يحك الدولار، ومن سعادتي به، فقد سمحت له بأن ينام معي في مخدعي، وقد اصحو بالليل اتأمله في غلافه الشفاف، وديعاً وداعة الله حسب الرسول. ثم شاءت الاقدار البحرية، الحافلة بالرياح والعواصف، وبيضة الرخ، والدعم السريع، وأمسيات خميس مشيط الدافئة، شاءت الأقدار، ألا تدوم الافراح والليالي الملاح في خراسان، فصحوت بالأمس، مبكرا كعادتي، حينما قررت المقادير يا ربي العنا، أن يحملني حمار النوم، إلى كوشة قريبة، لدفق الوسخ، وبين النوم والصحيان، تذكرت قصيدة (ود العيلفون)، حبيبي دفق الوسخ، ولسبب مقدر في الأزل، فقد تركت تلفوني العزيز هناك، وبسبب من النعاس، والزهمرة المبكرة.
عدت إلى البيت، وتقهوجت، وبعد ساعة زمان، (تبنت) منطقة الشاحن، قلت اتسلى بكتاب الوجوه، فعاد كفي بالفراغ، ولم أجد تلفوني، فقال قلبي شح، قلت يا ولد يا سامي، أضرب لي، ضرب، (دقّ) متثاقلاً وهو نصف نائم، وحانق، فلم يستجب هاتفي بالرنين، (حصل لي) تماماً مثلما حدث للسيد روبنسون كروزو، حينطاش عقله، (فسعى) معزتين و شوية (جداد بطري)، في عزلته تلك، وباع أرانب، جنب سينما ا(الوطنية)، هرولت منزعجاً مؤملاً بتجاه العربية، لكني (لوما مسكت في التلاجة، كنت كسرت التلفزيون)، كما تقول العوارة السودانية التراثية، بحثت ونقبت تحت المقاعد، وطوب الارض، أشنقل طوباية، واحدة واحدة، فلا أجد دهباية. بعد شوية، اصبح الاتصال بتلفوني مرعباً، فقد تأكد لي بأنه في ايد آثمة، رنة واحدة والرسالة الصوتية، تخش:
أمك
الحرامي طلع (السيم كارد)، فهرعت إلى الايباد، فايند ماي فون، فقال الآيباد، تلفونك، في فيرفاكس كاونتي هايواي، وإنت طالع على (لورتون). وهذا مشوار من مكة لخميس مشيط، فقلت في سري ..
شيت مان
تلفوني انزغم للابد، عايز انط في العربية، ألحق به، ولكن الصورة تجمدت في تقاطع الهايواي وشارع أسمه (تيرمينال)، فضاع أملي.
قضيت سحابة اليوم، أتلقى نظرات الرثاء، تلفونك ما لقيتو، الله يجمع، الله يعوض، ناس شركة (تي موبيل)، ما قلنا ليك اشتري (أبيل كير)، كنا أعطيناك تلفونا جديداً، فقلت للشاب التونسي الذي قام على خدمتي، لاتنكأ الجرح القديم فإنني، قالي ده مصطفى سيد أحمد، يا سلام عليك، قالي كمان من ود سلفاب، فعرفت أن موجة الحر قد لعبت بعقلي.
شركة (أبيل)، قالو، لن يقدر على تشغيله، إن كان هذا يعزيك، ويخفف من غلواء غيظك، فيضطر إلى بيعه (ككاميرا)، موظف (أبيل)، صيني، الانقليزية التي يتحدثها، تحتاج إلى (قدحة)، فما فهمت منه غير كلمة كاميرا، و(فواكجامبول)، والتي (أعتغد) انها تعني، على سبيل المثال.
وفجأةً!
عصف عقلي وشع
فجاء ابني الاصغر ، وصاح متسائلا، ريحة الشيّة دي وين يا داد؟؟
وأشار إلى رأسي، اللمبة دي ربطتها كيف في راسك؟
قلت له، هكذا تكون الافكار العظيمة، في لحظة ملهمة ضنينة، قال هات ما عندك، قلت له سافعل ما فعله القبطان الروسي، حين (شرّك) للقرش، ساذهب في الصباح، وأضع الصندوق الانيق، الذي جاء فيه التلفون، في نفس المكان، فيجئ المجرم، كعادة المجرمين، في زيارة موقع الجريمة، وعندما يهم بلفح الصندوق، وقبل أن يقول ياما انت كريم يارب، ياريت بكرة سماعة، أنط فيه!
قالي، برافو يا كولومبو.
ولكن الذي حدث، كان أكثر عبقرية، من فكرتي الجهنمية، ففي الساعة (حداشر) بدأ تلفوني (الباك أب)، يئز، أعاين، فيه واضحك، وامشي واجيه راجع، فإذا بصورة تلفوني الضائع، تعود إلى الحياة، في شوارع و طرقات أعرفها، فلبست لبس (5) من فوري، وانطلقت في مهمة إنقاذ التلفون، ومعي تلفوني والخريطة مفتوحة، وشغال (ريفريش)، الموضوع انيميشن عجيب، بس شيطان رجيم، ساكي التلفون، فجأة مرت علي عربية شحن شفروليه، تلفوني الشايلو وتلفوني الضايع، اتطابقو، عاينت لقيت زول من قصص (ماركيز)، لاتيني، عاقص ضنب الحصان لورا، كانه مصارع ثيران، ومعاه مرا، قطع شك تكون (كارمن) الغجرية، اتحركت، واتحركو عكسي، (ريفريش)، لقيت التلفون المبحوث عنه، وقد كسح مرة أخري، في الاتجاه المضاد، فقلت… همممممم.
الواطا بقت نص ليل، وكائنات الليل تشهد، على بكاي وتنهدي، وعندما وصل منى اليأس حداً، وهممت بالرجوع، أهلّ الهاتف من جديد، وهذه المرة جنب صينية، أعرفها وتعرفني، صينية (ظل) تعرفونها، وكان فيها بالأمارة، شجرة قطعوها، فصرت كلما اقترب منها، إقتربت صورة التلفون الضائع، وتلفوني يئز، حتى وصلت (كوشة).
تصدقو لقيت منو؟؟
العربية القبيل، القبيييييل ديك، الفيها اللاتيني المصارع، وكارمن،
طق…
التلفونين اتطابقو تاني، قلت، هالليلويا يا استيف جوبس، بركة الماعشت في الشرق الاوسط، كان اسمك (مروان)، وكنت تكون بتسوط في حلة حمص لهسة! شوف بالله عبقرية الآيفون دي.
نزلت… والراجل عاين لي، وضو (الداشبورد) على وجهه، بس ترافولتا في الديسكو، وعلم أنني تأبطت شراً، وتفرشخت (كارمن)، فصحت من مكاني
يووو برو، إنس ولا جنس؟ تلفوني في عربيتك
بدون اي كلام، دخل يدو في درج، وطلع تلفوني الوحيد الما بغباني
قالي ده تلفونك… سير؟؟
ثم هم بالكلام ذو (الأكسنت) الكثيف.
فمنعته يإشارة، فقال لا مبالياً
غربية أنا قافلو، وبطاريتو نازلة، وما فيه انترنت؟؟
قلت ليه دي (أبيل) والاجر على الله، والله لومشيت بيه مكسيكو، نجيبك من هناك. لكن اشكرك، ريحتني من موضوع الصندوق بكرة.
قالي بالله إنت برضو، سمعت قصة الروسي الشرك بمرتو للقرش؟ نحنا سمعناها بالاسباني طبعاً.
تاج السر الملك

التعليقات مغلقة.