حول كتاب المثقف السوداني الواثق كمير: رحلتي مع منصور خالد

حول كتاب المثقف السوداني الواثق كمير: رحلتي مع منصور خالد
  • 12 سبتمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

تجسد أمامي “الواثق كمير” منذ يضع قلمه ليكتب إهداءه لي قائلا “أستاذي وصديقي المفكر الباحث الأستاذ حلمي شعراوي….للسودانيين رب يحميهم من شرور صفوتهم العسكرية, ويقيهم من قصور نظرة نخبتهم السياسية… مع اطيب التحايا ..(القاهرة 16 اغسطس 2022 ) “.
وكأن الواثق يريد أن يلخص لى الموقف كله فى السودان منذ أرفع يدى عن الغلاف . وكنت مثله مشتاقا للقراءة لصلب الكتاب الذى أكد مفهومه باستعارة ” الكمير” تعبيرات صديقه منصور خالد مثل : ” الخروج من الذات لملاقاة الآخر” وكأن هذا تعبير عن ” سودانى شمالى ” حقيقى يسعى ويبحث عن ” السلام والوحدة ” جنوب وادى النيل…

وطبيعى أن يتوقف كتاب عن منصور خالد عند ” حواره مع الصفوة” حول قضايا الجنوب وأثر حواراته ” مع جون جرنق” ومصائر الحركة الشعبية السودانية… فيستخدم الواثق تعبيرات متميزة حول بعض ما يريده بعمق أكثر. فهو يصف العلاقة المخلصة مع منصور خالد وتطورها , بأنها ” كانت من النقابة إلى الغابة ” ليلحق بمنصور فى قلب الطريق ضمن عبوره للاكاديميات والمؤتمرات ..الخ
هى رحلة شاقة من “بور إلى الخرطوم” , عن علاقة “جون جرنق ” بالوحدة السودانية , وقد سبق أن عبر عن مستقبلها بأسلوبه الرائع المفكر السودانى ” جمال محمد أحمد” صاحب المقال المميز عن مكون وادى النيل أو حوض النيل …
يذكرنا الواثق بجهود العمل لبناء” السودان الجديد” , والحوارات عن الدين والدولة التى ما زالت تشغل السودانيين حتى الآن ….و يبدو لى أن العلاقة الوثيقة بين الواثق ومنصور خالد هى التى جعلت الأخير يخصه بما لا يريد تحريك المشاعر ضده مباشرة بسببها اذا ما ذاعت قبل النشر, فخص الواثق بما أسماه ” تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد ” .

الواثق كمير

يُذكر للواثق صياغته لمذكرة مفاهيمية تعتبر أساسية فى الفكر السودانى , لخصها “ص(207 ) فى أطروحة له تقول : ” أنه من المهم بمكان التفريق بين الشروط الضرورية من جهة , والشروط الكافية للوحدة الجاذبة من جهة أخرى” , بحيث يصوت الجنوبيون لصالح خيار الوحدة .
وذكر الواثق أن السؤال كان “: ما الذى يجب فعله حتى يصوت الجنوبيون لصالح الوحدة فى الاستفتاء المرتقب ؟. ودائما كانت الاجابة سهلة : فى التنفيذ الأمين لاتفاقية السلام الشامل نصا وروحا . وبقى أمل ” دولة واحدة بنظامين” معلقا حتى تم الانفصال ..!.وبقيت أيضا مشكلة الشريعة , وقوانين سبتمبر الشهيرة , حجرا فى طريق الحلول الشاملة المطالِبة بالدولة العلمانية , التى تتوقف فيها الانحيازات الدينية …وحيث لا يشكل ذلك حلا حقيقيا ممكنا , فقد كان الأمر يتوقف عند المطالبة بدستور مدروس وشامل …!

الكتاب كما قلت رحلة هامة فى تاريخ الفكر السودانى الحديث والتحديثى والحداثى , وتضم فصوله العشرة الكثير من الجهد المعمق يمكن أن يتابعها القارئ بالتشويق الذى كُتبت به.

التعليقات مغلقة.