عودة إيلا في سياق إستراتيجية إقليمية إخوانية جديدة

عودة إيلا في سياق إستراتيجية إقليمية إخوانية جديدة
  • 04 أكتوبر 2022
  • لا توجد تعليقات

محمد جميل أحمد

من الواضح جداً أن عودة محمد طاهر إيلا (الوالي الأسبق لولاية البحر الأحمر وآخر رئيس وزراء لحكومة المخلوع البشير) يوم ١ أكتوبر ٢٠٢٢م ليست عودة فردية، وإنما هي جزء من مخطط تم التوافق فيه مع الانقلابيين في المركز ومع جهات إقليمية، فإذا صح هذا الافتراض، سنرى عودة لآخرين – صلاح قوش مثلاً ولو كانت سرية – كما سنرى خروجاً لقيادات كيزانية من السجن.

الأرجح أن سيناريو عودة ايلا يعكس إستراتيجية جديدة لتعويم عناصر من الكيزان ذات شعبية جماهيرية مثله (الذي كسب شعبيةً لا شك فيها أثناء ولايته لولاية البحر الأحمر نظير ما قام به من تحسين شكلي في خدمات عامة مست حياة المواطنين هناك) وهذه الموجة من الإستراتيجية الجديدة قد تجبر الكيزان (نظراً لتعطشهم الشديد للسند الشعبي اليوم) للقبول بأن يكون إيلا في الواجهة، لشعبيته، فعودة ايلا ستكون بالون اختبار في ظل الانقسام الذي تشهده القوى السياسية، ومتى ما عكس استقبال ايلا زخماً (سيجتهد الكيزان على الدعاية له)، ستكون الخطوات الأخرى التالية.

وفي تقديرنا أنَّ ما يجري من ترتيبات هو جزء من صفقة إقليمية لايبعد أن تكون من تدبير دولتين في الإقليم (من خارج الرباعية) الأولى لها علاقة وطيدة بالجيش السوداني، والثانية لها علاقة بمشروع الإخوان المسلمين (وكان رئيسا الدولتين قد التقيا قبل أيام بعد قطيعة طويلة)، وفي ظل هذه الخلفية يمكن قراءة حوادث عدة جرت خلال الأسبوع الماضي، وحوادث ستحدث لاحقاً، فمرور البرهان بمصر أثناء عودته من نيويورك – ولقائه برئيس الاتحاد الأفريقي في نيويورك طالباً منه رفع تجميد عضوية السودان على خلفية انقلاب ٢٥ أكتوبر، وعودة إيلا، وكذلك المؤتمر المرتقب للقوى السياسية الذي سترعاه قطر، كل تلك الأمور مؤشرات لتدابير تجري ترتيبها لإعادة سيناريو معطوب للأسف.
موقف الرباعية
قد لا يخلو موقف الرباعية من مراقبة لهذه الإستراتيجية الإقليمية من أجل تعويم الكيزان، وعينها – أي الرباعية – على تحقيق الاستقرار نظرا لإستراتيجية أمريكية عليا تستهدف استقرار القرن الأفريقي، عبر السودان نتيجة للأوضاع الكلية المتدهورة في دول هذا القرن.
الخلاصة
في تقديرنا.. إنَّ هذه الاستراتيجية الكيزانية الإقليمية – وفق ما نفترض بالطبع – لن يكتب لها النجاح، خصوصاً إذا نجحت قوى الثورة في تأسيس مركز موحد لاستئناف العمل الثوري، وتكوين تحالف سياسي جديد وقوي لقطع الطريق على هذه الإستراتيجية، وهذا ما نرجوه ..

التعليقات مغلقة.