في مركز راشد دياب
ندوة “مكونات الثقافة السودانية” تردُّ على ادعاءات حلمي بكر                                                                                             

في مركز راشد دياب <br>   ندوة “مكونات الثقافة السودانية” تردُّ على ادعاءات حلمي بكر                                                                                             
  • 08 نوفمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم- التحرير

عثمان الأطرش

ناقش مركز راشد دياب للفنون برعاية شركة سكر كنانة المحدودة موضوع “مكونات الثقافة السودانية “، تحدث فيها الدكتور البشير أحمد محيي الدين والدكتور أمير النور، وأدار الجلسة الفنان سيد عوض، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين .
بداية ألقى الدكتور البشير أحمد محيي الدين الضوء على مكونات الثقافة السودانية، وركز في هذا الصدد على مكونين أساسيين، هما: عبقرية المكان وعبقرية الإنسان، مشيراً إلى حدود السودان الجغرافية، وتلاقح هذه الثقافة، وامتداداتها في هذا المكان الواسع شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وأرجع هذه المكونات الثقافية في هذا التقسيم إلى عامل اللغة العربية، وقال: إن عبقرية المكان تجسدت فيما عرف بالشخصية السودانية، لافتاً إلى أن الانسان السوداني أسس لحضارات وثقافات عريقة كان الأساس فيها الهجرات السكانية القديمة، وحالة التنقل من مكان إلى آخر، وأضاف أن هذه الهجرات ظلّت ملازمة للإنسان السوداني قبل سبعة ف سنة قبل الميلاد ، ويرى أن نهر النيل يعد من أحد الروافد الملهمة للثقافة السودانية باعتبار أن النيل
هو مظهر من مظاهر الثقافة ، وأكد أن هذه الهجرات حصل بينها وبين المجموعات السكانية المهاجرة تفاعلات داخلية كبيرة أنتجت نوعاً آخر من أنواع الثقافة السودانية مشيراً إلى قبائل العنج والتورة في منطقة دارفور ، واوضح أن دارفورهي منطقة تلاقح ثقافي كبير بين القبائل ، وذهب الدكتور البشير إلى أن الحضارة السودانية أسست لتراث مادي كبير ، لافتاً إلى أن جزء من هذا التراث موجود الآن في شمال السودان ممثلاً في الاهرامات وما حوته من نقوش ورسومات أثرية ، وجزء آخر من هذا التراث تعرض للتلف والدمار بسبب الاهمال، وأكد أن هذه الحضارة في مظاهرها المختلفة تدل على عظمة هذا المكان، وتدل أيضاً على عظمة الإنسان السوداني، ويرى أن تاريخ حضارة السودان هو أقدم بكثير من تاريخ الحضارات الأخرى في العالم بسبعة ألف سنة قبل الميلاد .
وقال الدكتور البشير أن المكون الثقافي السوداني يستند في قيامه إلى مكونين، المكون الأول هو مكون العروبة، والمكون الثاني هو مكون الأفريقي وذهب الدكتور البشير إلى أن كثيراً من المثقفين والمفكرين السودانيين يعتقدون أن هنالك صراعاً كبيراً بين هذين المكونين العربي والافريقي، ويكتبون في أوراقهم الصراع بين مدرسة العروبة ومدرسة الزنوجة، أو الصراع بين الثقافة العربية والثقافة الأفريقية، قال دكتور البشير إن هذه الثقافة في مجموعها الدم العربي والدم الزنجي أنتجت الإنسان السوداني بكل ما يحمله من موروث حضاري، وذكر أن الشخصية السودانية حسب مظاهر هذه الثقافة التي أنتجتها طوال هذه الحقب بها كثير من منظومات القيم مثل الكرم والشجاعة والأخلاق النبيلة وغيرها من العادات والتقاليد الفريدة، وخلص الدكتور البشير في ختام حديثه إلى الدعوة إلى تعزيز الثقافة الجامعة التي تقود إلى وحدة المجتمعات والقبائل ونبذ النعرات العنصرية، وأكد أن الثقافة السودانية هي ثقافة راسخة استطاعت أن تقدم نماذج في فترات مختلفة ولكن هنالك أيادٍ خفية بدأت تلعب بالمكونات الثقافية، وذلك بغرض خلق نعرات قبلية لتفتيت هذا الموروث الثقافي الكبير .
وقال الدكتور أمير النور إن السودان يمر هذه الأيام بفترة تاريخية خطيرة جداً، وهي بداية لحرب أهلية، وأضاف أن هذه المشكلات لا تستطيع السياسة حلها، بل يمكن حلها بواسطة الثقافة، ويرى أن السودان شهد قيام أعظم الحضارات في العالم وهي حضارة أقدم بكثير من الحضارة الغربية بآلاف السنين، وأشار إلى كلمة “نوب ” التي تعني بالنوبية الذهب، وذكر أن المؤسسين للحضارة النوبية برعوا كثيراً في صناعة صقل الحديد والنحت وهندسة العمارة والكتابة على أوراق البردي، الأمر الذي يؤكد عبقرية الإنسان السوداني وتفاعله مع الثقافة والحضارة النوبية القديمة التي أسست لبناء “230 ” هرماً، وأوضح أن جزيرة صاي يوجد فيها إنسان السودان الأول، بينما يوجد في مدينة سنجة إنسان السودان الثاني الذي يبلغ طوله “3 ” أمتار، وأكد أن الولاية الشمالية هي منطقة ملتقى لجميع الحضارات .
وقال إن الموسيقار الراحل محمد وردي إستخدم مجموعة من الايقاعات الغنائية من بينها إيقاع الفيجي وإيقاع النخشبندي وايقاع الدليب، الأمر الذي توج أن يكون محمد وردي فنان أفريقيا الأول، إلى جانب إستفادة وردي من الأناشيد الاكتوبرية، وأشاد دكتور أمير النور بالدراسة التي قدمها الكاتب مكي سيد أحمد عن آلة ” الكيسر ” ورآها من أفضل الدراسات عن آلة الربابة باعتبارها آلة عزف غنائية مشتركة لعدد من القوميات خاصة في منطقة شرق السودان
وألقى الدكتور أمير النور الضوء عن السلالم الموسيقية في السودان ومقارنتها بالسلالم الموسيقية العربية، وتعرض إلى المشكلات التي أثارها الموسيقار حلمي بكر عن تقليله للسلم الخماسي وعدم انتشاره على مستوى العالم، بينما يرى الدكتور أمير النور أن السلم الخماسي هو الأوسع انتشاراً في العالم، وطالب الدكتور أمير النور بأهمية وضرورة إعضاء فرصة للثقافة السودانية وقال الدكتور امير النور إن الثقافة لها القدرة الكاملة على حل مشكلات السودان، واستشهد في هذا الصدد بعدد من النماذج الغنائية.
وفي مداخلات الحضور تعرض الأستاذ والباحث مهند نصر الدين في حديثه إلى أصل الحضارة السودانية، ومرجعيتها التاريخية، مشيراً إلى أنها الأقدم بين الحضارات في العالم، وقال إن الإنسان السوداني خرجت منه كل الأجناس، إلى جانب حديث مهند عن الموروثات الثقافية عن حضارة وادي النيل وامتداد هذا الموروث في محيط المنطقة العربية .
وفي الختام عطر الأمسية الفنان عثمان الأطرش بعدد من أغنياته التى نالت إعجاب الجمهور.

التعليقات مغلقة.