قريعتي راحت.. في الدوحة

قريعتي راحت.. في الدوحة
  • 18 نوفمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

سعدالدين عبدالحميد

قيل ان (زولاً) تخلف عن قافلته في خلاء موحش، فلما افتقده ناسه بعد مسافة طويلة رجعوا للبحث عنه، فوجدوه هائما بين الحشائش. ولما سألوه اجاب: بفتش في قريعتي راحت مني !!
والقريعة تصغير للقرعة، وهي اناء للشرب يتخذ من قشرة نبتة برية تشبه البطيخ. أي ان زولنا اضاع وقتاً وجهداً فيما لا يستحق!! ويمكنه ان يجد عشرات غيرها في الخلاء!
ويضرب مثل مشابه (… والحسانية في شنو) لانصرافهم عن محاربة المستعمرين أيام المهدية لانشغالهم باللهو بسباق الحمير !!
يخطر لي المثلان بحكايتيهما وانا اشهد (شغف) كثير منا بدورة كأس العالم الذي تستضيفه قطر..فبرغم كل خيباتنا الكروية وملطشاتنا التي تتالت منذ كأس افريقا ٧٠- وسيكافا المحمول جواً – وبس! وفي عز هزائمنا المتكررة امام صغار الاتيام ومحدثاتها.. إلا ان مجتمعنا (نفسو فاتحة) لمحاكاة الأصحاء من الشعوب والامم للانشغال بتحضيرات قطر للكاس..وبناء الاستادات واشكالها والوانها ومغزى تصميم كل منها..واخبار المنتخبات المشاركة ولاعبيها. وانتشر الادعاء بأن منتخب قطر ليس الا فريقا سودانيا خانته (الظروف) وخذلته الوثيقة الدستورية.
ووسط الحميات التي اباح لها الحكام حصدنا، انتشرت حميات اقتناء الشاشات والرسيفرات وشراء الباقات المشفرة .. بل ان ستات البيوت المكجنات للكورة منذ اختراعها وجدنها فرصةً في جيوب بعولتهن لتحديث اطقم الجلوس والكراسي والملايات والجكوك والترامس، للفشخرة مع جاراتهن لاستقبال ضيوف المشاهدة. بين ما عكف بعض الرجال على تبطين صوالينهم بعازلات الصوت لتخفي صخب وتعليقات بعض المتفلتين واصحاب الحلاقيم من اصحابهم وهم يعجبون بهدف او يستنكرون قرارا لذلك الحكم الخاين!
ووسط هذه الاجواء المونديالية نصح السماسرة مرشحاً قادماً لمنصب (ملك جمهورية السودان الديمغراطية) ان يوزع على شباب الثورة مئات الشاشات لتزدان بها اندية حاراتهم الكئيبة.. ولما رفض بعض الشباب – الراكب راس – استلامها خفت بكاسي لعرضها للبيع هنا وهناك.. وقريبا ستعرض الشاشات بالكوم الى جانب الخضار والطماطم (فك الله اسرها).
ولأني موسوس.. وهلالابي تائب منذ التمانينات – لمن عرفت دسائس السماسرة والصحفيين الرياضيين – يدفعني كل “هؤلاء” النشاط والحراك والصرف المالي المحمومات الى التساؤل عن المغزى والمرتجى.. فهل يتوقع ان يحصل فريقنا على الكأس؟ ان شالله كاس كركديه – مثلاً؟ (هو نحن مشاركين)؟
او هل ستنفش مرارتنا الوارمة منذ ستين عاما ونيف، بفعل السيدين والساسة لو فازت الفاتيكان على تنجانيقا ؟؟
والا هل سيفرح القائد العام او رئيس الاركان بهزيمة المانيا فيفرحنا باستقالته واعلان تأسيس فريق جهاد السودان الرياضي للحصول خلال سنتين على اي كاس صفيح من اي حتة؟
• يا ابان زهانات السودان.. ما تقعدوا في حالكم.. وتشوفوا كورتكم مع الكيزان ديل ماشة على وين.. ما يجيبوا فيكم بلنت رابع والا خامس!!
saadeenn@gmail.com

التعليقات مغلقة.