المجد لله في الأعالي

المجد لله في الأعالي
مايكل جاكسون
  • 25 ديسمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

تاج السر الملك

لأنسام المساء في شتاء الخرطوم، رعدة تقذف بذاكرة الصهد، إلى مرج النسيان، وفي الليلة التي تسبق الميلاد، ثريات تزين الأشجار، والنشرة الأخيرة، يقرأها (حمدي بولاد) برفقة (سهام)، و(عفاف صفوت)، والحافلات تنقل الناس، لا تكل ولا تمل، من التخوم والديوم، كاترينا وحجازي، وكرش الفيل، شمبات الحلة، والصبابي، وخوجلي، والشنقيطي…
نازل؟ نازل؟ … طوالي يامعلم…
يزأر المكن، فكأنه أرواح غاضبة..
كان عم سعد درياس، فذاً!

أبو عركي البخيت


مستقيم البنية، نحيفاً على نحو رياضي، معتدل المشية، حامي الطبع، عميق النبرة، بطبع آمر ناه،
إن التقيته للمرة الأولى، لأدركت من فورك، انك امام رجل لا يعرف الخوف، وفوق ذلك رقيق ومهذب وراقٍ، وخرطومي بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ . كان بيت سعد، يضئ في ليلة الكريسماس، ويشع ببهجة، هي إسم زوجه، وبهجة من حبور الروح. هنالك في حوش المنزل العامر، وتحت سماء الحلفايا الصافية، يقول مذيع النشرة الجوية بالتلفزيون، السيد (درمان كافي)، مشيرًا بعصاه الى الخريطة:
التيار النفاث وما ادراك ما النفاث
قرٌّ الصحراء، تحمّي فيه جسدك، بفرك كفيك… والنفخ من هواء الرئة الملتهب
أو جرعة من (ابوحمار)
وأضعف الإيمان … تخميسة (بنسوناية)
أم يلزمك دفء الديسكو، أو التمتم، وكان هنالك فائض من الغناء، من الشرق والغرب، والشمال والجنوب ، وما بينهم، كان هناك (وردي)، وروائعه التي يطلقها، مشرق كل عام جديد… يحدثني على، وكأنه يفشي سراً (وردي عنده أغنية جديدة إسمها وردة صبية)
فأفرح، ثم يضيف
(وفي إحتمال أغنية إسمها مهاجر للضفاف، بس دي ما متأكد منها)!
وحين التقيت وردي، بعدها بعقود، ترددت أن أسأله، عن مهاجر الضفاف، وما صار في شأنها، ولكن(وردة صبية)، كانت قد خرجت للوجود، فأسميناها…. سِلِمت… حلمت.. قبلك كنت لا بحلم ولا موجود!
وكان هناك
MICHAEL JACKSON…. BAD
GEORGE MICHAEL… LAST CHRISTMAS…
STEVIE WONDER…. I JUST CALLED…
MARVIN GAYE… HEALING
SHALAMAR … A NIGHT TO REMEMBER
KOOL & THE GANG… GET DOWN ON IT
أبو اللمين في نادي الضباط، زاد الشجون، وارد مانشستر، وعيون حبيبي ديار، تستقبل الزوار
يا (بدر) ده ما السلم: كدي تقل الإيقاع شوية
زيدان في البياطرة، كيلا في صحارى، شرحبيل وأندريا، في ابولو، القولدن فنقرز، فوق سطح اكسلسيور…
عركي… هيلتون.. والأليفة ندى الشروق.. كان جاداً حتى النخاع ولا يزال!
والكحلاوي للغبش… استغفر الله!.
لأنسام المساء في الخرطوم التي نعرفها، رعدة تسري في النخاع، وتلج الفؤاد، لأمسية الميلاد، ثريات تزين الأشجار، فتتدلى عليها كالثمار، والنشرة الأخيرة، يقرأها (حمدي بولاد) برفقة (سهام)، و(عفاف صفوت)، والحافلات تنقل الناس، لا تكل ولا تمل، من التخوم والديوم، كاترينا وحجازي، وكرش الفيل،
نازل؟ نازل؟ … طوالي يامعلم…
كماسرة منهكون، من ماراثون المن وإلى، وبالعكس، ولكنهم فرحون قانعون بما اوتوا، وسيارات لامعة تمرق، تحمل في متونها، شعوباً، من كواكب أخرى، ومن قصائد (محي الدين فارس)، والجاز ملتهب…يؤج حياله نهد وجيد، والعميد في الهابي لاند، يفتتح له، (ود سلام)، يقول
قام إتعزز الليمون
والعميد… ظبية المسالمة، حسنها برداً، وصبابتها نارا، والمجد للمسيح ومن حام حوله واستجارا.
في ساحة السكة الحديد، على ارضها السلام، وبالناس المحبة، تذرف الاوتار مقدمة (لو بهمسة)… وننتظر الوردة الصبية، حتى يأت ميقات، تفتقها، من جزيل حديث (محجوب)، والفرقة الوردية، لا ينقصها من الضبط والربط، غير الصفا والإنتباه!
يقوم عم سعد على خدمة الضيوف، وكنا رفقة ابنه (مجدي)، تتساوي الاعمار وتنصهر الأجيال، في ليلة الميلاد، فيغض عم سعد الطرف، عن كل ما لا يسمح به خلال أيام السنة المنصرمة، تشع عيونه بفرح نادر، ويضئ وجهه بالرضا والمحبة، ثم تزأر الموسيقى، من أعماق عتاة سماعات (أكاي)، ينحني عم (سعد) من طوله الفارع، يقول لي: ورونا حاجة إنت ومجدي….
نرقص، نخبص ونسوط الواطا دي….
وبنيات الحلة، مؤتمن عليهن بيت عم سعد، مستحميات وقاشرات، والنساء الجميلات حقاً، يستعملن (لوكس)، بصوت(الطيب صالح).
كانت أيام سعيدة.
والمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، وبصوت (النميري)، وبالناس (المصرة)
قال شكرا شعبي
سمعناها… شقرن!
تاج السر الملك ديسمبر 22

التعليقات مغلقة.